النهار

وزيرة الخزانة الأميركيّة تختتم زيارتها للصين بتفاؤل بشأن العلاقات بين البلدين
المصدر: أ ف ب
وزيرة الخزانة الأميركيّة تختتم زيارتها للصين بتفاؤل بشأن العلاقات بين البلدين
يلين متكلمة خلال مؤتمر صحافي في مركز بيجينغ الأميركي بالسفارة الأميركية في بيجينغ (9 تموز 2023، أ ف ب).
A+   A-
أعربت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين، الأحد، عن تفاؤلها بشأن أسس العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، في ختام زيارة إلى بيجينغ هدفت الى تخفيف التوترات بين أكبر قوتين في العالم.

وصلت يلين إلى العاصمة الصينية الخميس حيث التقت العديد من كبار المسؤولين الحكوميين بينهم رئيس الوزراء لي تشيانغ، ولم تنفك تطالب بمزيد من التبادلات والتعاون بين البلدين رغم الاختلافات.

وقالت يلين خلال مؤتمر صحافي الأحد في السفارة الأميركية "بشكل عام أعتقد أن اجتماعاتي الثنائية التي استغرقت نحو عشر ساعات على مدى يومين شكلت خطوة إلى الأمام في جهودنا لوضع العلاقة بين الولايات المتحدة والصين على أسس أكثر صلابة".

تأتي زيارة يلين، وهي الأولى لها إلى بيجينغ منذ تسلّمها منصبها في 2021، بعد أسابيع على زيارة وزير الخارجية أنتوني بلينكن، وتُجسّد رغبة إدارة جو بايدن في تهدئة العلاقات الثنائية المتوترة.

وأكدت الوزيرة لشبكة "سي بي إس" أن "الشعور الذي أعرب عنه الجانبان هو أن العالم كبير بما يكفي كي يستطيع بلدانا الازدهار والتعاون في مواجهة التحديات العالمية وأن يكون لديهما علاقات اقتصادية بناءة".

ورغم عدم إعلان أي إجراء ملموس، ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أن الاجتماع الذي عقد السبت بين يلين ونائب رئيس الوزراء هي ليفينغ أتاح الاتفاق على "تعزيز التواصل والتعاون لمواجهة التحديات العالمية".

من جهته، دعا الرئيس الأميركي جو بايدن في مقابلة بثتها شبكة "سي إن إن" الأحد إلى "إقامة علاقات عمل تفيد الطرفين".

وأضاف "ذكّرت (الرئيس شي) بأنه منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، انسحبت 600 شركة أميركية من روسيا. وقال لي إن اقتصادها يعتمد على استثمارات الأميركيين والأوروبيين، لذلك يجب توخي الحذر" لافتا إلى أن ذلك "ليس تهديدا".

- "خلافات كبيرة" -
أقرت وزيرة الخزانة الأميركية الأحد بوجود "خلافات كبيرة" بين البلدين، لكنها أكدت أن المناقشات في بيجينغ كانت "مباشرة وجوهرية ومثمرة".

وتتمثل النقطة الشائكة الرئيسية في أشباه الموصلات، وقد فُرضت في الأشهر الأخيرة قيود أميركية من أجل قطع إمداد الشركات الصينية بالتكنولوجيا الأميركية، بما في ذلك الرقائق.

وتعتبر الصين التي تسعى إلى أن تصبح مستقلة في هذا المجال، أن هذه الإجراءات تهدف إلى عرقلة تطورها والإبقاء على التفوق الأميركي.

وقالت يلين لشبكة "سي بي إس"، "كان هدف الرحلة توضيح أنه لا يمكننا المساومة على أمننا القومي، حتى لو كان ذلك يضر بمصالحنا الاقتصادية".

وأكدت أنها رغبت في "تهدئة مخاوفهم من إقدامنا على أمر ستكون له تداعيات واسعة النطاق على الاقتصاد الصيني. الأمر ليس كذلك، وهذه ليست النية".

كما أعربت عن "مخاوف جدية" لدى واشنطن في ما يتعلق بـ"الممارسات التجارية غير العادلة" لبيجينغ. ويتعلق الأمر خصوصا بعوائق أمام دخول الشركات الأجنبية إلى السوق الصينية وبقضايا مرتبطة بحماية الملكية الفكرية.

وقالت يلين "عبّرتُ أيضا عن مخاوفي حيال الزيادة الأخيرة في الإجراءات القسرية ضد الشركات الأميركية"، في إشارة إلى عمليات تفتيش وتحقيقات استهدفت في الأشهر الأخيرة شركات في الصين.

- "حماسة" أكبر من بلينكن -
ورأى محللون أن زيارة يلين قد تكون لها انعكاسات على إدارة العلاقات بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم، رغم أن أي تقدّم ملموس سيبقى رهن التواصل المباشر بين الرئيسين الصيني شي جينبينغ والأميركي جو بايدن.

وقالت مديرة برنامج الصين في مركز ستيمسون سنتر للأبحاث أن "الطرفين لم يجريا تواصلا وتشاورا على هذا المستوى منذ أعوام عدة".

ورأت أنه رغم إبداء يلين تفاؤلها، يبقى "إعلان أي تقدم ملموس وأي نتيجة كبرى على الأرجح في عهدة القائدين الأساسيين".

وكان بايدن أعرب في حزيران عن ثقته بلقاء نظيره الصيني قريبا.

وعلى "سي إن إن"، قال إنه مقتنع بأن الصين "تريد أن يكون لديها أكبر اقتصاد في العالم وأكبر جيش".

واعتبر مدير مركز الدراسات الأميركية في جامعة فودان الصينية وو شينبو أن بيجينغ بدت "أكثر حماسة" حيال زيارة وزيرة الخزانة مما كانت عليه خلال زيارة وزير الخارجية الأميركي.

وأوضح أن "موقفها (يلين) حيال العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين والولايات المتحدة عقلاني الى حد ما"، لافتا الى أنها تعارض فك الارتباط بين القوتين الاقتصاديتين.

ودعا الأستاذ في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا تايلور فرافيل الى عدم الافراط في التفاؤل من الآن، مضيفا "لا أعتقد أن تحقيق هدف استقرار العلاقات ممكن من زيارة واحدة أو تفاعل".
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium