النهار

قوات قبرصيّة تركيّة تعتدي على عناصر من قوة حفظ السلام الأمميّة في قبرص
المصدر: أ ف ب
قوات قبرصيّة تركيّة تعتدي على عناصر من قوة حفظ السلام الأمميّة في قبرص
اعلام تركيا وجمهورية شمال قبرص التركية رفعت قبالة مخبأ تابع للأمم المتحدة داخل المنطقة العازلة في نيقوسيا، والتي تقسم بين جمهورية قبرص المعترف بها دوليا، والشمال الذي تحتله تركيا (14 حزيران 2018، أ ف ب).
A+   A-
اعتدت قوات قبرصية تركية، الجمعة، على عناصر من قوة حفظ السلام الدولية كانوا يحاولون منع شق طريق مثير للجدل في المنطقة العازلة بين شطري قبرص، حسبما أعلنت البعثة الأممية في الجزيرة.

تفصل المنطقة حيث تسيّر الأمم المتحدة دوريات، بين جمهورية قبرص المعترف بها دوليا في الجنوب والشطر القبرصي التركي شمالا.

تعد المنطقة العازلة عمليا تابعة لجمهورية قبرص التي تعتبر الوجود العسكري التركي على الجزيرة منذ حرب عام 1974 احتلالا غير شرعي.

وحذرت الامم المتحدة الخميس السلطات القبرصية التركية من "القيام بأنشطة بناء غير مرخصة في المنطقة العازلة (التي تشرف عليها) الأمم المتحدة".

لكنها قالت إن عناصرها تعرضوا لهجوم الجمعة أثناء محاولتهم منع شق الطريق التي تخرق المنطقة العازلة من قرية بيلا.

وقالت بعثة الأمم المتحدة في قبرص (UNFICYP) في بيان إن "قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في قبرص تدين الاعتداءات على عناصر السلام الأمميين والضرر الذي لحق بمركبات الأمم المتحدة من جانب أفراد من الجانب القبرصي التركي هذا الصباح".

وأضافت أن الحادثة وقعت في المنطقة العازلة قرب بيلا، القرية الوحيدة التي يعيش فيها القبارصة اليونانيون والأتراك جنبا إلى جنب.

وتابعت أن "التهديدات لسلامة عناصر حفظ السلام الدوليين والأضرار التي لحقت بممتلكات الأمم المتحدة غير مقبولة وتمثل جريمة خطيرة بموجب القانون الدولي وستتم مقاضاتها إلى أقصى حد يسمح به القانون".

من جانبها، نددت قبرص المنضوية في الاتحاد الأوروبي بما وصفتها "حوادث مدبّرة تتسبب بها قوات الاحتلال التركية... والهجوم غير المقبول على عناصر بريطانيين وسلوفاكيين في قوة حفظ السلام".

وندد الاتحاد الأوروبي أيضا بالحادثة، إلى جانب بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة التي أصدرت جميعها بيانا مشتركا أعربت فيه عن "قلقها البالغ حيال إطلاق عمليات شق (للطريق) غير مصرّح بها".

من جهتها، اعتبرت سلطات "جمهورية شمال قبرص التركية" التي تقول إن مشروع الطريق يهدف إلى تسهيل حياة مواطنيها، أن اتهامات بعثة الأمم المتحدة "لا أساس لها".

وقالت في بيان "نتوقّع من بعثة الأمم المتحدة في قبرص (...) أن تراجع موقفها المنحاز وتضع حدًّا فوريًا لتدخلاتها على الأرض ولجهود عرقلة" أعمال شق الطرق.

- أمر واقع - 
قال مسؤول إن شرطيا قبرصيا تركيا وعسكريا بلباس مدني لكما عنصرًا أمميًا وهاجما عشرات آخرين بـ"دفعهم إلى الخلف بعنف".

أُحضر جرار لسحب مركبة الأمم المتحدة من الطريق ولحقت أضرار بالغة بثلاث مركبات أخرى، حسبما قال المسؤول لوكالة فرانس برس طالبا عدم نشر هويته.

وفي بيانها حضت بعثة الأمم المتحدة الجانب القبرصي التركي "على احترام سلطة البعثة المفوضة داخل المنطقة العازلة للأمم المتحدة، والامتناع عن أي أعمال يمكن أن تزيد من تصعيد التوتر، وسحب جميع الأفراد والآليات من المنطقة العازلة التي تشرف عليها الأمم المتحدة على الفور".

وأكدت البعثة الأممية تصميمها على منع أي أعمال بناء مشددة على أنها ستبقى في المنطقة.

وقالت إن "البعثة تراقب الوضع من كثب ومصممة على ضمان إرساء الهدوء والاستقرار في المنطقة".

واتهم المتحدث باسم الحكومة القبرصية كونستانتينوس ليتيمبيوتيس الجانب التركي بمحاولة خلق "أمر واقع" جديد في بيلا عبر شق طريق تربط "قرية أرسوس المحتلة بموقع عسكري غير شرعي متقدم".

واعتبر ذلك "محاولة للقيام بانتهاك خطير جدا للوضع القائم".

- "هدف إنساني" -
وأفادت سلطات الشطر التركي لقبرص في بيان الخميس بأن مشروع شق الطريق كان "معدّا لهدف إنساني بحت يتمثل بتسهيل إمكان وصول مواطنينا الذين يقطنون قرية بيله (التسمية التركية لبيلا)" إلى "جمهورية شمال قبرص التركية" المُعلنة من جانب واحد.

وأضاف البيان "لفتنا مرارا نظر بعثة الأمم المتحدة في قبرص إلى البعد الإنساني لطريق بيله-ييتلر، إلا أن المشاورات بشأن هذه القضية والمتواصلة إلى اليوم، لم تفض إلى أي نتيجة".

وما زالت الجزيرة الواقعة في شرق المتوسط مقسمة منذ 1974 عندما احتلت القوات التركية الثلث الشمالي من الجزيرة ردا على انقلاب عسكري مدعوم من السلطات العسكرية التي كانت حاكمة آنذاك في اليونان.

وأعلن القادة القبارصة الأتراك قيام "دولة شمال قبرص التركية" في 1983 والتي لا تعترف بها سوى تركيا.

وجهود إعادة توحيد الجزيرة متوقفة منذ انهيار آخر جولة محادثات برعاية الأمم المتحدة في 2017.

وحضّ رئيس "جمهورية شمال قبرص التركية" أرسين تاتار، المقرّب من الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، المجتمع الدولي على "الاعتراف بوجود" دولتين في قبرص.

رفض القبارصة اليونانيون الذين يشكّلون الأغلبية في الجنوب، دعواته المؤيدة لحل الدولتين.

تفضّل جمهورية قبرص قيام اتحاد من منطقتين ومجتمعين بما يتوافق مع إطار عمل أممي، وهو حل يؤيّده المجتمع الدولي أيضا. 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium