أعلنت رومانيا، الأربعاء، أنّها عثرت في أراضيها على حطام محتمل لمسيّرة، وذلك بعد يومين من نفيها بشدّة صحّة معلومات رسمية أوكرانية أفادت بأنّ مسيّرات روسية سقطت في أراضي الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي.
وقالت وزارة الدفاع الرومانية في بيان "اكتشف المحقّقون مساء الخامس من أيلول عناصر تشبه حطام مسيّرة".
وأشارت إلى أنه سيتم إجراء تقييمات فنية لتحديد "مصدرها"، على أن "تُنشر النتائج في أقرب وقت ممكن".
كذلك قال وزير الدفاع الروماني أنجيل تيلفار، الأربعاء، إن أجزاء من طائرة مسيرة روسية سقطت على أراضي بلاده. وذكر ذلك موقع هوت نيوز نقلا عن شبكة أنتينا 3 سي.إن.إن الإخبارية.
ورُصدت هذه الأجزاء في محيط قرية بلاورو الرومانية التي تقع قبالة ميناء إسماعيل الأوكراني الواقع على نهر الدانوب الذي يفصل بين رومانيا وأوكرانيا.
وبعدما نفى الثلثاء سقوط "أيّ حطام أو مسيّرة او أيّ قطعة أخرى في رومانيا"، أثار الرئيس كلاوس يوهانيس المسألة الأربعاء.
وقال الرئيس الروماني في افتتاح قمة "مبادرة البحار الثلاثة" بحضور قادة من دول أوروبا الوسطى والشرقية "إذا تأكّد أن هذه العناصر تعود إلى مسيّرة روسية، فسيكون هكذا وضع غير مقبول تمامًا وسيشكّل انتهاكًا خطيرًا لسيادة رومانيا وسلامة أراضيها".
وقال ايضا في وقت سابق اليوم إن ضربات جوية روسية وقعت على بعد أقل من كيلومتر من حدود بلاده مع أوكرانيا أمس الثلثاء وسط هجمات مكثفة على ميناء إسماعيل الأوكراني.
أضاف يوهانيس، في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس وزراء لوكسمبورغ كزافييه بيتل، قائلا "أخبرني وزير الدفاع أننا تعرضنا لهجمات اليوم فقط وتحققنا من أنها على بعد 800 متر من حدودنا".
وكانت أوكرانيا أعلنت الإثنين أنّ لديها أدلّة على سقوط مسّيرات روسية ليل الاحد الاثنين في رومانيا. لكنّ بوخارست نفت "بشكل قاطع" هذه الأنباء عبر وزارة الدفاع التي قالت إنها "تراقب الوضع".
وقال الناطق باسم وزارة الدفاع كوستانتين سبينو على قناة "ديجي24" التلفزيونية "في هذه المرحلة، لا يُمكن إقامة رابط مع الهجمات التي حصلت ليل الأحد الاثنين أو مع هجمات سابقة".
وعلى جبهة المعارضة، اتهم حزب "اتحاد إنقاذ رومانيا" (يمين وسط) الحكومة بـ"التستّر عن الحقيقة".
وجاء على صفحته على فايسبوك "كذبوا على مدى يومين. كانت أوكرانيا على حقّ. إنّها فضيحة وأمر مُخزٍ".
منذ تعليق الاتفاق الذي سمح لأوكرانيا بتصدير حبوبها عبر البحر الأسود في تمّوز، كثّفت روسيا من قصفها لمنطقة جنوب غرب أوكرانيا الواقعة على حدود رومانيا حيث موانئ وبنى تحتية أخرى ضرورية لهذه التجارة.
وسبق أن استُهدفت منشآت على نهر الدانوب، لا سيّما ميناء ريني وميناء اسماعيل، من قبل القوات الروسية، وقد ندّدت رومانيا حينها بتلك الهجمات.
وقُتل شخص في هجوم جديد بمسيّرات روسية في محيط ميناء إسماعيل، بحسب ما أفاد الأربعاء الحاكم المحلّي.
وفي قرية تشيليا فيتشي قال رئيس البلدية تيمور سيوس لوكالة فرانس برس "يهلع الناس قليلًا. هناك 370 مترًا فقط من المسافة التي تفصلنا" عن أوكرانيا.
وأضاف "سمعنا كل شيء طبعًا. كيف يمكننا أن نعيش في هذه الظروف؟ لكننا نشعر أننا بأمان لأننا دولة عضو في حلف شمال الأطلسي".