النهار

أوكرانيا تتبنى هجوم المسيّرات وموسكو تحذّر من "ردّ قاسٍ"... فرنسا تكشف عن "جرائم حرب"
المصدر: "أ ف ب"
أوكرانيا تتبنى هجوم المسيّرات وموسكو تحذّر من "ردّ قاسٍ"... فرنسا تكشف عن "جرائم حرب"
منزل العلماء المدمر بعد هجوم صاروخي في أوديسا، وسط الغزو الروسي لأوكرانيا (أ ف ب).
A+   A-
اتهمت فرنسا الاثنين روسيا "باستهداف البنى التحتية المدنية والمواقع في مدينة مصنفة ضمن التراث العالمي للانسانية، عمداً بعد الضربات التي ألحقت أضراراً بكاتدرائية تاريخية في مدينة أوديسا الأوكرانية ودمرت صومعة حبوب.

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية إنه مع هذه الضربات التي تستهدف منشآت مدنية والتراث إنما "تقوم روسيا بانتهاك مزدوج للقانون الدولي الإنساني" مندّدة بـ"جرائم حرب".
 
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان أنّ روسيا تحتفظ لنفسها بحق اتخاذ "إجراءات ردّ قاسية" بعد الهجمات بمسيرات التي نسبت إلى أوكرانيا واستهدفت الاثنين العاصمة موسكو وشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا.

وقالت وزارة الخارجية الروسية: "نعتبر هذه الأحداث بمثابة لجوء جديد لأساليب إرهابيةلترهيب السكان المدنيين".

وأضافت أنّ "رغبة الغرب في حصول تفاقم للوضع (في النزاع في أوكرانيا) تقف وراء الأعمال الوقحة التي يقوم بها النازيون الجدد الأوكرانيون" ووعدت "بإيجاد ومعاقبة" كل المذنبين.

وقالت الوزارة إنّ "روسيا الاتحادية تحتفظ لنفسها بحق اتخاذ إجراءات رد قاسية".
 

واعتبرت أنّ "هذه الهجمات ليس لها أي معنى من وجهة النظر العسكرية. ندين هذه الجريمة الجديدة التي ارتكبها نظام كييف وندعو المنظمات الدولية الى تقييمها بطريقة مناسبة".
 
وكانت أوكرانيا قد تبنّت اليوم الهجوم بمسيّرتين على موسكو خلال اللّيل ما يدلّ على هشاشة وضع العاصمة الروسية، واستهدفت ضربات جديدة القرم ومنطقة أوديسا الأوكرانيّة فيما حذرت روسيا من أنّها تحتفظ لنفسها بحقّ اتّخاذ "إجراءات ردّ قاسية".

وقال مصدر في وزارة الدفاع الأوكرانية رفض الكشف عن اسمه لـ"وكالة فرانس برس" إنّ الهجوم على موسكو "كان عمليّة خاصّة لجهاز الاستخبارات العسكرية".
 

إعلان المسؤولية الذي نادراً ما يحصل من جانب كييف التي اعتادت النفي أو عدم التعليق على الهجمات، يأتي فيما وعد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بردّ على الضربات الروسيّة ضد أوديسا والتي نفّذت في نهاية الأسبوع وأوقعت قتيلين وألحقت أضراراً بكاتدرائية تاريخيّة.

لم تستهدف موسكو ومنطقتها بمسيّرات منذ نحو ثلاثة أسابيع. وأعلن الجيش الروسي الذي ندّد "بعمل إرهابي" أنه تم إسقاط المسيّرتين وقد تحطمتا بدون سقوط ضحايا.

من جهتها حذّرت وزارة الخارجية الروسية في بيان من اتخاذ "إجراءات رد قاسية".

وقالت في بيان: "نعتبر هذه الأحداث بمثابة لجوء جديد لأساليب إرهابية لترهيب السكان المدنيّين" متهمة الغربيين بـ"الوقوف خلف الأعمال الوقحة" التي تقوم بها كييف. وأضافت أنّ "روسيا الاتحادية تحتفظ لنفسها بحق اتخاذ إجراءات رد قاسية".

وأوضحت وكالة "تاس" الروسية أنّ إحدى المسيّرتَين تحطمت في شارع كومسومولسكي بروسبكت، قرب وزارة الدفاع الروسيّة، بينما أصابت الأخرى مركزاً للأعمال في شارع ليخاتشيفا قرب أحد الشوارع الدائرية الرئيسة في موسكو.

وشاهد مراسلو وكالة فرانس برس في المكان مبنى تضرر سقفه وعدة آليات لقوات الأمن وشاحنات عناصر الإطفاء وكذلك سيارة إسعاف. وأغلقت الشرطة المنطقة.

