النهار

في زمن الحرب... مدرّسون أوكرانيّون يكافحون من أجل تلاميذهم
المصدر: أ ف ب
في زمن الحرب... مدرّسون أوكرانيّون يكافحون من أجل تلاميذهم
مواعز ترعى أمام مدرسة في قرية بالقرب من ليمان في منطقة دونيتسك (17 تموز 2023، أ ف ب).
A+   A-
في شرق أوكرانيا تضررت مدرسة مدينة كوستيانتينيفكا الصناعية القريبة من خط الجبهة جراء عمليات قصف، لكن حفنة من التلاميذ تستمر بمتابعة الدروس عبر الانترنت.

توضح المدرسة سفيتلانا دوتسينكو التي لجأت مع ابنها إلى أوديسا في جنوب أوكرانيا على البحر الأسود هربا من المعارك اليومية وتعطي درسها عن بعد أن "اطفالا ينتمون إلى سبع عائلات لا يزالون هناك (..) رغم ما يحدث".

دفعت مواصلة الدروس بعد نحو 17 شهرا على بد الغزو الروسي، المدرسين والأطفال كذلك، إلى اقصى قدراتهم لكنهم يثابرون رغم الصعوبات.

على غرار دوتسينكو، شارك نحو ألف مدرس أوكراني في وارسو في ورشة تدريب تهدف إلى تلقينهم أسس التعليم في زمن الحرب.

تقول سفيتلانا دوتسينكو التي تدرس الانكليزية إن المواظبة على متابعة الدروس ليست مضمونة.

فيتغيب التلاميذ أحيانا لأن الاتصال بالانترنت غير ثابت في كوستيانتينيفكا الواقعة على بعد حوالى ثلاثين كيلومترا من باخموت التي كانت مسرحا لمعارك عنيفة في الشرق.

وغالبا ما يغيب التلاميذ أيضا عن الدروس عبر الانترنت بسبب الضغط النفسي الناجم عن الحرب وهي مشكلة تتعلم المدرسة البالغة 45 عاما مواجهتها.

وتوضح هانا سكيدان البالغة 41 عاما والتي تشارك أيضا في الحلقة التدريبية في وارسو "في غالبية الأحيان ينغلق الأطفال على أنفسهم. ولا يشغلون الكاميرا والمايكروفون".

يشارك البعض في النقاشات خلال الدروس "لكن بعضهم يعاني ضغطا نفسيا ولا يريد الظهور أو التواصل".

- منهاج روسي وأوكراني -
سيطرت القوات الروسية على توكماك مسقط رأس هانا سكيدان في جنوب شرق أوكرانيا مطلع الحرب فلجأت بعيد ذلك إلى لفيف في غرب البلاد.

في المناطق التي تشرف عليها القوات الروسية، يواصل عشرات آلاف الاطفال متابعة الدروس بحسب المنهاج الأوكراني عبر الانترنت على ما كشفت وزارة التربية العام الماضي.

أحيانا يتابعون المنهاجين الروسي والأوكراني على ما توضح سكيدان التي تواصل التعليم عن بعد أيضا.

وتضيف "يرتادون المدارس الروسية ومن ثم يأتون لمتابعة دروسنا إذ يخشى الأهل أن يسحب أطفالهم منهم".

في منطقة خاركيف في شمال شرق أوكرانيا سمحت السلطات مطلع تموز/يوليو باستئناف التعليم الحضوري.

لكن حاكم المنطقة أوليغ سينغوبوف قال إنه لن يسمح للمدارس بإعادة فتح أبوابها إلا اذا كان لديها "ملجأ مناسب" في حال حصول ضربة جوية.

رغم عدم اليقين المسيطر في مجريات النزاع، حافظ الكثير من التلاميذ على تركيزهم وأبدوا اهتماما متناميا بالتعلم بحسب المدرسين.

- مساعدة المدرسين -
يمكن تلمس هذا الميل الجديد في صف دوتسينكو عبر الانترنت.

تقول المدرسة "بدأ بعض الأطفال حتى بالدرس بطريقة أفضل وازداد انتباههم ومشاركتهم. ربما أدركوا أهمية هذا الأمر".

لكن في بعض الأحيان، يكون المدرسون أنفسهم بحاجة إلى دعم.

تقول ناتاليا سيليفانوفا التي بدأت التعليم قبل ثمانية أشهر فقط عندما اندلعت الحرب "الأمر في غاية الصعوبة".

تتمثل هذه المدرسة الشابة البالغة 27 عاما بتلاميذها للاستمرار بالعمل.

وكانت مساعدة المدرسين أحد أهداف الحصص التدريبية التي نظمها مركز "بريتيش كاونسل "في وارسو والتي تعلمهم على إضفاء شعور بالأمان داخل الصفوف والتركيز على الجوانب الإيجابية على ما قالت المدربة ليودميلا كليمنكو.

وتوضح المرأة البالغة 68 عاما "يجب أن يتعاضد المدرسون في ما بينهم (...) ومساعدة الأطفال كذلك على مواجهة هذه الظروف".

وفيما يتواصل ورود الأنباء المأسوية من الجبهة، تهدف الحلقة التدريبية إلى "ألا تترك الصدمة التي عاشوها آثارا عميقة في المستقبل".
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium