النهار

أوكرانيا تتبنّى هجوماً بمسّيرات من الأراضي الروسيّة للمرّة الأولى... بوتين يؤكد أن موسكو "لا تُقهر"
المصدر: أ ف ب
أوكرانيا تتبنّى هجوماً بمسّيرات من الأراضي الروسيّة للمرّة الأولى... بوتين يؤكد أن موسكو "لا تُقهر"
صورة ارشيفية- اشخاص وقفوا بالقرب من بقايا صواريخ روسية عرضت في شارع خريشاتيك المركزي في كييف (24 آب 2023، أ ف ب).
A+   A-
أعلنت أوكرانيا، الجمعة، أنها شنت هذا الأسبوع هجوما بمسيّرات على مطار روسي انطلاقا من الأراضي الروسية، للمرة الأولى، حيث تسعى كييف لنقل العمليات الحربية وصولا الى روسيا في أوج الهجوم المضاد لتحرير المناطق المحتلة.

وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من جهته خلال لقاء مع تلاميذ عند بدء العام الدراسي أن روسيا "لا تقهر"، بعد الغزو الذي أطلقته قبل سنة ونصف السنة في أوكرانيا.

اذا كان الأولاد عادوا في اوكرانيا كما في روسيا الى المدارس رغم الحرب، فان كييف اكدت ان الشرطة كانت تتعامل مع خطر وجود متفجرات في مدارس.

الهجوم هذا الاسبوع على مطار بسكوف على بعد 700 كلم من اوكرانيا شكل أحدث ضربة تهز الاراضي الروسية منذ ان توعدت كييف "باعادة" النزاع الى موسكو في تموز.

وأعلن رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية  كيريلو بودانوف عبر تلغرام أن "المسيرات التي استخدمت لشن هجوم على قاعدة كريستي الجوية في بسكوف أطلقت من داخل روسيا"، مضيفا "أصيبت أربع طائرات عسكرية شحن روسية من طراز إيل-76 نتيجة الهجوم".

وقال في مقابلة مع موقع "ذي وور زون"، "ننشط في الاراضي الروسية".

وبحسب هذا الموقع، رفض المسؤول الكشف عما إذا كانت العملية نفذها رجاله أم روس يعملون لحساب كييف.

وقال بودانوف "تم تدمير (طائرتين عسكريتين روسيتين) وإلحاق اضرار بطائرتين أخريين". كذلك نشر الموقع صورا عبر الأقمار الاصطناعية تظهر طائرات متفحمة.

واستهدفت طائرات بدون طيار ليل الثلثاء الاربعاء مطار بسكوف شمال غرب روسيا على الحدود مع إستونيا ولاتفيا وبيلاروسيا.

وردا على سؤال حول الموقع الذي انطلقت منه هذه المسيرات، اكتفى المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف بالقول الأربعاء إن "خبراء عسكريين يعملون على تحديد مسار الطائرات بدون طيار لاتخاذ التدابير اللازمة لتفادي تكرار مثل هذه الحوادث".

وبينما تستهدف مسيرات بشكل منتظم المناطق الروسية المتاخمة لأوكرانيا وموسكو، يندر أن تنفذ هجمات في أقصى الشمال، على بعد حوالى 700 أو 800 كيلومتر من الحدود الأوكرانية.

وأكد الكرملين هذا الأسبوع أن خبراء عسكريين يعملون على تحديد الطرق التي تسلكها الطائرات بدون طيار من أجل "منع مثل هذه المواقف في المستقبل".

 وردا على سؤال بشأن المزاعم الأوكرانية الجمعة، رفض المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف التعليق وأحال بدلا من ذلك الأسئلة على وزارة الدفاع.

يحيط بمنطقة بسكوف التي سبق ان استهدفت بمسيرات في اواخر أيار، عضوا الاطلسي استونيا ولاتفيا غربا وتقع بيلاروسيا الى جنوبها.

-متفجرات-
جاءت تصريحات بودانوف بعد ساعات من قيام  الدفاعات الجوية الروسية بتدمير طائرة مسيرة كانت تقترب من موسكو، وذلك بعد يوم من هجوم مماثل على العاصمة. 

وذكرت وسائل إعلام روسية أن الحركة الجوية في مطاري دوموديدوفو وفنوكوفو بموسكو توقفت موقتا. 

الى ذلك، اعلنت روسيا الجمعة أنها سيطرت على "مواقع رئيسية على مرتفعات" قرب مدينة كوبيانسك في شرق أوكرانيا، وهو جزء من الجبهة يشهد هجمات للقوات الروسية منذ أسابيع عدة.

وفي وقت سابق الجمعة، اشارت السلطات الاقليمية الاوكرانية الى ضربات طاولت مدن بوروفا وكوبيانسك وكيسليفكا التي "تعرضت لقصف بالمدفعية والهاون".

