قال الجيش والمتمردون الطوارق في مالي إن اشتباكات دامية وقعت أمس الثلثاء في بلدة بوريم بشمال البلاد، في علامة أخرى على تصدع اتفاق سلام أبرم عام 2015
ويقاتل تحالف للمتمردين يسمى تنسيقية حركات الأزواد الجيش منذ آب في اشتباكات اندلعت لأسباب منها رحيل بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة التي ساعدت لسنوات في التوسط في سلام هش.
لكن الاشتباكات تتصاعد في ما يبدو مع سعي الجانبين للسيطرة على الأراضي في المناطق التي أخلتها الأمم المتحدة مؤخرا. وتقع بوريم على بعد 90 كيلومترا فقط شمالي مدينة جاو الاستراتيجية.
وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة المالية إن عشرة أفراد في صفوفها لقوا حتفهم أمس الثلثاء وهم يصدون هجوما بالقرب من بوريم، وأضافت أن 46 من مقاتلي العدو قُتلوا خلال العملية.
وذكرت تنسيقية حركات الأزواد في بيان اليوم الأربعاء أنها فقدت تسعة من مقاتليها بينما قتلت نحو 97 جنديا ماليا.
وقالت الجماعة، التي شكلها الطوارق، إنها هاجمت أربعة مواقع للجيش حول بلدة بوريم ثم فرت وبحوزتها مركبات وأسلحة وذخائر.
وقال المتحدث باسم التنسيقية محمد المولود رمضان لرويترز في وقت سابق إن المتمردين سيطروا لفترة وجيزة على معسكر للجيش في بوريم لكنهم تراجعوا في وقت لاحق.
وكان قد قال أمس الثلثاء "أؤكد أن التنسيقية سيطرت على المعسكر نحو الساعة العاشرة صباحا بعد قتال شديد".
لم تتمكن رويترز من التأكد بشكل مستقل من الأحداث أو من القتلى.
ولم تذكر هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة المالية المعسكر أو التنسيقية بالاسم، لكنها قالت إن الوضع حول بوريم تحت السيطرة.
وذكرت في بيانها الصادر في وقت متأخر أمس الثلثاء أن الناجين من المتمردين انسحبوا باتجاه الشمال.
ولطالما اشتكى الطوارق من إهمال الحكومة وسعوا إلى الحصول على حكم ذاتي للمنطقة الصحراوية التي يطلقون عليها اسم أزواد.
وسيطرت جماعات إسلامية على انتفاضة الطوارق في عام 2012 وتواصل شن هجمات عنيفة على المدنيين والجيش.
وأبرمت التنسيقية اتفاق سلام مع الحكومة والميليشيات الموالية في عام 2015. لكن التوترات عاودت الظهور منذ أن وطد الجيش نفوذه في انقلابين في عامي 2020 و2021، وتعاون مع مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة، وطرد القوات الفرنسية وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
وتوترت العلاقات في أحيان كثيرة بين الجماعات المسلحة في الشمال والجيش منذ عام 2015، وانسحب تحالف من الجماعات من المحادثات العام الماضي.
وقد يؤدي الصراع بين الجيش والمتمردين إلى تفاقم التمرد الإسلامي في مالي التي تسيطر فيها جماعات مرتبطة بتنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية على مساحات واسعة من الأراضي.