ترأس البابا فرنسيس، الأحد، في لشبونة القداس الختامي للأيام العالمية للشبيبة أمام مليون ونصف مليون مصلّ في اليوم الأخير من زيارته المخصصة لأكبر تجمّع كاثوليكي عالمي.
وحضر القداس، الأحد، حشد كبير من الأشخاص على غرار عدد من حضر لقاء أمسية الصلاة السبت، في حديقة تيجو التي أقيمت خصيصا لهذه المناسبة عند مصبّ نهر تاجه، وقد أعلن الفاتيكان العدد استناداً الى تقديرات السلطات البرتغالية.
في البداية، توقّع المنظمون مشاركة نحو مليون شخص في أمسية الصلاة والقداس الذي يَختتم أسبوعاً من اللقاءات الاحتفالية والثقافية والروحية.
بعد قضاء ليلة في المكان، استيقظ الشباب على وقع موسيقى أعدها كاهن برتغالي، وسط أجواء مهرجان عملاق قبل بدء يوم يشهد حرا شديدا مع حرارة قد تصل الى 40 درجة مئوية.
ووسط الخيام وأعلام دول عديدة ومرافق صحية موقتة، أنشد الشباب ورقصوا في أجواء فرح فيما كان الانتشار الأمني كثيفا.
أ ف ب
وتم الاحتفال بعد ذلك بالقداس الختامي وبثّ على شاشات عملاقة بحضور عشرة آلاف كاهن و700 أسقف و30 كاردينالا، حول مذبح يطل على هذا المتنزه الذي كان مكبا.
وفي ختام القداس، شكر البابا البالغ 86 عامًا بحرارة الشباب والمتطوعين ومنظمي الحدث. وقال "شكراً لك لشبونة التي ستبقى في ذاكرة هؤلاء الشباب مثل +بيت أخوة+ ومدينة +للأحلام+".
وأضاف: شكرًا لكم جميعاً أيها الشباب الأعزاء! إنَّ الله يرى كل الخير الذي أنتم عليه، وهو وحده يعرف ما زرعه في قلوبكم. من فضلكم حافظوا عليه بعناية. أريد أن أقول لكم: تذكروا، وثبتوا في أذهانكم أجمل اللحظات. ومن ثم، عندما تأتي لحظة حتمية من التعب والإحباط، وربما التجربة للتوقف خلال المسيرة أو للانغلاق على أنفسكم، أعيدوا إحياء خبرات ونعمة هذه الأيام، لأنه - ولا تنسوا هذا أبدًا - هذا هو الواقع، هذا ما أنتم عليه. أنتم شعب الله المقدّس الذي يسير في فرح الإنجيل".
- الأيام العالمية للشبيبة في سيول في 2027 - كذلك صلى البابا اليسوعي الأرجنتيني لـ "أولئك الذين لم يتمكنوا من الحضور بسبب النزاعات والحروب". وقال "أشعر بألم شديد بسبب أوكرانيا العزيزة، التي ما زالت تعاني بشدة".
وتابع: "أيها الأصدقاء، اسمحوا لي، أنا المُسنّ، أن أشاطركم أيها الشباب بالحلم الذي أحمله في داخلي: إنه حلم السلام، حلم الشباب الذين يصلُّون من أجل السلام، ويعيشون بسلام ويبنون مستقبل سلام. من خلال صلاة التبشير الملائكي نضع مستقبل البشرية في يدي مريم، سلطانة السلام. وهناك شكر أرغب في أن أسلّط الضوء عليه، شكرًا لجذورنا، لأجدادنا الذين نقلوا لنا الإيمان ونقلوا لنا أفق الحياة. إنهم جذورنا. وإذ تعودون إلى بيوتكم، واصلوا من فضلكم الصلاة من أجل السلام. أنتم علامة سلام للعالم، وشهادة على كيف يمكن للجنسيات واللغات والقصص أن توحّد بدلاً من أن تفرِّق. أنتم رجاء عالم مختلف. شكرًا على هذا. سيروا قدمًا!".
وأعلن البابا أنّ الأيام العالمية للشبيبة المقبلة ستقام في سيول في العام 2027، ما دفع الشباب الكوريين الذين لوحوا بأعلامهم الى إطلاق هتافات.
وقال: "هكذا في عام ٢٠٢٧، من الحدود الغربية لأوروبا سينتقل اليوم العالمي للشباب إلى الشرق الأقصى: إنها علامة جميلة على شموليّة الكنيسة وعلى حلم الوحدة الذي أنتم شهود له!".
وفي اليوم الأخير لزيارته إلى البرتغال، حيّا البابا الحشود مجدداً من سيارته الخاصة "باباموبيل" عبر ممرات المتنزه الواقع على مدخل لشبونة. وبعد الظهر يلتقي الحبر الأعظم حوالى 24 ألف متطوع شاركوا في تنظيم هذا الحدث قبل ان يغادر البلاد عند الساعة 17,00 ت غ.
وقالت شارلوت بورداس الفرنسية البالغة 26 عاما والتي قدمت مع جمعية دينية من مون دو مارسان في جنوب غرب فرنسا إن "ما يؤثر بي فعليا هو ادراك الطابع العالمي للكنيسة. كل الدول ممثلة، نسمع كل اللغات ونرى الفرح نفسه على كل الوجوه".
من جهتها قالت إلسا غونزاليس وهي أميركية تبلغ 54 عاما ترافق مجموعة من الشباب من سان أنطونيو (تكساس)، "كانت ليلة رائعة وهادئة. لم أشهد أبدا أي شيء من هذا القبيل. استفدنا من كل دقيقة".
- "في وضع جيد جداً" - تجمّع السبت 200 ألف من المصلين في مزار فاطمة بوسط البرتغال الذي زاره البابا لساعتين لتلاوة صلاة المسبحة مع الأطفال المرضى والمعوقين.
وخلافاً لما كان مقررا، ارتجل البابا فرنسيس كل خطابه الأول تقريبا بدون الرجوع الى النص ولم يلق الخطاب الثاني.
وكان البابا ارتجل أيضا خطابه الجمعة. وقال المتحدث باسم الفاتيكان لوكالة فرانس برس إن التغيير حصل بسبب "ازعاج في النظر" ناجم عن النظارات، لكن السبت كان ذلك "خيارا" من رئيس الكنيسة الكاثوليكية التي تضم 1,3 مليار شخص.
بعدما وصف البابا بأنه "متعب" في مستهل الزيارة بسبب برنامجه المثقل جدا، قال الرئيس البرتغالي مارسيلو ريبيلو دي سوزا للتلفزيون العام انه عاد ورآه "في اليومين الماضيين في وضع جيد جداً".
وأضاف رئيس الدولة الكاثوليكي الملتزم أنه "مع تقدم النهار، كان أكثر ارتياحا، رمى أوراقه وقال كل ما في قلبه كما حصل في اليوم السابق".
وخلال زيارته، الأطول لحبر أعظم الى هذا البلد، تطرق البابا الى عدة مواضيع مثل البيئة وشبكات التواصل الاجتماعي وصولا الى قضايا التحرش بالأطفال في الكنيسة.
المنطقة وسط أجواء أو تفاعلات حربية مع هوكشتاين ومن دونه، لذا ليس في جعبته ما يعطيه للبنان، كما ليس لأي أحد ما يعطيه للفلسطينيين في هذه الظروف والمعطيات.