النهار

إيران تستعدّ لذكرى وفاة مهسا أميني بإجراءات أمنيّة مكثفة في مدن عدّة
المصدر: رويترز
إيران تستعدّ لذكرى وفاة مهسا أميني بإجراءات أمنيّة مكثفة في مدن عدّة
امرأة تتصفح هاتفها خلال وقوفها في أحد شوارع طهران (10 ايلول 2023، أ ف ب).
A+   A-
قال شهود وجماعات حقوقية ومنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، اليوم الجمعة، إن قوات الأمن الإيرانية انتشرت في مسقط رأس الشابة مهسا أميني تحسبا لحدوث اضطرابات في الذكرى الأولى لوفاتها التي تحل غدا السبت.

وأثارت وفاة أميني (22 عاما) في أثناء احتجاز شرطة الأخلاق لها يوم 16 أيلول احتجاجات مناهضة للحكومة على مدى أشهر وتحولت أكبر أحداث لإظهار المعارضة للسلطات الإيرانية منذ سنوات.

وقبضت شرطة الأخلاق على أميني بتهمة مخالفة قواعد الزي الإلزامية في الجمهورية الإسلامية.

ودعا كثيرون، تقدمهم نساء وشبان في كثير من الأحيان، إلى إنهاء حكم رجال الدين المستمر منذ أكثر من أربعة عقود.
 
وقالت جماعات لحقوق الإنسان إن أكثر من 500 شخص، من بينهم 71 قاصرا، قُتلوا. كذلك أصيب المئات واعتقل الآلاف في الاضطرابات التي سحقتها قوات الأمن في نهاية المطاف.

وقال ناشط يميني في إيران لرويترز "هناك وجود مكثف لقوات الأمن في سقز"، في إشارة إلى مسقط رأس أميني في إقليم كردستان بغرب البلاد. وأفاد ناشط آخر بأن حشدا صغيرا من المتظاهرين ردد شعارات مناهضة للحكومة قبل أن يتفرق بسرعة.

وتحدث الناشطان شريطة عدم نشر اسميهما خوفا من انتقام الحكومة في ظل حملة قمع متصاعدة على المعارضة مع اقتراب ذكرى وفاة أميني.

وتحدثت منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي عن انتشار قوات أمنية في مدن عدة، بخاصة داخل كردستان. ولم يتسن التحقق من صحة هذه التقارير.

وقالت منظمة هنجاو لحقوق الإنسان، ومقرها النروج، في بيان إن بضع مدن كردية في غرب إيران "شهدت أجواء من الترهيب وإعلان حالة الحرب في الأيام الماضية". وأضافت أن عددا كبيرا من المواطنين احتجزوا.

وذكرت هنجاو أن عسكريين تمركزوا على قمة تل يطل على سقز بينما شهد السكان زيادة في نشاط طائرات الهليكوبتر فوق المدينة.

ونقلت منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي عن سكان في سقز قولهم إن السلطات وضعت كاميرات مراقبة جديدة في أنحاء المدينة لمراقبة المتظاهرين وتحديد هوياتهم على ما يبدو.

ولم تتمكن رويترز من التحقق من صحة أي من هذه الروايات.

مساندة من بايدن
رصد موقع مراقبة الإنترنت نتبلوكس اليوم الجمعة "انقطاعا كبيرا في الاتصال بالإنترنت في مدينة زاهدان (جنوب شرق)... مستهدفا الاحتجاجات المناهضة للحكومة... عشية ذكرى وفاة مهسا أميني".

وجاء في منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي أن زهدان شهدت احتجاجات أسبوعية في أيام الجمعة ورفعت المحتجون فيها شعارات منها "الموت أو الحرية".

واتهمت السلطات الإيرانية الولايات المتحدة وإسرائيل وعملاءهما داخل البلاد بالوقوف وراء الاضطرابات لزعزعة استقرار الجمهورية الإسلامية.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن في بيان اليوم الجمعة "قصة مهسا لم تنته بموتها الوحشي. لقد ألهمت حركة تاريخية... المرأة، الحياة، الحرية. أثرت على إيران وعلى الناس في أنحاء العالم".

وتابع "نؤكد التزامنا حيال شعب إيران الشجاع... ومعا نحن وحلفاؤنا وشركاؤنا نقف معه".

وفرضت بريطانيا اليوم الجمعة عقوبات على أربعة مسؤولين إيرانيين وقالت الولايات المتحدة إنها ستفرض عقوبات على أكثر من 24 فردا وكيانا مرتبطين "بالقمع العنيف" للاحتجاجات في إيران.

وقالت منظمة العفو الدولية في تقرير الشهر الماضي إن السلطات الإيرانية "تعتقل أفراد عائلات الضحايا وتحتجزهم بشكل تعسفي وتفرض قيودا صارمة على التجمعات السلمية في المقابر وتدمر شواهد قبور الضحايا".

وقال أقارب للشابة الكردية لرويترز إن قوات الأمن اعتقلت صفا عالي خال أميني في الخامس من سبتمبر أيلول.

وقالت جماعات إيرانية وغربية مدافعة عن حقوق الإنسان إن الكثير من الصحافيين والمحامين والنشطاء والطلاب والأكاديميين والفنانين والشخصيات العامة ومن أفراد الأقليات العرقية المتهمين بأنهم على صلة بموجة الاحتجاج وكذلك أقارب المحتجين الذين قتلوا في الاضطرابات تعرضوا للاعتقال أو الاستدعاء أو التهديد أو الفصل من العمل في الأسابيع القليلة الماضية.

وذكرت صحيفة "اعتماد" الإيرانية اليومية في آب أن صالح نيكبخت محامي عائلة أميني متهم أيضا "بالدعاية الكاذبة ضد النظام".
 
وسيعاقب بالسجن لمدة تتراوح بين سنة وثلاث سنوات في حالة إدانته.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium