النهار

آلاف الضحايا جرّاء الفيضانات في ليبيا... أحياء بأكملها غرقت تحت المياه واختفاء جزء من مدينة درنة(صور - فيديو)
المصدر: "أ ف ب" - "رويترز"
آلاف الضحايا جرّاء الفيضانات في ليبيا... أحياء بأكملها غرقت تحت المياه واختفاء جزء من مدينة درنة(صور - فيديو)
انقلاب سيارة بجوار مبنى في مدينة درنة الشرقية ، على بعد حوالي 290 كيلومتراً شرق بنغازي ، في أعقاب العاصفة "دانيال" (أ ف ب).
A+   A-
لقي الآلاف حتفهم جراء فيضانات ناجمة عن أمطار غزيرة هطلت على شرق ليبيا خلال الأيام الماضية، وفق ما أفاد مسؤول الإثنين، بعدما اجتاحت العاصفة "دانيال" البحر المتوسط وهطلت أمطار غزيرة في وقت سابق على تركيا وبلغاريا واليونان.

وأظهرت صور التقطها سكان في المنطقة المنكوبة سيولاً وحلية عارمة ومباني منهارة وأحياء بأكملها غارقة تحت المياه.
 
وقال رئيس الوزراء الليبي عبد الحميد الدبيبة إنّ طائرة إمدادات طبية تحمل 14 طناً من المستلزمات والأدوية والمعدات تتوجه إلى بنغازي.
 
وأكّد وزير في حكومة شرق ليبيا لـ"رويتيرز" "انتشال أكثر من ألف جثة في مدينة درنة بعد السيول، مضيفاً: "عدد الضحايا كبير حقّاً والجثث في كل مكان".

وقال وزير الطيران المدني الليبي وعضو لجنة الطوارئ هشام شكيوات إنّ "لا حصيلة إجمالية للقتلى في درنة و25 في المئة من المدينة قد اختفى".

وفي حديثه لقناة "المسار" التلفزيونية الليبية، قال رئيس حكومة شرق البلاد أسامة حماد إن هناك "أكثر من ألفي قتيل وآلاف المفقودين" في مدينة درنة وحدها، لكنها أرقام لم تؤكدها أي مصادر طبية ولا أجهزة الطوارئ.

وفيما استندت وسائل الإعلام في شرق ليبيا في الأرقام التي قدّمتها إلى تصريحات حماد، فإن حصائل منفصلة وردت من مناطق مختلفة أشارت إلى أرقام أقل بكثير.
 

وقال المستشار الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء في الشرق الليبي محمد مسعود لوكالة "فرانس برس" "قتل 150 شخصاً على الأقل جراء الفيضانات والسيول التي خلفها الإعصار دانيال في درنة ومناطق الجبل الأخضر وضواحي المرج، غير الأضرار المادية الضخمة التي أصابت الممتلكات العامة والخاصة".

ولفت إلى أن رئيس الحكومة التي تتّخذ من شرق ليبيا مقراً أسامة حمّاد ورئيس لجنة إنقاذ ووزراء آخرين توجّهوا إلى درنة لمعاينة الأضرار.

أعلنت حكومة حمّاد المنافسة للحكومة الانتقالية المعترف بها دولياً والمدعومة من الأمم المتحدة في طرابلس، درنة "منطقة منكوبة" الاثنين.
 

وقال رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي في بيان "خلال هذه الأوقات التي تمرّ بها بلادنا الحبيبة وما تمرّ به مناطق برقة وخاصة مدن درنة وشحات والبيضاء نتيجة الفيضانات الكارثية وما تسببت به من خسائر هائلة في الأرواح والممتلكات وتضرر للبنية التحتية والمرافق العامة بشكل كبير (...) نعلن تلك المنطقة منطقة منكوبة ونطلب من الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات الدولية تقديم المساعدة والدعم".

وكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على منصة إكس "أنا متضامن مع الشعب الليبي الذي يعاني جراء فيضانات رهيبة. تقدّم فرنسا تعازيها لأسر الضحايا وتحشد الموارد من أجل تقديم مساعدة طارئة".

وأعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر عن "تعاطفه وتعازيه" للمتضررين من الفيضانات، قائلاً إن واشنطن تعمل مع الأمم المتحدة والسلطات الليبية للمساعدة في جهود الإغاثة.
 

ووصف خبراء العاصفة دانيال التي ضربت أيضاً أجزاء من اليونان وتركيا وبلغاريا في الأيام الأخيرة حيث أسفرت عن سقوط 27 قتيلاً على الأقل بأنها "شديدة للغاية من حيث كميّة المياه التي تساقطت خلال 24 ساعة".

ضربت العاصفة شرق ليبيا بعد ظهر الأحد، لا سيما بلدة الجبل الأخضر الساحلية إضافة إلى بنغازي حيث تم إعلان حظر تجول وإغلاق للمدارس لأيام.

كما نشرت فرق الإنقاذ في درنة الواقعة على مسافة نحو 900 كيلومتر شرق العاصمة طرابلس.

وتقع المدينة التي تعد 100 ألف نسمة في وادي نهر يحمل الاسم نفسه.

ويضم شرق ليبيا حقول ومحطات النفط الرئيسية. وأعلنت المؤسسة الوطنية للنفط "حالة التأهب القصوى" وإيقاف الرحلات الجوية" بين مواقع الإنتاج التي انخفض نشاطها بشكل كبير.

- وضع كارثي -
وأعلن مسعود فقدان سلطات شرق ليبيا "الاتصال بتسعة جنود خلال عمليات الإنقاذ في درنة".

ووصف مسؤول في المجلس البلدي لمدينة درنة الوضع بأنه "كارثي" و"خارج عن السيطرة" ويتطلب "تدخلاً عاجلاً محلياً ودولياً"، وذلك في تصريحات لقناة "ليبيا الأحرار" المحلية. وأكد انهيار أربعة جسور في المدينة وسقوط مبنيين.

ويعتقد أن المئات لا يزالون عالقين في مناطق يصعب الوصول إليها فيما تحاول فرق الإنقاذ مدعومة من الجيش، الوصول إليهم لتقديم المساعدة.

وتشهد ليبيا، مالكة أكبر احتياطي من النفط في إفريقيا، فوضى منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011.

وتحكم البلاد منذ أكثر من سنة حكومتان متنافستان: واحدة في الغرب برئاسة عبد الحميد الدبيبة وأخرى في الشرق يرأسها أسامة حمّاد بتكليف من البرلمان ودعم من المشير خليفة حفتر.





الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium