قُتِل شخصان، صباح الأربعاء، إثر هجوم روسي بالمسيّرات والصواريخ على كييف وصف بأنه "الأقوى منذ الربيع"، بحسب ما أعلنت السلطات العسكرية للعاصمة الأوكرانية.
من جهتها، استهدفت روسيا بعدة هجمات ليلية بطائرات مسيرة. أحدها، وفي حدث نادر بشمال غرب البلاد، دمر طائرات عسكرية عدة في مطار بسكوف. وأعلن الجيش الروسي من جانب آخر انه قام بتحييد مقذوفات عدة فوق مناطق غربية في موسكو، بريانسك، اوريل وكالوغا وريازان وكذلك في القرم، شبه الجزيرة التي ضمتها موسكو في 2014.
في اوكرانيا، استيقظ سكان كييف عند الساعة 5,00 بالتوقيت المحلي (2,00 ت غ) على دوي انفجارات ناجمة عن المضادات الجوية التي استخدمت ضد الصواريخ الروسية التي أطلقت على العاصمة الأوكرانية.
وكتب رئيس الإدارة العسكرية لمدينة كييف سيرغي بوبكو على تطبيق تلغرام "نتيجة لتساقط الحطام في منطقة شيفتشينكيفسكي في كييف... لقي شخصان حتفهما، وفق تقارير أولية"، مشيرا الى إصابة ثلاثة أشخاص آخرين بجروح ونقل شخصين الى المستشفى.
من جهته، كتب فيتالي كليتشكو رئيس بلدية كييف على تلغرام "تم العثور على رجلين متوفيين" في مبنى غير سكني في منطقة شيفتشينكيفسكي.
وكانت السلطات المدنية والعسكرية أفادت في وقت سابق بأن الحطام سقط على منطقتي شيفتشينكيفسكي ودارنيتسكي في كييف، مما أدى إلى اندلاع حرائق فيهما، وأن الأجهزة المختصة توجهت الى المكان.
وكتبت الإدارة العسكرية لمدينة كييف على تلغرام "لم تشهد كييف هجوما بمثل هذه القوة منذ الربيع".
وأشار بوبكو الى أن روسيا استهدفت كييف أولا بمجموعات مسيرات من اتجاهات مختلفة ثم بصواريخ اطلقت على العاصمة من قاذفات تو-95 ام اس.
وأضاف "بالاجمال، دمر أكثر من 20 هدفا معاديا بواسطة قوات الدفاع الجوي" الأوكرانية.
- 28 صاروخ كروز -
تعرضت مناطق أخرى في اوكرانيا لا سيما أوديسا وميكولاييف في الجنوب، أيضا لهجمات ليلية.
بحسب سلاح الجو الأوكراني فان كل صواريخ كروز ال28 و15 من المسيرات ال16 المتفجرة من نوع "شاهد" دمرتها المضادات الجوية الأوكرانية.
أوقع قصف آخر على منطقة دونيتسك (شرق) قتيلين في مزرعة في بوغاتير هما رجلان في ال44 وال59 من العمر بحسب ما أعلنت النيابة الاقليمية.
على البحر الأسود، أعلنت موسكو أنها دمرت زوارق عسكرية أوكرانية كانت تنقل عناصر من القوات الخاصة وأنها صدت هجوما بالمسيّرات قبالة شبه جزيرة القرم فيما استخدمت كييف سفنها ومسيراتها لشن هجمات في الأشهر الماضية في القرم او ضد سفن روسية.
سبق ان تبنى الجيش الروسي الأسبوع الماضي تدمير سفن أوكرانية وهو ما نفته كييف.
لا يعترف أي من الطرفين علنا بخسائره العسكرية.
تم استهداف الأراضي والقوات الروسية أيضا بهجمات مسيرات عدة خلال الليل وصباح الأربعاء.
وأعلنت وزارة الدفاع أنه تم تحييد مقذوفات أو تدميرها في سماء العديد من المناطق: سيفاستوبول وشبه جزيرة القرم وضواحي موسكو وبريانسك وأوريل وكالوغا وريازان. ولم تبلغ السلطات الروسية عن أي أضرار.
- طائرات روسية مشتعلة -
في المقابل، لم يأت الجيش الروسي على ذكر هجوم على مطار بسكوف أعلن عنه ليلا ميخائيل فيديرنيكوف حاكم هذه المنطقة الواقعة في شمال غرب روسيا على حدود استونيا ولاتفيا وبيلاروسيا وعلى بعد حوالى 800 كلم من اوكرانيا.
واذا كان الهجوم لم يوقع ضحايا على ما يبدو فان شريط فيديو نشره الحاكم يظهر حريقا كبيرا فيما سمع دوي انفجارات.
بحسب وزارة الاحوال الطارئة على ما نقلت عنها وكالات الاعلام الرسمية فان "طائرات ايليوشين-76 عدة تابعة لطيران الشحن العسكري" اشتعلت. لم يتم اعطاء أية معلومات عن وضعها وعددها لكن وكالتي تاس وريا نوفوستي تحدثتا عن طائرتين الى اربع طائرات دمرت او لحقت بها اضرار.
وكتب فيديرنيكوف أنه تم إلغاء جميع رحلات الأربعاء في المطار "حتى يتم توضيح طبيعة الأضرار المحتملة على المدرج".
واذا كانت المناطق الواقعة على حدود اوكرانيا وموسكو تستهدف بشكل شبه يومي الان بالمسيرات في هجمات ينسبها الجيش الروسي لاوكرانيا، فان الهجمات من هذا النوع في شمال غرب روسيا نادرة.
سبق ان استهدف مطار بسكوف بمسيرات في نهاية أيار والاسبوع الماضي استهدف هجوم مماثل مطارا في منطقة نوفغورود المجاورة، مما أدى إلى تدمير أو الحاق اضرار بطائرة عسكرية واحدة على الأقل.
أصبحت الهجمات بالمسيّرات على الأراضي الروسية وشبه جزيرة القرم شبه يومية في الأسابيع الماضية مستهدفة خصوصا العاصمة الروسية على خلفية الهجوم المضاد الذي بدأته كييف في مطلع حزيران.
لكن حتى الآن، لا يزال التقدم محدودا فيما تأمل كييف أن تتمكن من اختراق التحصينات الروسية لا سيما على الجبهة الجنوبية حيث حقق الجيش الأوكراني مكاسب في الأيام الأخيرة.