النهار

ليلة رابعة من أعمال الشغب في فرنسا... أكثر من ألف موقوف وتشييع نائل بعيداً من الإعلام
المصدر: "أ ف ب"
ليلة رابعة من أعمال الشغب في فرنسا... أكثر من ألف موقوف وتشييع نائل بعيداً من الإعلام
سيارة محترقة بالقرب من روان، شمال غرب فرنسا (30 حزيران 2023 - أ ف ب).
A+   A-
انطلقت اليوم مراسم تشييع الشاب نائل، والذي قُتل برصاص شرطي فرنسي، بعد تواصل أعمال الشغب لليلة الرابعة على التوالي مع أعمال نهب ومواجهات في أرجاء فرنسا، تخلّلها توقيف أكثر من ألف شخص.
 
أصيب نائل (17 عاماً) برصاصة قاتلة في الصدر أطلقها شرطي من مسافة قريبة، أثناء عملية تدقيق مروري. ووُجّهت إلى الشرطي الموقوف (38 عاماً) تهمة القتل العمد.
 
بدأت اليوم مراسم تشييع الشاب في ضاحية نانتير غرب باريس، حيث قضى الثلثاء. وأكّد محامو العائلة أنّ اليوم سيكون "يوم صلاة" لعائلة نائل، طالبين من وسائل الإعلام عدم حضور المراسم "احتراماً لخصوصية العائلات الثكلى".
 
نشرت فرنسا 45 ألف شرطي ودركي مدعومين بآليات مدرّعة لضبط أعمال الشغب التي اندلعت إثر مقتل نائل، وتواصلت في الكثير من الأحياء الشعبية في البلاد ليل الجمعة السبت مع "تراجع حدّتها" بحسب وزارة الداخلية. إلّا أنّ الحصيلة تبقى مرتفعة. فقد أوقفت الشرطة 1311 شخصاً، بارتفاع ملحوظ عن عدد الذين تم توقيفهم في الليلة السابقة وبلغ 875 شخصاً.
 
بدورها، أوضحت الوزارة أنّ "79 شرطيّاً ودركيّاً أصيبوا بجروح"، وأضافت أنّ النيران أضرمت في نحو 1350 سيارة، فيما تعرّض 234 مبنى للحرق أو التخريب وأحصي 2560 حريقاً على الطرقات العامة. كما أحصي 31 هجوماً على مراكز للشرطة و16 هجوماً على مراكز للشرطة البلدية و11 هجوماً على ثكنات للدرك.
 
عرفت مرسيليا ثاني مدن البلاد ليلة مضطربة ما دفع وزير الداخلية جيرالد دارماران إلى إرسال تعزيزات إليها. وكانت الشرطة أعلنت توقيف 88 شخصاً في المدينة قرابة الساعة الثانية فجراً (منتصف الليل بتوقيت غرينيتش) في صفوف مجموعات من الشباب غالباً ما يكونون مقنّعين و"يتحركون بسرعة".
 
 
شباب ملثمون
في مدينتي ليون وغرونوبل في وسط شرق البلاد، جرت مواجهات حتى ساعة متقدمة من الليل بين مجموعات من الشباب الملثمين في غالب الأحيان يتنقلون مهرولين أو على دراجات ويطلقون المقذوفات باتجاه عناصر الشرطة الذين كانوا يردّون بإطلاق الغاز المسيل للدموع. في فول أن فلان في ضاحية ليون أطلق أحد المشاغبين النار من بندقية باتجاه عناصر من الشرطة على ما أفادت وزارة الداخلية.
 
لم تسلم منطقة باريس من أعمال الشغب، وقرّرت ثلاث مدن قريبة من العاصمة الفرنسية فرض حظر التجوّل على غرار مدن أخرى في المناطق الداخلية.
 
وكان وزير الداخلية أعلن نشر "المزيد من الوحدات المتخصصة" مثل RAID وGIGN للتدخل السريع من الشرطة والدرك، فضلاً عن إرسال مدرعات خفيفة من سلاح الدرك.
 
من جهتهم، قال لاعبو منتخب فرنسا لكرة القدم في بيان نقله قائدهم كيليان مبابي إنّ "زمن العنف يجب أن يكفّ ليحلّ مكانه زمن الحداد والحوار وإعادة البناء".
 
 
"تمييز عنصري"
أثار مقتل نائل م. المتحدّر من أصول جزائرية، الجدل من جديد في شأن عنف الشرطة والعنصرية في فرنسا، حيث قُتل 13 شخصاً في عام 2022 بعد رفضهم الامتثال لأوامر الشرطة.
 
خلال مؤتمر صحافي روتيني في جنيف الجمعة، حضّت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان فرنسا على "معالجة جدية لمشاكل العنصرية والتمييز العنصري المتجذرة في صفوف قوات الأمن".
 
إلّا أنّ وزارة الخارجية الفرنسية ردّت على الفور معتبرة أن "لا أساس" لهذا الاتهام.
 
يطرح جزء من الأوساط السياسية مسألة فرض حال الطوارئ في البلاد وهي مسألة تلقى متابعة حثيثة في الخارج خصوصاً وأنّ فرنسا تستضيف في الخريف كأس العالم للركبي ومن ثم دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في باريس في 2024.
 
ويسمح فرض حال الطوارئ للسلطات الإدارية باتخاذ إجراءات استثنائية مثل منع التجول وسبق أن فُرضت في تشرين الثاني 2005 بعد أعمال شغب استمرت عشرة أيام في الضواحي عقب مقتل مراهقَين صعقاً في محول كهربائي، احتميا فيه هرباً من مطاردة الشرطة لهما.
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium