يقود نائبان شابان انتخبا أخيرا في البرلمان البرازيلي، حملتَي جايير بولسونارو ولويس إيناسيو لولا دا سيلفا في ميناس جيرايس في جنوب شرق البلاد، وهي الولاية التي تحدد منذ العام 1989، المرشّح الفائز في الانتخابات الرئاسية.
يعظ نيكولاس فيريرا وهو شاب برازيلي محافظ متشدد، بالسياسة في الكنائس ويتحدث عنها على وسائل التواصل الاجتماعي. أما سيليا شاكريابا، فهي ناشطة من السكان الأصليين مصممة على وضع حالة الطوارئ المناخية في قلب النقاش العام.
- نيكولاس فيريرا مؤثر يخوض "حربا" -
كان نيكولاس فيريرا، وهو محامٍ ومؤثر على مواقع التواصل الاجتماعي يبلغ 26 عاما ومنتسب إلى الحزب الليبرالي للرئيس اليميني المتطرف، النائب الذي حصل على أكبر عدد من الأصوات (نحو 1,5 مليون) خلال الانتخابات التشريعية التي نظمت بالتوازي مع الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية.
منذ أشهر، يقول فيريرا إنه يخوض "حربا" ضد "التهديد الصامت للشيوعية" التي ستسود إذا فاز لولا، المرشح اليساري الأوفر حظا في استطلاعات الرأي، في الانتخابات الرئاسية.
وقال فيريرا خلال تجمع انتخابي لمرشّحه "هل سنعكس الوضع أم لا؟ هل سنشرّع الإجهاض أم لا؟ هل سنشرّع المخدرات أم لا؟".
ويعتبر هذا النائب الشاب بخطاباته التي يلقيها كما لو كان قسا إنجيليا والتي تجذب انتباه الجماهير، أحد الورثة المحتملين لبولسونارو.
فيريرا يتحدث إلى مؤيدين لبولسونارو خلال تجمع انتخابي في جويز دي فورا بميناس جيرايس في البرازيل (18 ت1 2022، أ ف ب).
وقال خلال أحد الخطابات التي بثت عبر الراديو "هناك مؤمنون يصوتون للشيطان. هناك مؤمنون يصوتون للولا".
وأكّد فيريرا المتخرّج من الجامعة البابوية الكاثوليكية في ولاية ميناس جيرايس، أن الجامعات البرازيلية تخضع ل"أيديولوجية ماركسية" تسعى إلى تدمير الأسرة التقليدية.
وينشر خطاباته وجهات نظره في المحاضرات وعبر مقاطع فيديو يشاهدها الملايين من متابعيه على الشبكات الاجتماعية.
لكن السلطات الانتخابية أزالت محتواه الذي يؤكّد فيه أن لولا مؤيّد للإجهاض أو لتشريع المخدرات.
وقال في مقابلة أجريت معه أخيرا "أنا لست مثيرا للجدل. أنا فقط أتكلّم عما أؤمن به".
- سيليا شاكريابا مقاومة من السكان الأصليين -
سيليا شاكريابا البالغة 32 عاما، مقتنعة بأنها تعيش "لحظة تاريخية". تحت راية حزب الاشتراكية والحرية، أصبحت أول نائبة من السكان الأصليين عن ولاية ميناس جيرايس.
وأكدت لوكالة فرانس برس خلال تجمّع انتخابي لدعم لولا دا سيلفا في العاصمة الإقليمية بيلو هوريزونتي "أولويتنا القصوى ستكون القضايا البيئية".
وتتابع سيليا المتحدّرة من إقليم شاكريابا في شمال ميناس جيرايس، دراسات الدكتوراه في الأنثروبولوجيا.
وأوضحت النائبة كيف تعتزم مواجهة قطاع الأعمال التجارية الزراعية البرازيلي النافذ والذي تلقي باللوم عليه في إزالة الغابات في منطقة الأمازون في ظل حكومة بولسونارو.
وتابعت "نحن الشعوب الأصلية نعرف منذ أكثر من 500 عام ما هي المقاومة. كيف يمكننا قبول رئيس يقول إنه لن يمنح شبرا إضافيا من الأرض للسكان الأصليين؟" في إشارة إلى تصريح مثير للجدل أدلى به بولسونارو في كانون الأول/ديسمبر 2018، بعد فترة وجيزة من انتخابه.
يذكر أن ترسيم المناطق المخصصة للسكان الأصليين توقّف منذ وصوله إلى السلطة.
وشاركت شاكريابا التي كانت عضوا في وفد السكان الأصليين الذي قام بجولة في أوروبا عام 2019 للتنديد ب"الانتهاكات الجسيمة" التي تقوم بها الحكومة، في قمة المناخ (كوب26) التي نظمت في غلاسغو نهاية العام 2021.
وقالت "أميركا اللاتينية والبرلمان الأوروبي ينتظران نتائج هذه الانتخابات".
وأشارت إلى أن أنصارها ليسوا فقط ناخبي لولا، وأنها تجذب المهتمين بالمساواة بين الجنسين والقضايا البيئية.
والآن، تريد إقناعهم بأن الأمر أكثر أهمية من معركة بين شخصيتين شعبويتين أحدثتا حالة من الاستقطاب في البلاد.
وصرّحت بأن كثرا "لا يرون أن هذه اللحظة مسألة حياة أو موت. إذا لم يعد لدى الكوكب المزيد من الموارد لنا، فلن يكون لديه المزيد من الموارد لكم ولأطفالكم وللبشرية جمعاء".
وختمت "من يزيل الغابات يقتل".