النهار

بايدن يزور المناطق المنكوبة في هاواي الأسبوع المقبل... حصيلة الحرائق تتجاوز 100 قتيل
المصدر: أ ف ب
بايدن يزور المناطق المنكوبة في هاواي الأسبوع المقبل... حصيلة الحرائق تتجاوز 100 قتيل
بايدن يصل إلى قاعدة أندروز في ماريلاند لدى عودته إلى البيت الأبيض (15 آب 2023، أ ف ب).
A+   A-
يتوجّه الرئيس الأميركي جو بايدن إلى هاواي الأسبوع المقبل لتفقّد المناطق المنكوبة بالحرائق ولقاء ناجين ومسعفين يواصلون البحث عن المفقودين، في وقت تجاوزت فيه حصيلة الكارثة 100 قتيل.

والحرائق التي سوّت مدينة لاهاينا التاريخية في جزيرة ماوي بالأرض هي الأكثر فتكاً منذ أكثر من قرن في الولايات المتحدة، وقد حذّر حاكم الولاية جوش غرين مراراً من أنّ الحصيلة النهائية يمكن أن ترتفع بشكل كبير.

وبحسب أحدث حصيلة للسلطات في ماوي، ارتفع عدد القتلى إلى 106 أشخاص. ووفق غرين فإنّ فرق الإغاثة التي تبحث بين أنقاض لاهاينا بمساعدة كلاب مدرّبة، لم تغطّ حتى اليوم إلا حوالى رُبع أراضي المنطقة، وما زالت أمامها مساحة كبيرة يتعيّن العمل فيها.

وتُستخدم حاويات مبرّدة كمشرحة نقّالة في مركز للطبّ الشرعي تابع لشرطة ماوي، حسبما شاهد مراسل لفرانس برس، في وقت تعاني فيه الجزيرة من صعوبات في التعامل مع عدد القتلى.

وسيلتقي بايدن وزوجته جيل الإثنين في جزيرة ماوي "مسعفين وناجين إضافة إلى مسؤولين فدراليين وعلى مستوى الولاية ومحليّين"، وفق ما أعلن البيت الأبيض في بيان.

وفي وقت لاحق كتب الرئيس في تغريدة "ما زلت ملتزمًا تقديم كل ّما يحتاجه سكان هاواي خلال تعافيهم من هذه الكارثة".

وسارع بايدن لإعلان حالة "كارثة كبرى" في هاواي عقب الحرائق التي اندلعت الأسبوع الماضي، في إجراء يتيح الإفراج عن مساعدات طارئة من الحكومة الفدرالية، واتّصل مرّات عدّة بغرين.

لكنّ الرئيس الديموقراطي واجه انتقادات من المعارضة الجمهورية لما اعتبرته استجابة فاترة للحرائق.

ورغم حديثه عن أوضاع الكارثة في عدد من خطاباته، إلا أنّه لم يتحدث عن ذلك علناً عندما ارتفعت الحصيلة في نهاية الاسبوع.

وقال البيت الأبيض إنّ بايدن على اتصال وثيق بالمسؤولين في هاواي وبمسؤولي فرق الطوارئ الفدرالية الذين قالوا إنّ "جهود البحث والإنقاذ يُتوقّع أن تكون وصلت مطلع الأسبوع المقبل مرحلة تسمح بإجراء زيارة رئاسية".

ويأتي الإعلان عن الزيارة مع تقدم إجراءات التعرف على جثث الضحايا، وتأكيد مسؤولين الثلثاء جمع عيّنات من الحمض النووي من 41 شخصاً من أقارب مفقودين.

وحُدّدت هويات خمسة من الضحايا فقط بسبب صعوبة التعرّف على الجثث.

- مشاهد صادمة - 
وتواصلت الروايات المروعة عن نجاة سكّان من الكارثة، وكذلك إفادات شهود عيان عن عدم صدور إنذارات رسمية تحذر من الحرائق الجامحة.

وقالت أنيليز كوشران (30 عاماً) وهي واحدة من عشرات من سكان لاهاينا الذين اضطروا لإلقاء أنفسهم في البحر هرباً من النيران "ما حدث، في رأيي، نتيجة إهمال".

وأوضحت أنّ النيران كانت "سريعة جدا، رؤيتها تثير الصدمة".

والشابة التي فوجئت بالدخان الأسود لم تتلقّ، على غرار العديد من جيرانها، أيّ تنبيه. 

وبعد أن حاولت الفرار بسيارتها وجدت نفسها أمام طريق مسدود بمركبات تركها أصحابها المصابون بالهلع، فيما بدأ عدد من السيارات ينفجر بسبب الحرارة. وأدركت حينها أنّ المحيط هو خيارها الوحيد للنجاة.

وأمضت ثماني ساعات في المحيط وتمكنت من النجاة بعد تشبّثها بجدار صخري قبل أن يتم إنقاذها من المياه.

- مواد كيميائية سامة - 
وحذّر غرين من أيّ محاولة لشراء أراض في مدينة لاهاينا المنكوبة في وقت يخشى فيه الأهالي من احتمال أن يستغلّ مطورون أثرياء يأس الناس ويحاولون شراء قطع أراض يمكن تحويلها إلى مساكن فاخرة أو لإيجارات قصيرة المدة أكثر درّاً للأرباح.

وقال غرين "هدفنا أن يكون هناك التزام محلي، إلى الأبد، تجاه هذه المجتمعات بينما نقوم بإعادة البناء".

أضاف "لذا سنحرص على بذل كل ما بوسعنا للحؤول دون وقوع تلك الأراضي بيد أشخاص من الخارج".

في تلك الأثناء عبّر سكّان عن الاستياء إزاء منعهم من زيارة لاهاينا لتفقد منازلهم.

وقد حذّر المسؤولون من مخاطر تمثّلها أبنية غير ثابتة ومواد كيميائية سامة محتملة قد ينقلها الهواء في المنطقة.

وأثارت طريقة التعامل مع هذه الكارثة الكثير من الجدل والتساؤلات.

في لاهاينا، تأخّر بعض عناصر الإطفاء بسبب عدم وجود مياه في الخراطيم أو انخفاض قوة تدفّقها.

كذلك، قُدّمت شكوى بحقّ شركة الكهرباء "هاواي إلكتريك" لأنها لم تقطع التيار الكهربائي، رغم ارتفاع خطر نشوب حريق والرياح العاتية المصاحبة لإعصار مرّ جنوب غرب ماوي والتي هدّدت بالتسبب في سقوط أعمدة الكهرباء.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium