النهار

البابا فرنسيس في منغوليا هذا الأسبوع... زيارة ذات بعد جيوسياسي
المصدر: أ ف ب
البابا فرنسيس في منغوليا هذا الأسبوع... زيارة ذات بعد جيوسياسي
البابا فرنسيس يحيي مؤمنين وعائلاتهم خلال اللقاء الأسبوعي العام في قاعة بولس السادس بالفاتيكان (30 آب 2023، أ ف ب).
A+   A-
يزور البابا فرنسيس هذا الأسبوع منغوليا، وهي وجهة مفاجئة نظرا للعدد الضئيل لأتباع الطائفة الكاثوليكية فيها لكنها دولة استراتيجية بسبب موقعها الجغرافي بين قوتين عظميين هما روسيا والصين.

من خلال خياره التوجه الخميس الى هذه الدولة البوذية التي لا تضم عددا كبيرا من السكان، يرى البابا الذي سيبقى في هذا البلد حتى الرابع من أيلول أن الزيارة ستشكل بدون شك فرصة للتقارب مع هاتين القوتين المتجاورتين.

وتستغرق الرحلة الجوية من روما إلى العاصمة المنغولية أولان باتور تسع ساعات، وستشكل اختبارًا لصحة البابا البالغ 86 عامًا والذي خضع في حزيران لعملية جراحية صعبة في البطن ويواجه صعوبة في المشي.

عبر البابا الأحد عن سعادته للتوجه الخميس إلى دولة منغوليا ذات الغالبية البوذية بغية لقاء "شعب نبيل وحكيم" وزيارة "كنيسة صغيرة بالعدد لكن دينامية في الإيمان".

وتضمّ منغوليا التي كانت تدور في فلك الاتحاد السوفياتي وأصبحت ديموقراطية في العام 1992، واحدة من أصغر المجموعات الكاثوليكية في العالم يُقدّر عددها بنحو 1400 شخص من أصل ثلاثة ملايين نسمة. وتفتخر البلاد التي تضم 25 كاهنا (بينهم اثنان فقط من منغوليا) و33 راهبة، بأن  لديها أصغر كاردينال في الكنيسة الكاثوليكية.

تظهر رحلة البابا الى أولان باتور رغبته في إيصال رسالة الكنيسة إلى أطراف العالم، بعيدا عن روما، مع تعزيز الحوار بين الأديان.

ولرحلته أيضا بعد جيوسياسي أكيد. وتقوم رؤية الفاتيكان على المدى الطويل على "الوجود (...) في دول لا يكون فيها هذا الوجود بديهيا بالضرورة"، على ما قال بول إيلي من مركز الدين والسلام والشؤون العالمية بجامعة جورج تاون في واشنطن لوكالة فرانس برس.

- موقع استراتيجي -
وأضاف "إذا كان الذهاب إلى منغوليا يتيح إبقاء الباب مفتوحا على كل هذه المنطقة، فانها زيارة تستحق العناء".

تبلغ مساحة منغوليا التي كانت في السابق جزءا لا يتجزأ من إمبراطورية جنكيز خان، ثلاث مرات  مساحة فرنسا، وهي منطقة بدون منفذ على البحر تقع بين العملاقين الروسي والصيني، تعتمد على موسكو في إمداداتها من الطاقة وعلى بيجينغ لبيع مواردها المعدنية خصوصا الفحم.

تسعى هذه الدولة الى الحفاظ على خط محايد بين الجارتين، مع تطوير علاقاتها في الوقت نفسه مع دول أخرى مثل الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية.

وهو موقف قد يكون مفيدا للكرسي الرسولي الذي جدد مع بيجينغ العام 2022 اتفاقا تاريخيا تم توقيعه عام 2018 بشأن المسألة الشائكة المتمثلة في تعيين أساقفة في الصين، على خلفية التوترات المتعلقة بوضع الكاثوليك في ظل النظام الشيوعي.

على الجانب الروسي، يحاول البابا منذ بداية الغزو في أوكرانيا فتح آفاق التوصل إلى نهاية سلمية، لكن بدون نتيجة حتى الآن.

تقيم منغوليا علاقات ثنائية مع كوريا الشمالية و"ليس لديها أي خلافات مع جيرانها، وهو أمر نادر جدا في آسيا"، على ما يقول جوليان ديركس، الخبير في شؤون منغوليا والاستاذ في جامعة برييتش كولومبيا لوكالة فرانس برس.

يصل فرنسيس، أول بابا يزور منغوليا، صباح الجمعة لكن سيكون لديه 24 ساعة للراحة قبل أن يبدأ اجتماعاته الرسمية  السبت، لا سيما مع رئيس الوزراء لوفسانمسراي أويون إردين وأفراد من المجتمع المدني وديبلوماسيين وكهنة ومبشرين.

- التغير المناخي-
الأحد، يلقي كلمة خلال لقاء بين الأديان (أحد لقاءاته الخمسة العامة) ويترأس قداسا داخل ملعب لهوكي الجليد.

لا يتضمن برنامجه أي تنقل خارج العاصمة حيث أدى تزايد التعدين منذ عشر سنوات إلى طفرة عقارية.

وقد يستغل البابا فرصة هذه الرحلة للتحدث مرة أخرى عن تأثير تغير المناخ الذي يؤدي إلى تسارع التصحر في البلاد، بسبب نشاط التعدين والرعي المفرط. 

وأدت الظواهر الجوية القصوى، من الفيضانات إلى العواصف الرملية مرورا بالجفاف، الى القضاء على قطعان الماشية في البراري الكبرى، مما أجبر البدو الذين يشكلون ثلث السكان، على الهجرة إلى مدن الصفيح في محيط العاصمة.

في كانون الأول، اندلعت حركة احتجاج ردا على فضيحة فساد في صناعة الفحم، وتفاقمت بسبب السخط الواسع النطاق الذي أججه التضخم وتباطؤ الاقتصاد بسبب الوباء والحرب في أوكرانيا.

تندرج زيارة البابا في إطار النشاط الديبلوماسي الذي كانت منغوليا محوره في الأشهر الأخيرة، فقد زارها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في حزيران. كذلك تم استقبال رئيس الوزراء لوفسانمسراي في واشنطن في آب.

في العام الماضي، تم استقبال وفد من الرهبان البوذيين والكهنة الكاثوليك في الفاتيكان للاحتفال بالذكرى الثلاثين لإقامة العلاقات الديبلوماسية بين الكرسي الرسولي ومنغوليا.

ترأس الوفد الكاردينال الإيطالي جورجيو مارينغو الذي عينه البابا فرنسيس العام الماضي والذي يبلغ من العمر 49 عاما وهو أصغر كاردينال في الكنيسة الكاثوليكية. هذا المبشر الموجود في منغوليا منذ 20 عاما، هو أيضا أعلى مسؤول كاثوليكي هناك.
 
الكلمات الدالة

الأكثر قراءة

سياسة 11/23/2024 7:37:00 AM
أعلن برنامج "مكافآت من أجل العدالة" عن مكافأة تصل إلى 7 ملايين دولار أميركي مقابل الإدلاء بمعلومات عن طلال حمية المعروف أيضاً باسم عصمت ميزاراني
سياسة 11/23/2024 9:48:00 AM
إسرائيل هاجمت فجر اليوم في بيروت مبنى كان يتواجد فيه رئيس قسم العمليات في "حزب الله"، محمد حيدر

اقرأ في النهار Premium