النهار

"كأنه الجحيم"... ناجون من حريق هاواي يستعيدون المشهد الأسود (صور)
المصدر: أ ف ب
"كأنه الجحيم"... ناجون من حريق هاواي يستعيدون المشهد الأسود (صور)
صورة جوية تظهر تلا محترقا فوق لاهاينا في أعقاب حرائق الغابات في غرب ماوي في لاهاينا بهاواي (10 آب 2023، أ ف ب).
A+   A-
يستعيد إيكولو برايدن هوبيلي وشريكته مشاهد النيران التي فرا منها بسيارة أثناء الحريق غير المسبوق الذي أودى بالعشرات في هاواي، بالقول إن "كل شيء كان أحمر، الغبار والرياح في كلّ مكان، كثيفة كالجحيم".

واضاف الشاب البالغ 18 عامًا والذي فر من منزله في لاهاينا، البلدة السياحية التي مُسحت تقريباً من الخريطة في جزيرة ماوي "ظننت أنني سأموت. كنت أنظر إلى مضخة الوقود بجوار أرضنا وهي تشتعل. لم أر سوى الدخان والرماد الكثيف يتساقط من السماء".

وكغيره من السكان، جاء للاحتماء في موقف آمن للسيارات وفرته السلطات المحلية التي فتحت أيضًا ملاجئ لاستقبال آلاف المتضررين.
 
أ ف ب
أودت الحرائق المروعة ب55 شخصًا على الاقل في هذه الولاية الأميركية، وفقًا لآخر حصيلة مرشحة للارتفاع، وفق السلطات. 

وتفاقمت حدة النيران بسبب رياح عاتية غذّتها قوة الإعصار دورا الذي يضرب راهناً منطقة المحيط الهادئ، ما احدث ارباكاً لدى السكان.

كان إيكولو برايدن هوبيلي الجالس على صندوق سيارته التي نام فيها الزوجان، لا يزال في حالة صدمة، بين الشعور بالارتياح بعد النجاة والشعور بالذنب لعدم البقاء لمساعدة الآخرين. 

وقال "أشعر بالعجز وبأنني أعزل...عندما أفكر في الأمر وأنني تركت كثيرين ورائي. كان ينبغي أن أفعل شيئًا، أن أساعد، لكنني كنت سأعرض نفسي لخطر أكبر. لو فعلت ذلك، لما كنت هنا".

إلى جانبه، تشعر شريكته شارماين بودوان "بالحزن" لرؤية قريتها تتبدد. وتستذكر ساعات الألم التي قضتها بدون أن تعلم شيئا عن مصير أقاربها حتى عثرت عليهم أخيراً الخميس في أحد الملاجئ التي أقامتها السلطات. 

تقول الشابة البالغة 20 عامًا "لقد انهار عالمي... نشأت في هذه القرية. كل ذكرياتي فيها، كل جولاتي كانت في لاهاينا"، مضيفة أن رؤية كل صور ومقاطع فيديو الدمار هذه "كارثية". 

واكدت "لقد فقدنا كل شيء" وهي تنظر في الصندوق الذي يحتوي على اللحاف والوسائد التي حصلا عليهم وما تمكنا من إنقاذه: القيثارة.
 
أ ف ب
- "مدينة أشباح" -
كانت لاهاينا البالغ عدد سكانها حوالى 12 ألف نسمة، وجهة سياحية مفضلة لملايين الأشخاص الذين يزورون ماوي كل عام. 

أتت النيران على متاجر الهدايا التذكارية والمطاعم والحانات والمعالم التاريخية، إلى جانب قسم كبير من الميناء الخلاب حيث كان يتجول الآلاف من الأشخاص ويلتقطون الصور وهم يستمتعون بمشهد غروب الشمس. 

وتقول ساري كروز التي كانت تعمل في أحد أشهر المطاعم "إنه شعور غريب. ما زلنا لا نصدق ذلك".

واضافت المرأة البالغة 28 عامًا والتي اضطرت إلى الفرار مع والديها وأختها وأطفالها الثلاثة مصطحبة ملابس بالكاد تكفيهم "لم يبق شيء، فقدنا كل شيء" واصبحت "لاهاينا مدينة أشباح".

وتتذكر "رأينا الدخان من بعيد. وما أن عدنا، خلال دقيقة أو دقيقتين، حتى كان الدخان الأسود يتسرب إلى المنزل. تعين علينا الإسراع، وأخذنا ما كان في وسعنا، الأشياء المهمة. استقللنا السيارة، وشاهدنا النيران عند الجيران، كان منزلهم يحترق بالفعل".

وإلى جانبها، في مرأب السيارات، يعرض خوسيه فيكتوريا، وهو مكسيكي يبلغ 35 عامًا، صورًا لمنزله المتفحم الذي اضطر لمغادرته بدون جلب أي شيء.

وقال "فقدت منزلي وأوراقي وكل شيء. لم أفكر إلا في زوجتي وابني وسيارتي، هذا كل شيء. لم يكن لدي متسع من الوقت لشيء آخر".

واضاف بينما لا يزال في حالة صدمة "لقد رأيت هذه المشاهد في الأفلام. لكن هنا، رأيتها في الواقع".
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium