النهار

حتى آخر 30 ثانية... الرادار لم يرصد أي مشكلة في طائرة بريغوجين!
المصدر: "رويترز"
حتى آخر 30 ثانية... الرادار لم يرصد أي مشكلة في طائرة بريغوجين!
طائرة الركاب أثناء هبوطها. (أ ف ب)
A+   A-
تشير بيانات تتبع الرحلات الجوية إلى أن الطائرة الخاصة التي يعتقد أنها أقلت مؤسس مجموعة فاغنر العسكرية الروسية يفغيني بريغوجين أمس الأربعاء لم تظهر أي إشارة على وجود مشكلة حتى هبوطها الحاد في آخر 30 ثانية من رحلتها.
 
وقالت الوكالة الاتحادية للنقل الجوي (روسافياتسيا) إن بريغوجين الذي قاد تمرداً لم يكتمل في حزيران كان أحد عشرة أشخاص على متن الطائرة التي سقطت.
 
وقالت وزارة الطوارئ الروسية إن الطائرة كانت متجهة من موسكو إلى سان بطرسبرج لدى تحطمها قرب قرية كوجينكينو بمنطقة تفير.
 
 
وقال إيان بيتشينيك من موقع (فلايت رادار 24) إن عند الساعة 3:19 مساء بتوقيت غرينتش حدث "هبوط عمودي مفاجئ" للطائرة. وخلال نحو 30 ثانية هبطت الطائرة أكثر من ثمانية آلاف قدم من مسارها الذي كانت عليه بارتفاع 28 ألف قدم.
 
 
وأضاف "أياً كان ما حدث، فقد حدث سريعاً".
 
وقال بيتشينيك إن محاولات يائسة ربما بذلها الطاقم مع الطائرة بعد ذلك لكن قبل سقوطها الدرامي لم يكن هناك "أي مؤشر على وجود مشكلة ما بالطائرة".
 
وأظهر مقطع مصور الطائرة وهي تنخفض بسرعة ومقدمتها باتجاه مستقيم تقريباً نحو الأرض وعمود دخان أو بخار خلفها.
 
 
وفتح محققون روس تحقيقاً جنائياً للوقوف على ملابسات ما حدث. وقالت مصادر لم تكشف عن هويتها لوسائل إعلام روسية إن الطائرة سقطت بعد إصابتها بصاروخ أو أكثر أرض-جو.
 
وقالت شركة تصنيع الطائرات البرازيلية إمبراير إنها لم تقدم أي خدمة أو دعم في السنوات الأخيرة للطائرة التي تتسع لنحو 13 شخصاً.
 
وقالت الشركة في بيان إنها التزمت بالعقوبات الدولية المفروضة على روسيا. وقال مصدر قطاع الطيران الخاص مطلع على الأمر إن موقع (فلايت رادار 24) حدد هوية الطائرة الفاخرة برقم تسجيل آر إيه-02795 وهو نفسه الذي يعود لطائرة أقلت بريغوجين إلى روسيا البيضاء بعد التمرد.
 
وقتل يفغيني بريغوجين قائد مجموعة فاغنر المسلحة الذي قاد في حزيران تمرداً قصير الأمد ضد القيادة العسكرية الروسية، ومعاونه وثمانية ركاب آخرين "بحسب معلومات أولية" في تحطم طائرة خاصة الأربعاء شمال غرب موسكو على ما ذكرت هيئة النقل الجوي الروسية ووزارة الحالات الطارئة.

ولم يعلق الكرملين ووزارة الدفاع الروسية على الفور على الحادث.
 
 
من ناحيتها، نقلت وكالة ريا نوفوستي للأنباء عن مسؤول في أجهزة الطوارئ قوله إنّه تمّ العثور حتى الآن في موقع تحطّم الطائرة على جثث ثمانية أشخاص. وأشارت وكالة "تاس" للأنباء في المقابل، إلى العثور على سبع جثث.

وقالت هيئة التحقيق الروسية في بيان إنها فتحت تحقيقا "بانتهاك قواعد سلامة النقل الجوي" مشيرة إلى إرسال "فريق محققين إلى المكان (..) للوقوف على أسباب الحادث".

وقالت هيئة النقل الروسية إن الطائرة ملك لشركة "ام ان تي-أييرو" المتخصصة برحلات العمل الخاصة.
 
وفي ساعات صباح الخميس الأولى، فرض عناصر من الشرطة طوقاً أمنياً حول موقع تحطم الطائرة في كوجينكو في حين تجمع أشخاص في سان بطرسبرغ أمام مقر مجموعة فاغنر واضعين شعارات المجموعة المسلحة وباقات الزهر الأحمر والشموع على ما أفاد مصورون لوكالة فرانس برس.

وقال في الموقع رجل مقنع يبدو أنه عنصر في فاغنر وقد اعتمر قبعة وقميصاً قطنياً يحمل شعار المجموعة لوكالة فرانس برس "عجز الكلام" داعيا إلى دعم "يفغيني فيتكوروفيتش (بريغوجين) وكل قادتنا".
 
ونشرت صحيفة "كومرسانت" الروسية تقريراً نقلت فيه عن خبراء في مجال تحقيقات الكوراث الجوية أن الطائرة التي كان على متنها بريغوجين وقادة آخرون في فاغنر ربما تعرضت لانفجار في الجزء الخلفي منها.
وقال الخبراء، حسب المعاينات الأولية، إن الثقوب في جسم الطائرة وجناحيها تشير إلى أنها ربما أصيبت بصاروخ.
لكن الصحيفة أوضحت أن المحققين لم يتوصلوا بعد إلى سبب تحطم الطائرة.
ونقلت عن مصادر من مجموعة فاغنر أنه تم التعرف بالفعل على جثتي بريغوجين ومساعده أوتكين، لكنها أوضحت أنه يتعين إجراء فحص الحمض النووي للتأكد من ذلك.
وبحسب روايات شهود نقلتها حسابات روسية على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد سُمع دوي انفجارين قبل أن ينفصل أحد جناحي الطائرة وتبدأ في السقوط.


