النهار

"حلم" الذهب الأسود... تناقضات حكومة لولا إزاء النفط في الأمازون
المصدر: أ ف ب
"حلم" الذهب الأسود... تناقضات حكومة لولا إزاء النفط في الأمازون
صورة جوية تظهر منطقة أزيلت منها الاشجار في لابريا بولاية أمازوناس بالبرازيل (15 ايلول 2021، أ ف ب).
A+   A-
فيما أعلنت الإكوادور هذا الأسبوع أنها بصدد وقف الانتاج النفطي في حقل شهير في منطقة الأمازون، كشفت البرازيل عن استثمارات كبيرة في قطاع المحروقات تتضمن استخراج النفط قرب مصب نهر الأمازون.

وينطوي ذلك على مفارقة بالنسبة لحكومة الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا التي تقدم نفسها على أنها مدافعة كبيرة عن البيئة، لكنها تتعرض لانتقادات لترددها في التخلي عن مصادر الطاقة الأحفورية.

وقال مارسيو استريني من مرصد المناخ وهو تجمع منظمات غير حكومية عدة في بيان "نأمل أن تحذو الحكومة البرازيلية حذو الإكوادور".

ونوقشت هذه المسألة الاستراتيجية خلال قمة الدول التي تتشارك الأمازون، قبل أسبوعين في مدينة بيليم البرازيلية. إلا ان لولا تجاهل دعوات نظيره الكولومبي غوستافو بيترو لوقف التنقيب عن النفط في المنطقة.

بالعكس، وبعد ساعات على إعلان نتائج استفتاء "تاريخي" الاثنين في الإكوادور لحفظ محمية ياسوني، أعلنت حكومة البرازيل التي تضم 60% من الغابة الأمازونية، خطة استثمار بقيمة 335 مليار ريال برازيلي (حوالى 64 مليار يورو) في قطاع المحروقات.

وتنص هذه الخطة على تنقيب شركة النفط العامة "بتروبراس" في حقل أوفشور البلوك "اف زد- ام-59" الواقع قرب مصب نهر الأمازون في المحيط الأطلسي.

وكشف هذا المشروع عن خلافات داخل حكومة لولا.

فرفضت هيئة حماية البيئة "إيباما" إصدار ترخيص تنقيب لشركة بيتروبراس معتبرة أن الشركة لم تقدم الدراسات الضرورية.

إلا ان هيئة حكومية أخرى أصدرت الثلثاء رأيا مؤيدا للمشروع، معتبرة أن هذه الدراسات "غير ضرورية".

ودعت وزير البيئة مارينا سيلا من جهتها إلى احترام "المعايير التقنية" التي تفرضها إيباما.

- الذهب الأسود -
لدى عودته إلى السلطة في كانون الثاني بعدما حكم البلاد بين العامين 2003 و2010، تعهد لولا البالغ 77 عاما بأن يجعل من حفظ الأمازون أولوية بعد زيادة كبيرة في قطع أشجار الغابة في عهد الرئيس اليميني المتطرف السابق جايير بولسونارو.

لكن لولا قال قبل فترة قصيرة إن سكان شمال البرازيل يمكنهم "الاستمرار بالحلم" بالذهب الأسود رغم اعتراضات إيباما.

وقد استخرجت غيانا البلد الأمازوني الصغير كميات كبيرة من النفط في المياه المجاورة منذ 2019، فنالت لقب "دبي أميركا الجنوبية".

وأثار مشروع استغلال البلوك "اف زد ايه-أم-59" انتقادات كبيرة من جانب منظمات مدافعة عن البيئة وزعماء جماعات السكان الأصليين 

وسكان جزيرة ماراجو الواقعة في قلب مصب الأمازون.

ويشير منتقدو المشروع إلى التداعيات الكارثية المحتملة على منطقة المانغروف هذه التي تتمتع بتنوع بيولوجي هش.

وقالت ناغاراسو الناشطة من شعب كاروانا الأصلي البالغة 60 عاما "غالبية مناطق العالم تعاني من تداعيات تحويل البعض الطبيعة مصدر ربح". ويعتبر هذا الشعب مصب الامازون في المحيط الأطلسي موقعا مقدسا.

وأضافت في تصريح لوكالة فرانس برس "الحرارة تستمر بالارتفاع، الأرض تنذرنا بأن ثمة مشكلة ما".

ورأى لويس باربوسا من مرصد ماراجو وهو منظمة غير حكومية محلية "وجود جزيرتنا" مهدد بارتفاع مستوى المياه وهو أمر عائد بين أسباب أخرى، "إلى تواصل استخدام مصادر الطاقة الأحفورية".

- "حدود الطاقة" -
وترى بتروبراس من جهتها أن هذا المشروع "سيفتح حدودا جديدة للطاقة" من أجل "عملية انتقال مستدامة في مجال الطاقة".

وأشارت الشركة إلى ان البلوك يقع على مسافة تزيد عن 500 كيلومتر عن مصب الأمازون متعهدة اعتماد بروتوكول "صارم" لاحتواء عمليات تسرب محتملة.

إلا ان البرازيل، وهي ثامن منتج للنفط في العالم، تتمتع بالاكتفاء الذاتي على صعيد المحروقات على ما أوضحت  سويلي اروجو الخبيرة في مرصد المناخ التي كانت مديرة لإيباما بين 2016 و2019.

وأضافت "نشهد أزمة مناخية، ما من سبب يدفعنا للاستمرار في التنقيب عن النفط في مناطق حساسة".

في ظل إدارتها، رفضت إيباما إصدار ترخيص لمجموعة "توتال" الفرنسية للحفر في خمسة بلوكات أوفشور في المنطقة نفسها العام 2018.

وأشادت أروجو بطموحات الرئيس البرازيلي في إطار نضاله من أجل المناخ، لكنها أسفت لعدم استعداده للتخلي عن الطاقة الأحفورية.

ورأت أن "التناقض الكبير في حكومة لولا هو النفط".

الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium