مسيرة. (تعبيرية).
قالت أوكرانيا اليوم الاثنين إن طائرات مسيرة روسية انفجرت على الأراضي الرومانية خلال هجوم جوي الليلة الماضية على البنية التحتية لموانئ أوكرانية على نهر الدانوب، لكن رومانيا نفت تعرض أراضيها للقصف.
ولم تتمكن رويترز من التحقق بشكل مستقل من صحة أي من الروايتين. ويعد هذا تقريرا نادرا عن إصابة دولة عضو بحلف شمال الأطلسي مجاورة لأوكرانيا بأسلحة ضلت أهدافها في الحرب.
وتشن روسيا ضربات جوية بعيدة المدى على أهداف في أوكرانيا منذ أن غزتها في فبراير شباط 2022. ومنذ انسحابها في يوليو تموز من اتفاق الحبوب، الذي رفع حصارها فعليا عن الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود، تضرب موسكو الموانئ الأوكرانية على نهر الدانوب الذي تقع رومانيا على الجهة المقابلة منه.
وشنت روسيا ضربتها الجوية قبل ساعات من اجتماع الرئيس فلاديمير بوتين مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لمناقشة إعادة إحياء اتفاق تصدير الحبوب عبر موانئ البحر الأسود الذي أُبرم برعاية تركية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية أوليج نيكولينكو "بحسب حرس الحدود الأوكراني، سقطت مسيرات "شاهد" روسية وانفجرت على أراضي رومانيا خلال هجوم روسي ضخم الليلة الماضية بالقرب من ميناء إسماعيل"، في إشارة إلى مسيرات إيرانية الصنع.
وكتب على فيسبوك قائلا "هذا تأكيد آخر على أن الإرهاب الروسي بالصواريخ يشكل تهديدا كبيرا ليس فقط لأمن أوكرانيا، وإنما لأمن الدول المجاورة أيضا، ومن بينها تلك الأعضاء في حلف شمال الأطلسي".
ونشر نيكولينكو صورة تظهر فيها ألسنة لهب نتيجة انفجار على الجهة المقابلة من النهر. ولم تتمكن رويترز من التحقق من الصورة.
وقالت وزارة الدفاع الرومانية إن البلاد لم تتعرض للقصف.
وأضافت "تنفي وزارة الدفاع نفيا قاطعا المعلومات الواردة... بشأن ما يسمى بوضع الليلة الماضية وما تردد عن سقوط مسيرات روسية على الأراضي الوطنية الرومانية".
ومضت قائلة "لم تشكل وسائل الهجوم الروسية في أي وقت من الأوقات تهديدات عسكرية مباشرة للأراضي الوطنية أو المياه الإقليمية الرومانية".
من جهتها، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها على علم بالتقارير المتعلقة بالأمر لكنها أحالت الأسئلة إلى الحكومة الرومانية. ورفضت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) التعليق.
وقالت دانييلا تاناس، التي يطل منزلها في قرية بلاورو الرومانية على ميناء إسماعيل الأوكراني على الجهة المقابلة من النهر، إنها ليست على علم بوقوع انفجارات على الضفة الرومانية لكنها لا تستطيع أن تؤكد ذلك بشكل يقيني.
وقالت لرويترز عبر الهاتف "سمعنا أصوات الطائرات المسيرة وأنظمة الدفاع الجوي على الجانب الآخر من النهر... رأينا ضوءا من نافذتنا من على بعد، وكانت السماء تمطر الليلة الماضية".
ويعتبر حلف شمال الأطلسي، بموجب التزام للدفاع الجماعي، الهجوم على حليف واحد بمثابة هجوم على جميع الحلفاء.
وعبرت أوكسانا سافتشوك النائبة في البرلمان الأوكراني للتلفزيون المحلي عن اعتقادها بأن النفي الروماني ربما يكون جزءا من جهود حلف شمال الأطلسي لمنع الانزلاق إلى حرب مباشرة مع روسيا.
وأبلغت أوكرانيا عدة مرات خلال الحرب عن الاشتباه في تحليق أسلحة روسية أو سقوطها فوق دول مجاورة، من بينها أعضاء في الحلف. وفي الواقعة الأكثر مأساوية، قُتل شخصان في بولندا بصاروخ سقط بالقرب من الحدود في نوفمبر تشرين الثاني الماضي. وقالت بولندا وحلفاؤها في الحلف في وقت لاحق إنه صاروخ دفاع جوي أوكراني أُطلق بطريق الخطأ.
* مستودعات مدمرة ومبان محترقة
قال مسؤولون في كييف إن الهجوم الذي وقع اليوم الاثنين ألحق أضرارا بمستودعات أوكرانية وأشعل النيران في مبان قبل ساعات من لقاء أردوغان مع بوتين في منتجع سوتشي الروسي المطل على البحر الأسود.
ورعت تركيا، وهي أيضا عضو في حلف شمال الأطلسي، اتفاق تصدير الحبوب عبر موانئ البحر الأسود، وقال أردوغان إنه يتوقع إقناع بوتين بالعودة للاتفاق مجددا.
وانسحبت روسيا في يوليو تموز من الاتفاق الذي سمح لأوكرانيا بتصدير الغذاء بأمان عبر موانئ البحر الأسود خلال الحرب. وأصبح نهر الدانوب منذ ذلك الحين ممرا حيويا لتصدير الحبوب الأوكرانية لكن روسيا استهدفته بضربات جوية منتظمة.
ونقلت وكالة "إنترفاكس أوكرانيا" للأنباء عن حرس الحدود الأوكراني قوله في الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين إن طائرتين مسيرتين ضربتا أراضي رومانية قريبة من ميناء إسماعيل الأوكراني.
وقال حرس الحدود إنه نقل هذه المعلومات إلى نظيره الروماني، لكنه لم يتلق أي رد.
وذكر أندريه يرماك مدير مكتب الرئيس الأوكراني أن الواقعة أظهرت الحاجة إلى زيادة إمدادات الدفاع الجوي الحديثة والأسلحة بعيدة المدى لكبح قدرة روسيا على إطلاق طائرات مسيرة وصواريخ مثل أوكرانيا.
وكتب يرماك على تيليجرام قائلا "أسلحة إضافية وصواريخ طويلة المدى لأوكرانيا - لإنهاء احتلال أراضينا على وجه السرعة. يجب هزيمة روسيا في ساحة المعركة".