آلية عسكرية أوكرانية (أ ف ب).
أعلن مسؤولون أميركيون أنّ الجنرال سيرغي سوروفيكين، نائب قائد العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، كان متعاطفاً مع تمرّد يفغيني بريغوغن، رئيس مجموعة "فاغنر" العسكرية الروسية الخاصة مطلع الأسبوع الجاري، لكن من غير الواضح إن كان قد شارك في دعم التمرّد.
وفاجأ بريغوغن العالم عندما قاد تمرّداً مسلّحاً يوم السبت زحف خلاله جنود مجموعة "فاغنر" عبر الحدود الأوكرانية وصولاً إلى ما يبعد 200 كيلومتر من موسكو قبل أن ينهي التمرّد على نحو مفاجئ.
وقال ثلاثة مسؤولين طلبوا عدم نشر هويتهم، أمس الأربعاء، إنّ سوروفيكين كان مؤيّداً لبريغوغن لكن أجهزة المخابرات الغربية لم تتأكد على وجه اليقين مما إذا كان قد ساعد التمرّد بأي شكل.
وعند بدء التمرّد، حضّ سوروفيكين مقاتلي مجموعة "فاغنر" الخاصة في رسالة علنية على التوقف عن معارضة قيادة الجيش والعودة إلى قواعدهم.
وقال سوروفيكين في مقطع مصور نُشر على تطبيق "تيليغرام" يظهر فيه وهو يضع يده اليمنى على بندقية: "أدعوكم إلى التوقف".
وأفادت صحيفة "نيويورك تايمز" يوم الثاثاء بأنّ سوروفيكين كان لديه علم مسبق بأن بريغوغن يخطّط للتمرّد.
وقال الكرملين عند سؤاله عن التقرير، أمس الأربعاء، إنّ "تكهنات كثيرة" ستظهر في أعقاب الأحداث.
وسوروفيكين، الملقّب في الإعلام الروسي بالجنرال "هرمغدون" لاشتهاره بالقسوة، هو رجل حرب مخضرم خاض معارك في الشيشان وسوريا وحصل بسبب ذلك على أوسمة من الرئيس فلاديمير بوتين.
وكان قد تولّى قيادة الحملة العسكرية الروسية في أوكرانيا في تشرين الأول من العام الماضي لكنه نُقل إلى منصب النائب في وقت سابق من هذا العام بعد إخفاق روسيا في تحقيق نجاح يذكر في الغزو.
وقال مسؤولون أميركيون وغربيّون إنّ بريغوغن كان يجمع الأسلحة قبل محاولته للتمرّد. وأشار المسؤولون الأميركيون إلى أنّ بريغوغن لا بد وأنه كان يعتقد أن لديه ما يكفي من الأسلحة والتعاطف من جانب الجيش الروسي لتنفيذ تمرده.
إلّا أنّ ديبلوماسيّاً غربيّاً قال إنّ بريغوغن كان مخطئاً في حساباته في نهاية المطاف بالاعتقاد أن ولاءه لبوتين وفائدته للكرملين والدعم الذي يتمتّع به بين المسؤولين العسكريين الروس سيكون كافياً لحمايته من العواقب.
وتوعّد بوتين في بادئ الأمر بسحق التمرّد وشبهه بالفوضى التي أدّت إلى الثورة في 1917 ثم نشوب حرب أهليه، ولكن جرى التوصل بعد ذلك بساعات إلى اتفاق يسمح لبريغوغن وبعض مقاتليه بالذهاب إلى بيلاروسيا.