خطر "الانفلاش" الروسيّ

أيقظ الرئيس فلاديمير بوتين "الدب الروسي" الذي كان نائماً مع تفكّك الاتحاد السوفياتي في 29 أيار من عام 1991، ومع تحوّل روسيا إلى جمهورية اتحادية، عقب إصدار مجلس السوفيات الأعلى للاتحاد السوفياتي الإعلان رقم (H-142) الذي أعلن فيه الاعتراف باستقلالية الجمهوريات السوفياتية السابقة، وإنشاء رابطة الدول المستقلة لتحلّ مكان الاتحاد.لم يعد خفياً أن لبوتين مرشداً روحياً يحمل فكراً انفلاشياً، يدعو من خلاله لإعادة بناء أمجاد روسيا الضائعة (على حدّ زعمه)، بين ماضٍ قيصري وقطبٍ سوفياتي؛ هو ألكسندر دوغين (عقل بوتين) كما يسمّونه، ليس انفلاشياً فحسب، بل يحمل عداوة غير مفهومة تجاه الغرب وقيمه. لهذا باتت الحرب الدائرة في شرق أوروبا، على الأراضي الأوكرانية تحمل مزيجاً من التوسّع والحقد وحب السيطرة، ولهذا باتت تشكل خطراً لا فقط على أعداء روسيا، بل على حلفائها على حدّ سواء.الحرب التي تخوضها روسيا مع أوكرانيا تتطلب الكثير من الكلفة المادية والعسكرية المرتفعة، كما تحمل في طياتها أبعاداً استراتيجية، ولا سيما أنها ليست محصورة في الداخل الأوكراني. فدائرة الحرب الروسية أصبحت تتّسع لتؤثر على حلفائها تحديداً في آسيا، تلك الدول التي تجد فيها روسيا حديقتها الخلفية لتأمين استقرار أمن بلادها، واستمرارها في الحرب، على رأسها إيران وتركيا.على الرغم من أن إيران...