النهار

دول غرب أفريقيا تستعدّ لتشكيل قوة عسكريّة لتدخل محتمل في النيجر
المصدر: رويترز
دول غرب أفريقيا تستعدّ لتشكيل قوة عسكريّة لتدخل محتمل في النيجر
أنصار للمجلس الوطني لحماية الوطن في النيجر يتظاهرون في نيامي (10 آب 2023، أ ف ب).
A+   A-
عكفت دول غرب أفريقيا، اليوم الجمعة، على حشد قوات من أجل تدخل عسكري محتمل في النيجر، حيث رفض قادة الانقلاب العسكري دعوات دولية للتنحي وإعادة الرئيس المخلوع محمد بازوم إلى السلطة.

وأمرت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إكواس) أمس الخميس بتفعيل القوة الاحتياطية، بعد أسبوعين من الإطاحة برئيس النيجر في الانقلاب السابع في غرب ووسط أفريقيا خلال ثلاث سنوات.

ولم يتضح بعد حجم القوة المحتمل ولا الفترة التي يمكن أن يستغرقها حشدها ولا ما إذا كانت ستتدخل بالفعل.
 
وقال محللون أمنيون إن الجهود التي بذلت في السنوات القليلة الماضية لتشكيل قوة من غرب أفريقيا قوامها آلاف الجنود تعثرت بسبب قيود التمويل والأمور اللوجستية.

لكن القوة المقترحة أثارت مخاوف من تفاقم الصراع في منطقة ذات أهمية استراتيجية فقدت فيها قوى عالمية هيمنتها خلال موجة انقلابات بينما يتزايد النفوذ الروسي على ما يبدو.

وقالت إكواس إنها لا تزال تأمل في التوصل إلى حل سلمي لأزمة النيجر، لكن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة.

وقال محللون أمنيون إن تشكيل قوة إكواس قد يستغرق أسابيع أو أكثر، مما قد يترك مجالا للمفاوضات.

وساحل العاج هي الدولة الوحيدة حتى الآن التي حددت عدد القوات التي سترسلها. ووعد رئيسها الحسن واتارا أمس الخميس بأن تشارك بلاده في القوة الاحتياطية بكتيبة قوامها 850 جنديا.

وقال المتحدث باسم جيش بنين اليوم الجمعة إن بلاده ستساهم بقوات لكنه لم يذكر عددها. وقالت السنغال الأسبوع الماضي إنها ستساهم بقوات إذا حدث تدخل.

وامتنع معظم دول إكواس الأخرى عن التعليق حتى الآن، بما في ذلك نيجيريا ذات الثقل العسكري الإقليمي والتي تمثل أكثر من نصف سكان الكتلة وتتولى رئاستها الدورية.

وقال وزير الدفاع في غامبيا ووزير الإعلام في ليبيريا لرويترز اليوم الجمعة إن البلدين لم يتخذا بعد قرارا بإرسال قوات.

وقالت الحكومتان العسكريتان في مالي وبوركينا فاسو المجاورتين، وكلتاهما عضو في إكواس، إنهما ستدافعان عن المجلس العسكري في النيجر.

ورحب الاتحاد الأفريقي اليوم بقرار إكواس تفعيل القوة مع مواصلة المساعي لإيجاد حل دبلوماسي. ولم يرد المجلس العسكري في النيجر بعد.

"لا خوف"
النيجر واحدة من أفقر دول العالم لكنها غنية باليورانيوم وحليف رئيسي للغرب في الحرب على الإسلاميين المتشددين في منطقة الساحل. وحدث الانقلاب فيها بسبب السياسات الداخلية، لكن تبعاته تجاوزت حدود الدولة.

وتتمركز قوات أميركية وفرنسية وألمانية وإيطالية في النيجر في إطار جهود دولية للتصدي لجماعات محلية منتمية لتنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية.

وساد الهدوء العاصمة نيامي صباح اليوم الجمعة، لكن السكان يشعرون بالغضب من التهديد بالتدخل العسكري.

وقال الطالب هاما موسى "لا نخشى ذلك لأن قواتنا الدفاعية والأمنية والشعب معا".

وأضاف "منذ اللحظة التي فرضوا فيها عقوبات على شعب النيجر وما بعدها، رأوا أن الناس ينتفضون ليقاوموا هذه القرارات".

وقالت طالبة أخرى تدعى بالا سليمان وتشعر بالغضب أيضا من إكواس "لست خائفة... سأباشر عملي كالمعتاد. أعتقد أن هذا مجرد ابتزاز".

ومنذ الانقلاب، ظهر العديد من السكان في التجمعات التي نظمها المجلس العسكري لإظهار الدعم للجنرالات، وانتقدوا القوى الغربية وأشادوا بروسيا، في تكرار لردود الفعل التي أعقبت الانقلابين الأخيرين في مالي وبوركينا فاسو، حيث طرد الحكام العسكريون القوات الفرنسية بعد توليهم السلطة.

كانت سفارة فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة، هدفا للاحتجاجات في نيامي.

وقالت فرنسا في وقت متأخر أمس الخميس أنها تؤيد تماما كل النتائج التي سيخرج بها اجتماع إكواس الذي عقد في أبوجا، لكنها لم تحدد أي دعم ملموس يمكن أن تقدمه لأي تدخل محتمل.

وقال مصدر فرنسي إنه لا يوجد حتى الآن أي طلب رسمي من إكواس إلى فرنسا أو الولايات المتحدة لتقديم أي مساعدة في عملية عسكرية. وأضاف أنه لم يتضح بعد رد الفعل على أي طلب محتمل.

وأكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن دعمه لجهود إكواس، وقال إن الولايات المتحدة ستحمل المجلس العسكري المسؤولية عن سلامة بازوم وعائلته.

كما دعا الاتحاد الأوروبي إلى إطلاق سراح بازوم على الفور.

وأعلنت منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان أنها تحدثت إلى بازوم هذا الأسبوع وأن الرئيس المخلوع، الذي يحتجزه المجلس العسكري هو وزوجته وابنه، أخبرهم بأن أسرته تُعامل في الحجز معاملة "غير إنسانية وقاسية".

ونقلت المنظمة عن بازوم القول "ابني مريض ويعاني من مرض خطير في القلب ويحتاج إلى زيارة طبيب... رفضوا السماح له بتلقي العلاج الطبي".

أما زازيا، ابنة بازوم والموجودة في فرنسا، فقالت لصحيفة الغارديان البريطانية إن والدها يفقد وزنه وإن المجلس العسكري يبقيه في ظروف يرثى لها لمحاولة الضغط عليه لتوقيع خطاب استقالة.
 
ولم يتسن لرويترز التأكد بشكل مستقل من ظروف اعتقاله.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium