قبل نحو 9 أشهر، خرج تاجر الأسلحة الروسي، فيكتور بوت، من السجن في الولايات المتحدة، ضمن صفقة تبادل سجناء بين موسكو وواشنطن، ليبدأ بعدها طريقاً جديداً من باب السياسة، عبر الترشح في الانتخابات المحلية بمنطقة أوليانوفسك غربي روسيا.
وتطرق تقرير لصحيفة
"نيويورك تايمز" الأميركية، إلى كيفية تحول "مهرب الأسلحة الذي عمل في أخطر المناطق في العالم، وأحد أكثر الرجال المطلوبين دولياً، والذي حمل لقب تاجر الموت"، إلى الترشح في انتخابات محلية، للدخول إلى عالم السياسة.
ويترشح بوت في منطقة أوليانوفسك، التي يبلغ عدد سكانها 1.3 مليون نسمة، وتقع على بعد 450 ميلاً شرق موسكو، ضمن الانتخابات التي وصفتها "نيويورك تايمز" بأنها "تهدف إلى إضفاء شرعية على حكم الرئيس فلاديمير بوتين، الاستبدادي".
ويترشح الرجل الذي قضى نحو 15 عاماً في السجون الأميركية، عن الحزب الليبرالي الديموقراطي الروسي، الذي انضم إليه بعد 4 أشهر فقط من عودته إلى روسيا.
وخرج بوت من السجن في كانون الأول الماضي، ضمن صفقة تبادل سجناء، خرجت بموجبها نجمة كرة السلة الأميركية، بريتني غراينر، بعد أن أمضت 10 أشهر خلف القضبان في روسيا، إثر توقيفها وإدانتها فيما بعد بتهريب المخدرات، وحكم عليها بالسجن 9 سنوات.
وأوضح تقرير "نيويورك تايمز" أن "الحزب الليبرالي الديموقراطي الروسي يصف نفسه بالمعارض، لكنه في الحقيقة يخدم مصالح الكرملين. ويضم سياسيون يثيرون الفضائح أكثر مما يعملون على التشريعات".
وبحسب تقرير سابق لصحيفة "غارديان" البريطانية، فقد قام الحزب الليبرالي الديموقراطي، منذ تأسيسه عام 1991، بـ"الترويج لأيديولوجية قومية يمينية متطرفة ومعادية للأجانب، وحث روسيا على غزو دول الاتحاد السوفيتي السابق".
وكان الحزب أيضاً بمثابة نقطة انطلاق لمجموعة من الشخصيات المثيرة للجدل في السياسة الروسية، من بينها أندري لوغوفي، عميل جهاز المخابرات السابق الذي اتهمته بريطانيا بقتل المنشق الروسي ألكسندر ليتفينينكو.
يذكر أن بوت (56 عاماً) كان يقضي فترة سجن لمدة 25 عاماً في الولايات المتحدة، بعد القبض عليه في تايلاند عام 2008، وإدانته عام 2011، باتهامات تشمل التآمر لقتل أميركيين، ودعم منظمة إرهابية.
ويُتهم بوت بأنه "استغل الفوضى المنتشرة بعد سقوط الاتحاد السوفيتي عام 1991، ليشتري كميات من الأسلحة بأسعار متدنية من قواعد عسكرية غابت عنها السيطرة، قبل أن يقوم بتشكيل أسطوله الخاص من طائرات الشحن، لتسليم حمولاته عبر العالم".
وبحسب تقرير سابق لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، فإن "سبب إصرار موسكو على استعادة بوت، هي المعلومات المهمة التي يمتلكها عن مصير مخابئ أسلحة الاتحاد السوفيتي، وأيضاً معلومات عن مخازن السلاح بأوكرانيا، حيث عمل لأكثر من عقد في نقل الأسلحة بين بلدان المنطقة".