سيدخل دونالد ترامب التاريخ من باب جديد في حال التقطت شرطة ولاية جورجيا صورة جنائية له عندما سيسلّم نفسه لمحاكمته بتهمة التآمر لتزوير انتخابات 2020، إذ سيصبح أول رئيس أميركي سابق تُلتقط له هكذا صورة، الأمر الذي سيجعلها أثراً تاريخياً ومنتجاً ترويجياً.
والأسبوع الماضي، وجّه القضاء في أتلانتا، عاصمة ولاية جورجيا، لائحة اتّهام إلى الرئيس الجمهوري السابق (77 عامًا) في قضية تآمر لتزوير انتخابات 2020، وأمره بتسليم نفسه بحلول ظُهر يوم الجمعة المقبل.
وسبق أن وُجّهت لترامب تهم جنائية في ثلاث قضايا منفصلة، وقد مثُل في الأشهر الأخيرة أمام القضاء في كلّ من نيويورك وميامي وواشنطن.
ومع أنّ الرئيس السابق تمكّن حتى الآن من تفادي إجراءات التوقيف الكلاسيكية التي تشمل أخذ البصمات والتقاط صورتين - واحدة من الأمام وأخرى من الجانب - فإنّ ولاية جورجيا قد تطبّق هذه الإجراءات على ترامب بصرامة أكبر.
وفي مطلع آب الجاري، قال قائد شرطة مقاطعة فولتون باتريك لابات المسؤول عن القضية، "مهما كان وضعكم، سنكون مستعدّين لالتقاط صورتكم".
وفي حال التقاط صورة جنائية لترامب، سينضمّ الرئيس الأميركي السابق إلى كوكبة من المشاهير الذين تلازم صورهم الجنائية سمعتهم، من أمثال زعيم العصابات آل كابوني ولاعب كرة القدم السابق أو جاي سيمبسون والممثلة جين فوندا والممثل هيو غرانت.
وواحدة من أشهر الصور الجنائية في التاريخ هي الصورة التي التقطتها شرطة لوس أنجلس للاعب كرة القدم السابق أو جاي سيمبسون في العام 1994 بعد توقيفه للاشتباه بقتله زوجته السابقة وأحد أصدقائها.
وبعد أسبوع من ذلك، تصدّرت تلك الصورة غلاف مجلّة "تايم"، ولا تزال حتى اليوم تزيّن منتجات مختلفة مثل القمصان والغيتارات الكهربائية.
كذلك، فإنّ الممثّلة الأميركية جين فوندا تبيع على موقعها الإلكتروني ملابس وأكوابًا تحمل صورتها الجنائية التي التُقطت في العام 1970.
فبعد توقيفها في مطار كليفلاند بتهمة تهريب مخدّرات - وهي تهمة أُسقطت عندما كشفت اختبارات أنّ في حقيبتها فيتامينات فقط - انتهزت فوندا الفرصة للوقوف بطريقة استفزازية رافعة قبضتها. وأوقفت الممثّلة لدى عودتها من كندا حيث ألقت خطابًا معارضًا لحرب فيتنام.
وأقرّت فوندا في مقابلة مع صحيفة "لوس أنجلس تايمز" في العام 2018 بأنّها "استفادت كثيرًا من هذا التوقيف".
لكن بالنسبة إلى مشاهير آخرين كُثر، تُعدّ الصورة الجنائية مرادفاً للفشل.
ففي حالة لاعب الغولف الشهير تايغر وودز، يصعب التعرّف عليه في صورته الجنائية العائدة للعام 2017 حين أوقف عند العثور عليه نائمًا في سيارته في ولاية كاليفورنيا. وبرّر وودز انتفاخ وجهه والتعب الواضح عليه بأنه كان تحت تأثير مسكّنات قوية للألم، وأصبحت صورته رمزًا لتراجع حالته الصحية بسبب الأوجاع التي ألمّت بظهره.
أما الصورة الجنائية التي بدا فيها شعر الممثل نيك نولتي أشعث عند توقيفه في 2002 أثناء قيادته تحت تأثير مخدّر غاما هيدروبوتيرات "جي إتش بي"، فطبعت مسيرته إلى الأبد بعد عشرة أعوام من تسميته "الرجل الأكثر إثارة في العالم".
وتصدّر أيضًا الممثل البريطاني هيو غرانت عناوين الصحف بصورته الجنائية التي بدا فيها خجولًا ومحرجًا في العام 1995 بعدما عثرت عليه شرطة لوس أنجلس مع عاملة جنس في سيّارة. وكان غرانت مرتبطًا حينذاك بالممثلة البريطانية ليز هورلي.
وسيكون ترامب إذًا أول رئيس أميركي سابق تدخل صورته الجنائية ملفات الشرطة في حال التقاطها، لكنّه لن يكون أول سياسي يخضع لهذا الإجراء.
فقد ارتسمت الابتسامة على وجوه العديد من السياسيين أمام عدسة كاميرا الشرطة، بينهم المرشّح للانتخابات التمهيدية للديموقراطيين في العام 2008 جون إدواردز الذي تم توقيفه في 2011 للاشتباه في اختلاسه أموالًا من الحملة الانتخابية لإخفاء خيانته لشريكته. وخلال محاكمته، أُعلنت براءته.
وابتسم أيضًا حاكم ولاية تكساس ريك بيري في صورته الجنائية في العام 2014 حين أوقف بتهمة إساءة استخدام السلطة. وأُسقطت هذه الاتّهامات في ما بعد.
وسواء أظهر ابتسامته الناصعة البياض أو اختار الصرامة، فإنّ صورة ترامب الجنائية، إن التُقطت، ستكون حتماً منتجًا سيهوى الكثيرون الاحتفاظ به.
وستتصدّر هذه الصورة الصفحات الأولى في الوسائل الإعلامية، مثلما فعلت صورة أو جاي سيمبسون. ومن المرجّح جدًا أن تنتشر على أكواب وقمصان مثل تلك التي حملت صورة جين فوندا، ورُبّما تباع هذه السلع أيضًا على موقعه الإلكتروني.