عادت الحياة في روستوف الروسية إلى طبيعتها بعد تمرد محدود لقوات فاغنر استمر ليوم واحد وانتهى مساء أمس السبت، بفضل جهود قادها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس بيلاروس، وبعد خروج المرتزقة من المدينة، تفاوتت مشاعر الروس، بين الارتياح، والتعاطف.
وأبدى سكان في روستوف، اليوم الأحد، ارتياحهم بعد مغادرة قوات فاغنر مدينتهم، معربين في الوقت نفسه عن تعاطفهم مع تمرد اليوم الواحد الذي نفذته المجموعة المسلحة.
وانتشر، أمس السبت، في المدينة مقاتلون من مجموعة فاغنر حاملين بنادقهم الرشاشة وبجوارهم دبابات ومدرعات.
وفي إطار تمردها، أعلنت المجموعة سيطرتها على مقر قيادة الجيش في المدينة - وهو مركز رئيسي لإدارة الحملة الروسية في أوكرانيا - في حين كانت جموع من مقاتليها تزحف إلى موسكو.
لكن فاغنر أنهت تمردها مساء السبت بعد إبرام اتفاق مع الكرملين يسمح لزعيمها يفغيني بريغوجين بالذهاب إلى بيلاروسيا، حليفة روسيا، ووقف الملاحقات القضائية بحق عناصر المجموعة وقائدها.
وتقول رينا أبراميان، وهي طبيبة تبلغ 28 عاماً، إنها تشعر "بالارتياح" لهذه النتيجة.
وتضيف، "عندما يتغير شيء روتيني في مدينتك ولا تفهم حقاً ما يحدث، تشعر بالقلق الشديد وبعدم الأمان. لذلك شعرت بالارتياح".
وصباح الأحد كانت آثار الدبابات لا تزال بادية على الطريق في وسط المدينة، فيما أغلقت المناطق التي كانت تقف فيها المركبات المدرعة، وعادت حافلات النقل المشترك إلى عملها الطبيعي.
وكتب على لافتة زرقاء كبيرة في حديقة المدينة، "أيها الإخوة، دعونا لا نسمح بإراقة الدماء، لا يوجد أعداء هنا، لا يمكننا الانتصار إلا سوياً".
وخرج السكان، الأحد، للاستمتاع بأشعة الشمس بعدما بقوا في منازلهم في اليوم السابق استجابة لطلب السلطات المحلية.
استياء
وتقول تاتيانا، وهي معلمة تبلغ 76 عاماً، إنها كانت "مستاءة للغاية" عندما سمعت لأول مرة عن التمرد.
وتتابع، "لم أخرج لأنهم قالوا إنه من الأفضل عدم الخروج. لقد تابعت الأخبار طوال اليوم وكنت قلقة حقاً، لذلك أنا سعيدة بأن كل شيء سار على ما يرام".
أما ديمتري فيليانين، وهو أخصائي نفسي يبلغ 35 عاماً، فيقول إنه شعر بالخوف عندما حدث التمرّد وبالارتياح عندما سمع عن الاتفاق بين فاغنر والكرملين بعد وساطة الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو.
لكنه يضيف، "ما زالت هناك أشياء غامضة. لماذا تم ذلك؟ من حرّض عليه؟".
رسالة لبوتين
من جهته، يؤكد المتقاعد بوريس كودريافتسيف أنه "يحترم" مقاتلي فاغنر.
ويضيف، "أتفهمهم قليلاً"، معرباً عن اعتقاده بأنه كان ينبغي عليهم تسوية خلافاتهم مع القادة العسكريين الروس بشكل مختلف.
ويردف السائق السابق، "لقد جاؤوا مسلحين. كان من الممكن أن تحدث فوضى حقيقية"، مضيفاً أن الرئيس فلاديمير بوتين يجب أن "ينتبه" للقيادة العسكرية الروسية "المسنة".
ومنذ بدء الهجوم في أوكرانيا، انتقد بريغوجين القادة العسكريين الروس بعبارات شديدة، واتهمهم بالتقاعس وعدم الكفاءة والفشل في تزويد قواته بالذخيرة الكافية.
ومع ورود أنباء عن إنهاء المجموعة تمردها، تجمع العشرات من سكان روستوف خارج المقر العسكري دعماً لفاغنر.
ويرى أنتون، وهو سائق يبلغ 33 عاماً، أن مقاتلي فاغنر تصرفوا "بشكل صحيح".
ويضيف "إنهم يدافعون عما هو صائب وهذا هو الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله".
ويختم "لا يمكن تركهم بلا شيء.. هؤلاء الرجال بذلوا الكثير من أجل وطننا".