منذ انطلاق الغزو الروسي لأوكرانيا، ارتفع عدد القوات الأميركية في أوروبا من 65 ألفاً في أواسط شباط إلى 100 ألف اليوم. وذكرت صحيفة "واشنطن تايمس" أن هذا البناء العسكري هو من بين الأسرع في القارة منذ نهاية الحرب الباردة.
ليس واضحاً مدى ديمومة هذا الانتشار قبل عودة الجنود إلى بلادهم أو إعادة إرسالهم إلى منطقة الإندو-باسيفيك. تقوم مهمتهم على ردع المزيد من العدوان العسكري الروسي ومنع أي هجوم على أراضي الناتو.
سيكون قياس هذا الهدف صعباً ويمكن أن يبرر مهمة تدوم لسنوات في وقت تتحول الحرب في أوكرانيا إلى حرب استنزافية دموية وبطيئة في دونباس. التداعيات الطويلة المدى على الولايات المتحدة وسياستها الخارجية ستكون كبيرة لأن واشنطن لا تستطيع تحمل هذا العدد من القوات في أوروبا على المدى البعيد من دون التضحية بالموارد في منطقة الهادئ.
وأطلق الاجتياح الروسي لأوكرانيا المزيد من الإنفاق الدفاعي في أوروبا، لكن القادة الأوروبيين يعترفون بأنهم كانوا بطيئين جداً في تعزيز جيوشهم. والأرقام مذهلة خصوصاً حين تتم مقارنتها مع الزيادة في الإنفاق الدفاعي لدى كل من موسكو وبيجينغ.
من سنة 1999 إلى 2021، ارتفع مجموع الإنفاق الدفاعي للاتحاد الأوروبي بـ20% وفقاً لما قالته المفوضية الأوروبية في 18 أيار. في الوقت نفسه، ازداد الإنفاق الدفاعي بنسبة 66% في الولايات المتحدة وبنسبة 292% في روسيا و592% في الصين.
ورأى مايكل أوهانلون من معهد بروكينغز أن الولايات المتحدة وحلفاءها لا يملكون الإمكانات العسكرية والاقتصادية أو الديبلوماسية لمعالجة الأزمات والنزاعات في أوروبا وآسيا في آن معاً. ولفت إلى ضرورة تفادي الأزمات والنزاعات في أوروبا قبل أن تبدأ بأقصى مقدار ممكن.