في اوكرانيا، اعلنت وزارة التعليم عودة نحو أربعة ملايين طالب إلى المدرسة، سواء عبر الإنترنت أو حضوريا. ووردت تقارير عن خطر وجود متفجرات.

وقالت المتحدثة باسم الشرطة يوليا غيردفيليس لوكالة فرانس برس "تلقينا معلومات عن وجود متفجرات في مدارس كييف". وأضافت "يتم تفتيش جميع المؤسسات التعليمية من قبل قوات شرطة كييف بمشاركة خدمة الطوارئ الحكومية". بحسب الشرطة فإن  أي عمليات إجلاء ستقررها المدارس والشرطة، ودعت الناس إلى "التزام الهدوء".

 وقال مسؤولون أوكرانيون أثناء إعلانهم بداية العام الدراسي الجديد، إن الهجمات الروسية منذ بداية الغزو في 2022، الحقت خسائر او دمرت آلاف المدارس.

وكتب اندريه سادوفي رئيس بلدية مدينة لفيف غرب اوكرانيا ان التلاميذ سيتعلمون كيف يشغلون المسيرات ونشر صورة لطلبة خلف أجهزة الكمبيوتر.

وكتب على مواقع التواصل الاجتماعي "هذا هو واقعنا الجديد".

في هذا الوقت هنأ بوتين الطلبة الروس ببدء العام الدراسي الجديد وأكد لهم ان روسيا "لا تقهر".

وقال بوتين في تصريحات نقلها التلفزيون "فهمت سبب انتصارنا في الحرب الوطنية الكبرى: التغلب على شعب يتمتع بهذه المعنويات أمر مستحيل. كنا لا نقهر على الإطلاق، واليوم، لا نزال على هذا النحو". 

ويدأب الرئيس الروسي بانتظام على المقارنة بين الحرب على ألمانيا النازية وغزو موسكو لأوكرانيا.

لكن القوات الاوكرانية تتحقق مكاسب بطيئة في هجومها على المواقع الروسية وخصوصا في جنوب البلاد منذ بدء هجومها المضاد في حزيران.

كييف التي واجهت انتقادات بسبب بطء الهجوم، تقول انها لا تتعرض للضغط من الغرب للتحرك بسرعة واشادت بالسيطرة في الاونة الاخيرة على بلدة روبوتنيي كمعبر الى شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا.

واعلن المتحدث باسم مجلس الامن القومي في البيت الابيض الجمعة أن الولايات المتحدة لاحظت "تقدما ملحوظا للقوات المسلحة الأوكرانية في الساعات ال72 الاخيرة".

وفي إشارة الى الانتقادات الاخيرة للهجوم الاوكراني المضاد في الصحافة الاميركية، قال جون كيربي إن "انتقاد (بلد) شريك وصديق يحاول التقدم وسط ظروف دامية ورهيبة وعنيفة، هذا الأمر فعلا ليس مفيدا".
 
واضاف المتحدث أن "اولويتنا هي ضمان استعدادهم لمواصلة هذا التقدم، وأن يمتلكوا الادوات والتقنيات والتدريب" الضروري.

- بوتين يستقبل اردوغان-
ديبلوماسيا، يستقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره التركي رجب طيب إردوغان في مدينة سوتشي بجنوب روسيا الإثنين، وفق ما أعلن الكرملين الجمعة، وسط آمال بإحياء اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية.

وأنهت روسيا في تموز العمل بالاتفاق الذي تمّ التوصل إليه قبل عام بوساطة من تركيا والأمم المتحدة، وأتاح تصدير الحبوب عبر ممرات آمنة في البحر الأسود.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف إن "المباحثات ستجرى في سوتشي الإثنين". 

وكانت أنقرة أعلنت في وقت سابق هذا الأسبوع أن الرئيسين سيبحثان خلال اللقاء إمكان إحياء الاتفاق بشأن تصدير الحبوب الأوكرانية.

وكان وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أعلن خلال زيارته موسكو الخميس، أن استئناف العمل باتفاق تصدير الحبوب "حيوي" للأمن الغذائي العالمي واستقرار منطقة البحر الاسود. 

وسبق ان ابدت موسكو استعدادها لإحياء الاتفاق في حال تمت تلبية مطالبها، لاسيما لجهة قدرتها على تصدير الحبوب والأسمدة.

وخلال محادثات مع الوزير التركي في موسكو، حمل وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الجمعة الغرب مسؤولية انهيار اتفاق الحبوب معتبرا انه لم تتم تلبية مطالب روسيا لانقاذ الاتفاق.

وقال شويغو "لكن اتضح أن القيام بذلك أصعب من بناء ممرات وطرق برية جديدة" في اشارة الى طرق اوكرانيا البحرية الجديدة على البحر الاسود.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium