استلقى عبد اللّطيف آيت بيلا على الأرض في قريته الجبلية المغربية تنصغارت، بالكاد قادر على الحركة أو الكلام، وكانت رأسه مغطاة بالضمادات من الجروح التي أصيب بها من الحطام المتساقط خلال زلزال أمس الجمعة الذي دمّر منزله وقريته.
وكانت زوجته سعيدة بودشيش جالسة بجواره ومعها والدته بينما يستعدون اليوم السبت لقضاء ليلة ثانية في عراء جبال الأطلس الكبير على بعد 20 كيلومتراً من أعلى قمة في المغرب، جبل توبقال.
وعبرت بودشيش عن خوفها على مستقبل أسرتها المكونة من ستة أفراد بعد الإصابة البالغة التي لحقت بزوجها العامل آيت بيلا، المعيل الوحيد للأسرة. وقالت: "ليس لدينا منزل نأخذه إليه، ولم نأكل منذ الأمس".
ومن حولهم تعرّضت جميع مباني القرية تقريباً، وهي هياكل تقليديّة مصنوعة من الطوب اللبن والحجارة والعوارض الخشبية الخشنة، لأضرار جراء الزلزال الذي بلغت قوته 6.8 درجة. وتقع قرية تنصغارت بمنطقة أسني القريبة من مركز الزلزال.
وكانت هذه القرية، الواقعة على جانب واد يمرّ به طريق من مراكش إلى جبال الأطلس الكبير، هي الأكثر تضرّراً من أيّ قرية أخرى وصل إليها صحافيّو رويترز حتى الآن في المناطق الريفية جنوبي مراكش. ويقول المسؤولون إنّ معظم الوفيّات، التي يزيد عددها على ألف، وقعت في تلك المناطق.
المنازل التي كانت ذات يوم جميلة وتقع على تلال شديدة الانحدار، تصدّعت نتيجة الزلزال. وتعرّض ما صمد منها لدمار جزئي. وسقطت مئذنتا مسجدين بينما انهارت العديد من البيوت التقليدية.
وقالت بودشيش: "نريد أن نعيش حياة كريمة، لكن لا يمكننا الاعتماد على أحد سوى الله".
وقال أحد السكان إنّ القرية تشهد بالفعل حالة حداد على عشرة قتلى من بينهم فتاتان، كما أصيب آخرون مثل آيت بيلا بجروح خطيرة.