 
من هو بريغوجين؟
 
ينحدر يفغيني بريغوجين من مدينة سانت بطرسبرغ، مسقط رأس فلاديمير بوتين.
 
 
أدين لأول مرة بجرم السرقة في عام 1979 حينما كان في الثامنة عشرة من العمر وحُكم عليه بالسجن لمدة عامين ونصف العام مع وقف التنفيذ. بعد ذلك بعامين حُكم عليه بالسجن لمدة 13 عامًا بتهمة السرقة والسطو وامضى تسعة منها خلف القضبان.
 
عند إطلاق سراحه من السجن، أنشأ سلسلة من الأكشاك لبيع النقانق في سانت بطرسبرغ. سارت الأعمال بشكل جيد وفي غضون بضع سنوات في تسعينيات القرن الماضي نجح في فتح سلسلة مطاعم راقية وفاخرة في المدينة.
 
خلال تلك المرحلة بدأ بريغوجين في إقامة علاقات مع كبار المتنفذين وعلية القوم في سانت بطرسبرغ اولاً وروسيا لاحقاً. أحد مطاعمه الشهيرة في المدينة حمل اسم نيو آيلاند وكان عبارة عن سفينة تبحر في نهر نيفا. أحب بوتين ذلك المطعم كثيرًا لدرجة أنه بعد أن أصبح رئيسًا بدأ في اصطحاب ضيوفه الأجانب إليه. ويرجح أن العلاقة بين بريغوجين وبوتين نشأت خلال تلك المرحلة.
 
وقال بريغوجين في إحدى مقابلاته: "رأى فلاديمير بوتين أن لا مشكلة لدي في تقديم الأطباق لكبار الضيوف شخصيًا". "التقينا عندما جاء برفقة رئيس الوزراء الياباني موري".
 
زار يوشيرو موري سانت بطرسبرغ في نيسان 2000 ، في بداية مرحلة حكم بوتين.
 
وثق بوتين في بريغوجين لدرجة أنه احتفل بعيد ميلاده في مطعم نيو آيلاند عام 2003.
 
بعد سنوات تعاقد الحكومة الروسية مع شركة كونكورد التي يمكلها بريغوجين لتزويد الكرملين بالطعام وبات يلقب بـ "طباخ بوتين". كما فازت الشركات التابعة لبريغوجين بعقود إطعام مربحة مع الجيش والمدارس التي تديرها الدولة.
 
كيف بدأت مجموعة فاغنر؟
 
بعد الغزو الروسي لشرق أوكرانيا في عام 2014 ، بدأت تظهر بوادر تشير إلى أن بريغوجين ليس رجل أعمال عادي، فقد راجت أنباء تفيد بأن شركة عسكرية خاصة غامضة قيل إنها مرتبطة به تقاتل القوات الأوكرانية في منطقة دونباس شرق أوكرانيا.
 
عرفت الشركة الخاصة باسم واغنر نسبة إلى الاسم السري الذي استخدمه أحد قادتها الأوائل الرئيسيين في اتصالاته. ويقال أن هذا القائد كان معجباً بألمانيا النازية التي استخدمت موسيقى الموسيقار فاغنر الألماني الذي عاش في القرن التاسع عشر لأغراض الدعاية.
 
ومن المفارقات أن بوتين ادعى أن "اجتثاث النازية" من أوكرانيا هو أحد الأهداف الرئيسية للغزو الروسي الشامل لأوكرانيا الذي بدأ في شباط 2022.
 
عدا أوكرانيا، تنشط فاغنر في جميع أنحاء القارة الإفريقية وانحاء مختلفة من العالم، حيث تقوم بمهام مختلفة لتعزيز موقف الكرملين وتقوية موقع روسيا مثل دعم نظام بشار الأسد في سوريا إلى محاربة النفوذ الفرنسي في دولة مالي.
 
بمرور الوقت اكتسبت مجموعة المرتزقة فاغنر سمعة مخيفة من ناحية الوحشية.
 
فقد اتُهم عناصر فاغنر بتعذيب أسير سوري بمطرقة ثقيلة وقطع رأسه ثم إحراق جسده في عام 2017.
 
في العام التالي قُتل ثلاثة صحفيين روس أثناء قيامهم بتحقيق صحفي عن وجود عناصر فاغنر في جمهورية إفريقيا الوسطى.
 
في عام 2022 ، اتُهمت فاغنر مرة أخرى بقتل رجل بمطرقة ثقيلة بعد الاشتباه في "خونه" الجماعة في أوكرانيا. ووصف بريغوجين لقطات الفيديو التي لم يتم التحقق منها لعملية القتل الوحشي بأنها "موت كلب من أجل كلب". بعد أن دعا أعضاء البرلمان الأوروبي إلى تصنيف فاغنر على أنه جماعة إرهابية ، قال بريغوجين أنه أرسل لأعضاء البرلمان الأوروبي المطرقة الملطخة بالدماء التي قتل بها الرجل.
 
لسنوات ، نفى بريغوجين وجود أي صلة له بفاغنر، بل رفع دعوى قضائية ضد أشخاص قالوا أنه مسؤول عن المجموعة، لكنه في أيلول 2022 ، قال إنه هو الذي أسسها في عام 2014.
 
فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة عقوبات على فاغنر، لكن يُسمح لها بالعمل في روسيا رغم أن القانون يحظر المرتزقة.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium