النهار

لتقليل البصمة الكربونية ... فرنسا تُركز على الأغذية النباتية في قوائم طعام أولمبياد باريس
المصدر: "النهار"
لتقليل البصمة الكربونية ... فرنسا تُركز على الأغذية النباتية في قوائم طعام أولمبياد باريس
أماندين شينيو. (أ ف ب)
A+   A-
تواجه فرنسا صعوبة في تقليص استهلاكها للّحوم في ظل اعتبار هذا المصدر الغذائي عنصراً أساسياً في المطبخ المحلي... لكنها تسعى إلى تحقيق هذا الهدف لمناسبة الألعاب الأولمبية التي تستضيفها باريس السنة المقبلة، من خلال مدّ الرياضيين المشاركين بقوائم طعام تركّز على الأغذية النباتية.

تقول أماندين شينيو، وهي إحدى الطهاة الثلاثة الذين سيروجون لفن الطهي الفرنسي ضمن مجموعة "سوديكسو لايف" Sodexo Live! المسؤولة عن تحضير الطعام لـ15 ألف رياضي في القرية الأولمبية، "بالطبع، عندما نفكر في المطبخ التقليدي، فإننا نفكر في لحم العجل أو شرائح اللحم بالفلفل أكثر من ريزوتو الكينوا".

وفيما طوّرت شينيو وصفة للدجاج الحبشي مع جراد البحر، فإن ألكسندر مازيا لن يستخدم سوى القليل من السمك لمرافقة أطباقه من الخضار والبقوليات، بينما اختار أكرم بن علال إعداد طبق رئيسي نباتي عبارة عن شوفان مطحون مع الكينوا.

ويقول مدير مشروع القرية الأولمبية والبارالمبية لأولمبياد باريس 2024 في "سوديكسو لايف"، لوران باستور، "من الرائع الاعتماد على أطعمة نباتية". ويتمثل هدفه المعلن في تقليل البصمة الكربونية لقوائم الطعام التي تحتوي على منتجات محلية وبروتين حيواني أقل.
وطوّرت "سوديكسو لايف" طبقاً نباتياً خاصاً بها يصب في الاتجاه نفسه، يتكوّن من العدس الأخضر من منطقة إيل دو فرانس (باريس وضواحيها) مع سكير (نوع من الزبادي) والكزبرة وزيت الذرة.

ويوضح لوران باستور أن "33% من الطعام المقدم (للرياضيين المشاركين في الأولمبياد) سيكون عبارة عن بروتينات نباتية ... هناك تحول حقيقي"، مؤكداً في الوقت عينه أن كل رياضي سيجد "ما يريده" من بين أكثر من 500 وصفة ستُقدّم خلال دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في باريس السنة المقبل.ة
فالنظام الغذائي الذي يعتمد على البروتينات النباتية والبقوليات، المفيد لكوكب الأرض، لا يناسب جميع الرياضيين، وفق ما تقر إيلين ديفرانس، الرياضية الحائزة ميدالية أولمبية وأختصاصية التغذية وعضو لجنة الرياضيين لأولمبياد باريس 2024.

وتوضح ديفرانس في مقابلة مع وكالة فرانس برس، أنه إذا كان "الاعتماد على الأطعمة النباتية يمثل منحىً رائجاً"، وهذه الأطعمة المضادة للأكسدة "تحمي الجسم"، "فإنه ليس شيئاً يمكننا فرضه على الجميع. سيجد بعض الناس أحماضاً أمينية في البروتينات النباتية، لكن الأجسام كلها لا تتكيف مع ذلك".

أما بالنسبة إلى البقوليات، فتضيف إيلين ديفرانس "إنها أطعمة معقدة للغاية من حيث الهضم".

وبالتالي فإن أطباق الطهاة سوف "تثري" العرض الشامل وستكون مخصصة للتذوق بعد الاختبارات.

ويقول ألكسندر مازيا، وهو لاعب كرة سلة رفيع المستوى سابق وحاصل على تصنيف ثلاث نجوم في دليل ميشلان، لوكالة فرانس برس، "لقد كنت مهتماً بكل ما يتعلق بالسعرات الحرارية وأشياء أخرى، لكنني لست هنا من أجل ذلك. لن يأتي أي رياضي لتناول الطعام لديّ عشية مشاركته في المنافسة. نحن هنا لنقدّم الخبرة الفرنسية والجانب الاحتفالي".
ويقول المؤرخ في المعهد الأوروبي للتاريخ والعلوم، لويك بياناسي، لوكالة فرانس برس، إن الألعاب الأولمبية ستكون بمثابة "واجهة" لإظهار حداثة المطبخ الفرنسي، وقد تصبح "لحظة محورية" لتغيير العادات.

وشدد على أنه "تاريخيا، لا توجد وجبة رائعة على الطريقة الفرنسية من دون لحوم ... الكلام عن "صنع مطبخ فرنسي رائع مع التخلص من اللحوم" يمثل قلباً للمعايير السائدة".
تأتي فرنسا خلف إنكلترا والدول الاسكندينافية في المكانة المخصصة للأطعمة النباتية في المطبخ المحلي.

وفي تقرير حديث يشجع الناس على تناول كميات أقل من اللحوم، استشهدت صحيفة "ليبراسيون" اليومية ببيانات من معهد اقتصاديات المناخ، تفيد أن الفرنسيين يستهلكون "أكثر من ضعف كمية اللحوم والمنتجات الحيوانية مقارنة بالمتوسط العالمي". ونشرت وصفات لحفلات شواء خالية من اللحوم.

فكرة جرى تنفيذها هذا الصيف في قصر تريانون في فرساي، باستخدام أسياخ للشيّ من دون لحم إضافة إلى برغر مصنوع من الشمندر والكينوا.

وقال مساعد الطاهي في القصر عبد الرحمن سيسيه لوكالة فرانس برس إن التحول نحو اعتماد أطعمة نباتية في الألعاب الأولمبية "لا يفاجئنا"، مضيفا أن السياح الأميركيين والآسيويين، وكذلك الفرنسيين، يطلبون في شكل متزايد الأطباق النباتية.

 

اقرأ في النهار Premium