"سوروفيكين كان عضواً رفيع المستوى في فاغنر". عنوان عريض يتصدّر الصفحة الرئيسية لموقع "
سي إن إن". وثائق تقول الشبكة الأميركية إنّها اطّلعت عليها، تُظهر أنّ الجنرال الروسي النافذ سيرغي سوروفيكين، كان عضواً سرّياً رفيع المستوى (VIP) في المجموعة العسكرية التي قادت تمرّداً بقيادة يفغيني بريغوجين، رأى الغرب أنّه "أهم تحدٍّ للدولة الروسية في الزمن الحديث".
توارى سوروفيكين عن الأنظار منذ يوم السبت، بُعيد ظهوره في مقطع فيديو ناشد فيه رئيس مجموعة "فاغنر" إنهاء التمرّد. بدا سوروفيكين، المُلقّب بـ"الجنرال هرمجدون"، أو "جنرال يوم القيامة"، تَعِباً في المقطع الذي دارت شكوك حول فرضيّة تصويره بالإكراه وتحت التهديد. ورفض الكرملين الخميس، الإدلاء بمعلومات عن وضعه ومكان تواجده ومصيره.
في تسجيل الفيديو الذي بثّه صحافيّ في التلفزيون الرسمي الروسي على تطبيق "تلغرام"، دعا سوروفيكين يومذاك مقاتلي فاغنر إلى "التوقّف" والعودة إلى ثكناتهم "قبل فوات الأوان". وقال الجنرال الذي يشغل منصب نائب قائد القوات الروسية في أوكرانيا، واضعاً يده اليمنى على بندقية: "أخاطب مقاتلي مجموعة فاغنر وقادتها (...) نحن من الدم نفسه، نحن محاربون. أطلب أن تتوقّفوا (...) قبل فوات الأوان، يجب الانصياع لإرادة وأوامر رئيس روسيا الاتّحادية المنتخب من الشعب".
"كبار الشخصيات"
أشارت الوثائق التي حصل عليها ما يُعرف باسم "مركز ملفات التحقيق الروسي"، إلى رقم تعريفيّ لسوروفيكين ضمن مجموعة "فاغنر"، إلى جانب 30 مسؤولاً من الجيش والاستخبارات الروسية على الأقلّ.
من غير الواضح ما تعنيه صفة "كبار الشخصيات" في هيكليّة فاغنر، ووفق "سي إن إن"، كانت لسوروفيكين علاقات قوية معروفة مع المجموعة العسكرية، لكن الوثائق الجديدة تُسلّط الضوء على التقارب الكبير بينها وبين قادة بارزين في الجيش الروسي.
من جهتها، أكّدت صحيفة "
نيويورك تايمز" نقلاً عن مسؤولين مجهولين قولهم في وقت سابق إنّ سيرغي سوروفيكين كان على علم مسبق بخطط بريغوجين لإطلاق تمرّد. وقال المسؤولون أنّ رجل الحرب المخضرم كان متعاطفاً مع تمرّد بريغوجن، لكن من غير الواضح إن كان قد شارك في دعم التمرّد.
يُلقّب الإعلام الروسي سوروفيكين بـ"الجنرال هرمجدون" لقسوته ولاشتهاره بتكتيكات القصف الوحشي في سوريا، وقد بقي الجنرال المفضل لدى المجتمع الأكثر تشدّداً والمؤيّد لـحرب أوكرانيا، بالرغم من اختلافه بحدّة مع كبار الضبّاط في وزارة الدفاع في شأن التكتيكات والاستراتيجيات، وخفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رتبته من على رأس الغزو الروسي بعد بضعة أشهر فقط في المنصب.
وعبارة "هرمجدون" ترمز في الدين المسيحي إلى "حرب اليوم العظيم"، وهي المعركة العالمية الأخيرة بين الشر والخير، بين الشيطان والله.