يدلي الاسبان بأصواتهم، الأحد، في انتخابات تشريعية مبكرة يبدو اليمين صاحب الأفضلية فيها، ويمكن أيضا أن تعيد اليمين المتطرف للسلطة للمرة الأولى منذ انتهاء ديكتاتورية فرانكو.
بعد الإدلاء بصوته في وسط مدريد، صرّح زعيم الحزب الشعبي (يمين) ألبرتو نونيز فيجو الذي قد يخلف رئيس الوزراء الاشتراكي بيدرو سانشيز وفق استطلاعات الرأي، للصحافة أنه يأمل أن تبدأ إسبانيا "حقبة جديدة".
ومن بين المرشحين الأربعة الرئيسيين كان سانشيز أوّل من اقترع، وقال للصحافيين إن هذه الانتخابات "مهمة جدا (...) للعالم ولأوروبا".
في مؤشر إلى أهمية الانتخابات، ارتفعت نسبة الإقبال بشكل حاد في الساعة 14,00 (12,00 ت غ) إلى 40,48% مقابل 37,92% خلال الانتخابات التشريعية الأخيرة عام 2019.
وهو رقم لا يشمل 2,47 مليوني ناخب من أصل 37,5 مليونا صوتوا بواسطة البريد، وهو رقم قياسي بسبب إجراء الانتخابات للمرة الأولى في منتصف الصيف.
كما تلقى الانتخابات اهتماما استثنائيا في الخارج بسبب احتمال وصول تحالف بين اليمين المحافظ وحزب فوكس اليميني المتطرف الذي قد يكون دعمه ضروريًا حتى يتسنى للحزب الشعبي تشكيل حكومة.
ومن شأن مثل هذا السيناريو أن يعيد اليمين المتطرف إلى السلطة في إسبانيا لأول مرة منذ نهاية ديكتاتورية فرانكو قبل نحو نصف قرن (1975).
- "تغيير المسار" -
بعد الإدلاء بصوته في مدريد، قال رئيس حزب فوكس سانتياغو أباسكال إنه واثق من أن الانتخابات "ستسمح بتغيير المسار في إسبانيا".
وتأكيدا على أهمية الاقتراع أعلنت وزيرة العمل المنتهية ولايتها يولاندا دياز، وهي زعيمة حزب سومار اليساري الراديكالي وحليفة سانشيز، أن "هذه الانتخابات هي الأهم بالنسبة لأبناء جيلي"، مضيفة أن نتيجتها "ستحدد ملامح العقد القادم".
وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها في الساعة التاسعة (07,00 ت غ) لهذه الانتخابات التي يقوم الناخبون فيها باختيار أعضاء مجلسي النوب (350) والشيوخ (208).
ينتهي التصويت في الساعة 20,00 (18,00 ت غ)، على أن تصدر النتائج الأولية بعد حوالى ساعة.
ومع اقتراب الانتخابات الأوروبية المقررة في 2024، سيشكل فوز اليمين، وربما مشاركة اليمين المتطرف في الحكم في رابع أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، بعد انتصاره في إيطاليا العام الماضي، ضربة قاسية لأحزاب اليسار الأوروبية.
وسيكون لذلك رمزية كبيرة في ظل تولي إسبانيا حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي.
وصرّح خبير المعلوماتية برايان سانشيز (27 عاما) الذي صوّت في برشلونة (شمال شرق)، لوكالة فرانس برس بأن "تشكيل حكومة ائتلافية بين الحزب الشعبي وفوكس سيكون مفيدا، لأنها ستكرس عملها لجعل إسبانيا أفضل".
وتوقعت جميع استطلاعات الرأي التي نشرت حتى الإثنين انتصار الحزب الشعبي بقيادة ألبرتو نونيز فيجو (61 عامًا). لكن حظر نشر الاستطلاعات قبل خمسة أيام من الانتخابات جعل المشهد ضبابيا.
ويأمل فيخو في كسب 176 مقعدا ما سيمنحه الأغلبية المطلقة في مجلس النواب الذي يضم 350 مقعدًا. لكن لم يتوقع أي استطلاع مثل هذه النتيجة ما يرجح اضطرار حزبه لإقامة تحالف.
وشريكه المحتمل الوحيد هو حزب فوكس اليميني المتطرف الذي تأسس عام 2013 اثر انشقاق في الحزب الشعبي الذي يحكم حاليا ثلاث مناطق من أصل 17 منطقة في إسبانيا.
وحذّر أباسكال الحزب الشعبي من أن ثمن دعمه له سيكون المشاركة في الحكم.
- "ليس مثاليا" -
لم يكشف فيخو نواياه بشأن فوكس، وصرح في مقابلة مع صحيفة "إل موندو" الجمعة "قبل يومين من الانتخابات يجب ألا يقول المرشح من سيتحالف معه"، مقرا رغم ذلك بأن تشكيل حكومة ائتلافية مع الحزب اليميني القومي "ليس مثاليا".
وجعل سانشيز (51 عاما) الذي تشير استطلاعات الرأي إلى هزيمته بعد خسارة اليسار في الانتخابات المحلية التي دفعته إلى الدعوة إلى هذا الاقتراع المبكر، من التحذير من وصول اليمين المتطرف إلى السلطة محور حملته الانتخابية.
وقال رئيس الوزراء المنتهية ولايته في مناظرة تلفزيونية الأربعاء إن تشكيل حكومة ائتلافية بين الحزب الشعبي وفوكس "ليس انتكاسة لإسبانيا فحسب" على صعيد الحقوق إنما ايضا "انتكاسة خطيرة للمشروع الأوروبي".
وهو يرى أن البديل الوحيد لمثل هذه الحكومة الائتلافية هو الإبقاء على الائتلاف اليساري الحالي الذي شكل في 2020 بين حزبه الاشتراكي واليسار الراديكالي.
ولقيت كلماته صدى لدى المدرّس براولي مونيوز (53 عاما) الذي قال لوكالة فرانس برس في برشلونة إنه يأمل في تشكيل "حكومة تقدمية، بين الاشتراكيين وسومار".