وقال فلاديمير وهو أحد السكان يبلغ من العمر 70 عاماً لوكالة فرانس برس: "لم أنم، كانت الساعة 3,39 فجراً. اهتزّ المنزل" مضيفاً "أنّه لأمر فاضح أن تكاد مسيّرة أوكرانية تحلّق فوق وزارة الدفاع".

ضربت مسيّرة أخرى مركز الأعمال في حي ليكاتشيفا وبثّت وكالة "ريا نوفوستي" للأنباء لقطات فيديو لمركز الأعمال تُظهر بعض الأضرار في الجزء العلوي من المبنى الكبير الذي تم إغلاق الطريق المؤدّي إليه.

- مخزن ذخائر في القرم -
وتعرضت موسكو ومنطقتها لعدة هجمات بمسيّرات هذه السنة، استهدفت إحداها الكرملين في أيار.

وأعلنت روسيا في 4 تموز إسقاط خمس طائرات مسيّرة فوق محيط العاصمة، محمّلة أوكرانيا مسؤولية الهجوم الذي لم يتسبب بإصابات ولا بأضرار بحسب موسكو لكنّه أدّى إلى اضطراب الحركة في مطار فنوكوفو، أحد المطارات الدولية الثلاثة في العاصمة.

وقال الناطق باسم الكرملين للصحافيين الاثنين أنه تم اتخاذ "اجراءات" للدفاع عن موسكو وأن "كل المسيّرات" أسقطت وأن روسيا ستواصل، في إطار الردّ، "عمليتها العسكرية" في أوكرانيا.

وقال ديمتري بيسكوف: "بخصوص تطوير نظام الدفاع (لموسكو) وضمان تشغيله بشكل مكثف، فهذا سؤال يجب توجيهه إلى وزارة الدفاع (الروسية)".

يذكر هذا الهجوم الجديد على موسكو بذلك الذي طال منذ أسبوع شبه جزيرة القرم وجنوب أوكرانيا حيث تصاعد التوتر بعد تخلّي موسكو الاثنين الماضي عن اتّفاق رئيسي لتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود.
 
 

وقال الحاكم الروسي سيرغي أكسيونوف الاثنين إنّ مستودع ذخيرة في شبه جزيرة القرم تعرض للقصف في غارة جديدة بطائرة مسيرة أوكرانية في منطقة دجانكو في شمال شبه الجزيرة التي ضمتها موسكو.

بحسب الجيش الروسي فإنّه تم إسقاط 14 مسيّرة أوكرانية أطلقت على القرم عبر أنظمة التشويش وثلاث أخرى عبر الدفاع المضاد للطيران.

- هجوم جديد قرب أوديسا-
استهدف هجوم روسي جديد بالمسيّرات "استمر نحو أربع ساعات" أيضاً منشآت مرفئية أوكرانية في منطقة أوديسا ودمر صومعة حبوب كما أعلنت قيادة العمليات الأوكرانية في جنوب البلاد.

على الجبهة، أعلنت كييف الاثنين أنها استعادت أكثر من 16 كيلومتراً مربعاً من القوات الروسية الأسبوع الماضي في شرق وجنوب البلاد بعد نحو شهرين على بدء هجوم مضاد يهدف إلى طرد القوات الروسية خارج اوكرانيا.

وتوعّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأحد موسكو بـ"ردّ انتقامي ضد الإرهابيين الروس، من أجل أوديسا" التي أدرج وسطها التاريخي في مطلع السنة على لائحة التراث العالمي لليونسكو.

شهدت هذه المدينة التي تتعرض بانتظام لضربات روسية، هجوماً ليليّاً جديداً ليل السبت الأحد قُتل فيه شخصان وأصيب 22 بينهم أربعة أطفال على الأقل.
 
 

وتم تدمير قسم كبير من كاتدرائية التجلي التي يزيد عمرها عن 200 عام، مع انهيار جدران واحتراق أيقونات وتحطّم ثريات.

ونفى الكرملين الإثنين أن تكون القوات الروسية استهدفت ليل السبت الأحد الكاتدرائية التاريخية في مدينة أوديسا في أوكرانيا، محمّلاً المسؤولية عن تضرّرها لدفاعات كييف الجوية.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف: "لقد كرّرنا ويمكننا أن نكرّر بأنّنا، بأنّ قواتنا المسلحة، لا تقصف بنى تحتية مدنيّة على الإطلاق، ناهيك عن كاتدرائيات وكنائس أو أهداف مشابهة أخرى"، مشيراً إلى أنّ "صواريخ (أوكرانية) مضادّة للصواريخ هي التي تمّ إطلاقها ودمّرت الكاتدرائية".

واتهمت فرنسا موسكو الاثنين باستهداف المواقع الأثرية والمدنية "عمداً" بعد القصف على أوديسا.
 
 
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium