اتهمت أوكرانيا، الاربعاء، روسيا بتعمد استهداف منشآت تخزين الحبوب لديها على البحر الأسود وإتلاف أطنان منها اثر انسحاب موسكو من اتفاق تصدير الحبوب الذي كان يهدف لتجنيب العالم أزمة غذائية.
يأتي موقف كييف فيما اندلع حريق لم يعرف مصدره في موقع عسكري في شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا ما دفع بالسلطات المحلية الى الدعوة لاجلاء آلاف المدنيين.
تعرضت مواقع عسكرية في شبه جزيرة القرم التي تشكل شريان إمدادات للحرب الروسية في أوكرانيا، تكرارا لضربات في الأشهر الماضية.
من جهتها، شنت روسيا ضربات على أوديسا في اوكرانيا لليلة الثانية على التوالي فيما أعلنت وزارة الدفاع أنها استهدفت منشآت وقود وذخائر قرب هذا الميناء الواقع على البحر الأسود.
لكن الرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينسكي اتهم الأربعاء روسيا "بالاستهداف المتعمد" في ضرباتها لمواقع تستخدم لتصدير الحبوب الأوكرانية.
وقال زيلينسكي على تلغرام إن "الارهابيين الروس استهدفوا بشكل متعمد البنى التحتية للاتفاق حول الحبوب" مضيفا انه يريد "تعزيز حماية الاشخاص والبنى التحتية المرفئية" في البلاد لمواجهة هذه الضربات.
كانت الموانىء في اوديسا تشكل نقطة عبور رئيسية لتصدير الحبوب الأوكرانية الى ان أعلنت موسكو في وقت سابق هذا الأسبوع انسحابها من الاتفاق الذي كان يضمن ممرا آمنا لسفن الشحن في البحر الأسود.
وأعلن وزير الزراعة الأوكراني الأربعاء ان 60 ألف طن من الحبوب المخصصة للتصدير والمخزنة في ميناء تشورنومورسك الأوكراني قرب أوديسا قد أتلفت جراء الضربات الروسية ليلا.
وقال ميكولا سولسكي في بيان نشر على موقع وزارته "سيتطلب الأمر سنة على الأقل لاصلاح البنى التحتية المتضررة بشكل كامل. في ميناء تشورنومورسك أتلفت 60 ألف طن من الحبوب كان يفترض ان تُرسل عبر ممر الحبوب قبل 60 يوما".
وتوالت ردود الفعل المنددة بالقصف الروسي على اوديسا.
واعتبرت وزيرة الخارجية الألمانية آنالينا بيربوك في تغريدة أن القصف الروسي على مدينة أوديسا الساحلية "يصيب أفقر الأشخاص في العالم". وقالت "حتى لو كان من الصعب استبدال طريق البحر الأسود، نحن ندعم الرئيس فولوديمير زيلينسكي وأوكرانيا... لإيجاد طرق نقل بديلة".
من جهتها قالت فرنسا إن روسيا "تعرض من جديد الأمن الغذائي العالمي للمخاطر على نحو غير مسؤول" بعد هذه الضربات.
وحضت دول مجاورة لأوكرانيا الاتحاد الاوروبي على تمديد حظر استيراد الحبوب الاوكرانية الذي ينتهي في 15 ايلول والهادف لحماية المزارعين المحليين في هذه الدول والذين يعتبرون ان هذه الواردات تؤدي الى انخفاض الاسعار في الاسواق المحلية.
وهذه الدول الخمس هي بولندا وبلغاريا وهنغاريا وسلوفاكيا ورومانيا.
- إجلاء مدنيين-
بعد الحريق الذي اندلع في ميدان للتدريب العسكري صباح الأربعاء في شرق شبه جزيرة القرم، دعا مسؤولون روس لإجلاء أكثر من ألفي مدني.
وأوضح حاكم القرم سيرغي أكسيونوف عبر تلغرام "من المقرر إجلاء سكان أربع مناطق محاذية لميدان التدريب العسكري في منطقة كيروف بما يشمل ألفي شخص". وأضاف أن قسما من الطريق السريع الذي يربط ميناء كيرتش في شرق القرم بسيباستوبول في جنوب غرب البلاد أغلق بسبب الحريق.
لم تعرف أسباب الحريق لكن اثنتين من وسائل الإعلام الروسية الالكترونية "ماش" و"بازا" القريبتين من أجهزة الأمن الروسية، قالتا إن دوي انفجارات سُمع في المنطقة لأكثر من ساعتين. وذكرت "ماش" أن مستودعا للذخيرة يحترق.
من جهته نشر موقع صحيفة ازفستيا على تلغرام صورا للحريق تظهر سحب الدخان الأسود ترتفع في السماء.
وأعلن الكرملين أنه تم إبلاغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالحادث.
وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف "نعلم ان حريقا اندلع هناك. يجري اتخاذ اجراءات طوارىء، ويتم توضيح الوضع".
ميدانيا، أعلن سلاح الجو الأوكراني أنه دمر 23 من 32 مسيّرة متفجرة أطلقتها القوات الروسية و13 من أصل 16 صاروخ كروز من طراز كاليبر على منطقة أوديسا التي تضم الموانئ الثلاثة التي كانت كييف تصدر منها المنتجات الزراعية بموجب اتفاق الحبوب الذي انتهى العمل به مساء الاثنين.
بالاجمال، أوقعت هذه الهجمات الروسية الجديدة 12 جريحا على الأقل خلال الليل في هذه المنطقة بحسب حاكمها أوليغ كيبر، فيما تحدثت النيابة عن عشرة جرحى.
- ضربة على الجسر-
وأعلنت روسيا الأربعاء أن قواتها تقدمت مسافة كيلومتر على طول خط الجبهة في منطقة خاركيف بشمال شرق أوكرانيا.
وسبق ان اعلن الجيش الروسي الثلثاء انه نفذ ضربة على مواقع في اوديسا بعد هجوم على الجسر الوحيد الذي يربط شبه جزيرة القرم بروسيا.
وقال مصدر أمني لوكالة فرانس برس إن القوات الأوكرانية نفذت الهجوم على جسر كيرتش مستخدمة مسيرات بحرية.
وكانت موسكو انسحبت من اتفاق الحبوب متهمة كييف باستخدام الممر الآمن في البحر الأسود "لغايات عسكرية".
وحذرت روسيا الثلثاء أوكرانيا من مساعيها لمواصلة تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، مشيرة الى انه لم يعد هناك "ضمانات أمنية" بعد انتهاء العمل باتفاق كان يتيح نقلها رغم الحرب.