قُتل أكثر من 30 قرويا، بينهم نساء وأطفال، في غرب الكاميرون، عقب هجوم شنته في نهاية الأسبوع مجموعة عرقية، على ما ذكرت الكنيسة المشيخية ومنظمة غير حكومية محلية ومصدر عسكري لوكالة فرانس برس الاثنين.
وأكد المتحدث باسم الكنيسة المشيخية صاموئيل فونكي لوكالة فرانس برس، عبر الهاتف، أن المجزرة - التي تم فيها حرق الرجال والنساء والأطفال وتشويههم - ارتكبت يومي السبت والأحد في قرية بالقرب من الحدود النيجيرية.
واضاف أن "اكثر من 30 شخصا قتلوا".
ووقعت هذه المأساة في جنوب غرب البلاد، إحدى المنطقتين اللتين تعيش فيهما الأقلية الناطقة بالإنكليزية في بلد يغلب عليه الناطقون بالفرنسية، وتشهد تمرّداً مسلّحاً يخوض فيه الجيش والجماعات الانفصالية مواجهات شبه يومية منذ أكثر من خمس سنوات، يوقع ضحايا من المدنيين بشكل رئيسي.
لكن يبدو أن هذه المجزرة غير مرتبطة بهذا النزاع، وفق ما اكدت، في الوقت الحالي، المصادر التي اتصلت بها وكالة فرانس برس، مشيرة جميعها إلى الظروف والحصيلة نفسها.
واتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش غير الحكومية الاثنين الانفصاليين في المناطق الناطقة باللغة الإنكليزية في الكاميرون، بارتكاب "انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان".
وأكدت المنظمة في تقرير "منذ كانون الثاني 2022 قتل مقاتلون انفصاليون ما لا يقل عن سبعة أشخاص وجرحوا ستة آخرين واغتصبوا فتاة وارتكبوا انتهاكات جسيمة أخرى لحقوق الإنسان" مشيرة إلى "تجدد العنف".
كما اشارت المنظمة الحقوقية إلى أن "القوات الحكومية ارتكبت أيضًا انتهاكات لحقوق الإنسان، بما في ذلك حرق القرى... والقتل والتعذيب وسوء المعاملة والاحتجاز واغتصاب المدنيين".
وفي العام 2017، دفع الاستياء من تعامل اعتُبر تمييزيا اتُّهمت به الغالبية الناطقة بالفرنسية، متطرّفين ناطقين بالإنكليزية إلى إعلان الاستقلال عن هذا البلد الذي يحكمه الرئيس بول بيا البالغ من العمر 89 عامًا، بقبضة حديد منذ 40 عامًا.
لكن المجتمع الدولي لم يعترف باستقلال ولاية أمبازونيا الذي تصدّت له الحكومة المركزية في ياوندي بحملة قمع.
وأودى النزاع الانفصالي في الكاميرون بحياة أكثر من ستة آلاف شخص منذ نهاية عام 2016 وأرغم أكثر من مليون شخص على النزوح، وفقًا لمجموعة الأزمات الدولية غير الحكومية.