فرضت بيجينغ، الجمعة، عقوبات على شركتي لوكهيد مارتن ونورثروب غرامان الأميركيتين لدورهما في إطار مبيعات أسلحة إلى تايوان.
ووافقت الولايات المتحدة الشهر الماضي على بيع معدات استشعار متطورة للمقاتلات الموجودة في الجزيرة المهددة بغزو صيني.
ومع أن الولايات المتحدة لا تعترف رسميا سوى ببكين منذ خمسة عقود، إلا أن الكونغرس يشترط بموجب قانون العلاقات مع تايوان تزويد الجزيرة أسلحة للدفاع عن نفسها.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ "على الرغم من معارضة الصين بشدة، تصرّ الحكومة الأميركية على توريد الأسلحة إلى تايوان".
واعتبرت ماو نينغ خلال مؤتمر صحافي دوري أنّ "ذلك يقوض بشكل خطير سيادة الصين ومصالحها الأمنية".
وأشارت إلى أن الصين قررت بالتالي "فرض عقوبات على الشركتين العسكريتين الأميركيتين".
ولم تحدد المتحدثة ماهية الإجراءات التي اتخذتها بيجينغ ضد المجموعتين.
وتمنع الولايات المتحدة مصنعي الأسلحة لديها من بيع معدات عسكرية إلى الصين، في إجراء اتخذته بعد قمع تظاهرات تيان انمين في بيجينغ عام 1989.
- حجر عثرة -
تضم مجموعة لوكهيد مارتن شركة تصنيع مروحيات "سيكورسكي"، الموجودة منذ ثمانينات القرن الماضي في الصين، حيث تمتلك مؤسسة مع شريك محلي.
وأشارت ماو نينغ إلى أن العقوبات اتُخذت ردا على صفقة بيع أسلحة لتايوان وافقت عليها الولايات المتحدة في 24 آب.
وأفادت وزارة الخارجية الأميركية بأنّ الصفقة شملت أنظمة بحث وتتبّع تعمل بالأشعة تحت الحمراء ومعدّات ذات صلة لمساعدة تايوان في "الحفاظ على قدرات دفاعية ذات موثوقية".
والنظام الجديد تنتجه شركة "لوكهيد مارتن" ويحسّن قدرة الطائرات المقاتلة على رصد تهديدات جوية، ما يعزّز فرص صمود مقاتلات إف-16 في القتال.
وفرضت الصين في السابق عقوبات على "لوكهيد مارتن".
وحذرت وزارة الدفاع الصينية حينها من أن "المساعدة والمبيعات العسكرية الأميركية لتايوان لن تؤدي سوى الى تعزيز الصناعات العسكرية الأميركية في حين تسيء الى أمن وخير" سكان تايوان.
وتعتبر الصين تايوان المتمتعة بحكم ذاتي، جزءا لا يتجزّأ من أراضيها وتتوعّد بإعادة الجزيرة إلى الكنف الصيني إذ يحكمها منذ العام 1949 نظام خصم قريب من الولايات المتحدة.
وفي الأشهر الأخيرة، استأنفت بيجينغ وواشنطن الحوار من خلال سلسلة زيارات قام بها مسؤولون أميركيون كبار إلى بيجينغ، بينهم وزير الخارجية أنتوني بلينكن في حزيران.
لكن تبقى تايوان حجر عثرة، مع تزايد تحذير السلطات الصينية من أن أي تحرك محتمل من جانب الولايات المتحدة سيُنظر إليه على أنه دعم لاستقلال الجزيرة رسمياً.
وخلال عام ونيّف، أجرت بيجينغ ثلاث مناورات عسكرية كبرى رداً على زيارات قادة تايوانيين إلى الولايات المتحدة وقادة أميركيين إلى تايوان.