يدلي الناخبون في زيمبابوي بأصواتهم، اليوم الأربعاء، وسط تطلعات للتغيير بعد عقدين من الفوضى الاقتصادية لكن شكوكا تساورهم في أن يسمح الاتحاد الوطني الأفريقي الزيمبابوي/الجبهة الوطنية، وهو الحزب الحاكم، بإجراء انتخابات نزيهة أو تخفيف قبضته على السلطة.
ويسعى الرئيس إمرسون منانجاجوا إلى الفوز بفترة ثانية بعد ولايته الأولى التي استمرت فيها معاناة المواطنين بسبب التضخم الجامح ونقص العملة الأجنبية وتفاقم البطالة، ويعتمد الكثير منهم على التحويلات بالدولار من أقاربهم في الخارج لسد احتياجاتهم.
وقالت ناخبة (67 عاما) تعول خمسة أحفاد لعجز آبائهم عن إيجاد فرص عمل "أتوقع حدوث تغيير. نعاني ونشعر بالجوع". وتنتظر الناخبة الإدلاء بصوتها في دائرة كوادزانا الانتخابية في العاصمة هاراري.
وفي مباري، وهي ضاحية لهراري مكتظة بالسكان ويقطنها ذوو الدخل المنخفض، قالت ناخبة أخرى (23 عاما) تشارك لأول مرة في الانتخابات "كنت أتطلع إلى هذا اليوم... أتمنى أن يحدث صوتي فارقا".
وأصبحت فرص الدولة على المحك في حل أزمة الديون التي تقف حائلا أمام الحصول على قروض من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي إذ يشترط المقرضان الدوليان إجراء انتخابات حرة ونزيهة قبل أي محادثات جادة حول هذه المسألة.
ويواجه منانجاجوا، الذي تولى السلطة بعد الإطاحة بروبرت موغابي الذي حكم البلاد لفترة طويلة في انقلاب عسكري عام 2017، عشرة مرشحين من بينهم منافسه الرئيسي المحامي والقس نلسون شاميسا من تحالف المواطنين من أجل التغيير.
وهذه هي المواجهة الثانية بين الرجلين بعد فوز منانجاجوا في انتخابات متنازع على نتائجها بشدة عام 2018 إذ قالت المعارضة آنذاك إنها مزورة. وأيدت المحكمة الدستورية في البلاد النتيجة بفوز منانجاجوا.
تأخر بدء التصويت في هاراري
فتحت مراكز الاقتراع أبوابها عند السابعة صباحا (05.00 بتوقيت غرينتش) ومن المقرر أن تغلق عند السابعة مساء (17.00 بتوقيت غرينتش). ويبلغ عدد من يحق لهم التصويت نحو 6.6 ملايين شخص في الدولة التي يبلغ عدد سكانها 15 مليون نسمة تقريبا.
وفتح 18 مركز اقتراع فقط من أصل 77 مركز للتصويت في هاراري في الوقت المحدد وحملت مفوضية الانتخابات في زيمبابوي المسؤولية للتأخر في طباعة أوراق الاقتراع بسبب طعون قضائية تم تقديمها. وأضافت المفوضية أن مراكز الاقتراع التي فتحت متأخرة ستغلق في وقت متأخر تعويضا لذلك.
ولم ترد أنباء تُذكر عن تأخر بدء التصويت في مناطق أخرى بالبلاد.
واحتشد أنصار شاميسا حوله يهتفون باسمه لدى وصوله للإدلاء بصوته في مركز كووادزانا. وتوقع فوزه لكنه قال إن الحزب الحاكم ومفوضية الانتخابات سيسعيان إلى حرمانه من الفوز.
وقال شاميسا "بحدوث تلاعب أو دونه، فوزنا محتوم. سنواصل الإصرار على إجراء انتخابات نزيهة وضمان حصولنا على نتيجة شرعية لهذه الانتخابات".
وقالت الحكومة ومفوضية الانتخابات إن الانتخابات ستكون حرة ونزيهة.
وأدلى منانجاجوا بصوته في مدرسة شيروود بمدينة كويكوي، حيث اصطف عشرات الناخبين من الساعة السادسة صباحا بالتوقيت المحلي.
تغييرات طفيفة منذ عهد موغابي
فقدت العملة المحلية نحو 85 بالمئة من قيمتها منذ بداية 2023، وسجل معدل التضخم أرقاما من ثلاث خانات، ليزداد الناس فقرا في بلد يشغل فيه 30 بالمئة فقط من السكان وظائف في القطاع الرسمي.