النهار

أذربيجان تنفّذ عمليّة عسكريّة في ناغورنو- كراباخ: قتيلان و23 جريحاً... أرمينيا تدعو روسيا والأمم المتحدة إلى التحرّك
المصدر: أ ف ب
أذربيجان تنفّذ عمليّة عسكريّة في ناغورنو- كراباخ: قتيلان و23 جريحاً... أرمينيا تدعو روسيا والأمم المتحدة إلى التحرّك
لقطة من فيديو نشرته وزارة الدفاع الأذربيجانية في 19 أيلول 2023، يظهر انفجارا في منطقة جبلية تدّعي باكو انه "تدمير مواقع" يستخدمها الأرمن في منطقة ناغورنو- كراباخ (أ ف ب).
A+   A-
شنّت أذربيجان، الثلثاء، عملية عسكرية في ناغورنو- كراباخ بعد ثلاثة أعوام من الحرب الأخيرة في الجيب الانفصالي، مطالبة بانسحاب أرميني "كامل وغير مشروط" من المنطقة، فيما دعا رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان روسيا والأمم المتحدة إلى التحرك.

قُتل شخصان على الأقلّ وأصيب 23 آخرون في العملية العسكرية، على ما أعلنت السلطات الانفصالية، فيما أكّدت باكو أنها تستهدف أهدافًا عسكرية فقط.

ونددت الخارجية الأرمينية بـ"عدوان واسع النطاق" بهدف "التطهير العرقي"، معتبرة أن على قوات حفظ السلام الروسية المنتشرة في الجيب أن "توقف العدوان" الأذربيجاني. 

ودعا رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان روسيا والأمم المتحدة إلى "اتخاذ إجراءات" حيال العملية العسكرية.

وأكّد باشينيان أن الجيش الأرميني غير مشارك في القتال وأن الوضع "مستقر" عند الحدود الأرمينية الأذربيجانية. 

وأعلنت أذربيجان الثلثاء أنها أطلقت "عمليات لمكافحة الإرهاب" في المنطقة، بعد مقتل أربعة شرطيين ومدنيَّين بانفجار لغمَين في ناغورنو- كراباخ.

واتّهمت باكو الانفصاليين الأرمن بالمسؤولية عن هذه الأعمال "الإرهابية".

من جانبها، دعت السلطات الانفصالية في ناغورنو- كراباخ أذربيجان إلى وقف إطلاق النار "على الفور والجلوس إلى طاولة المفاوضات".

وتصاعدت التوترات بين أرمينيا وأذربيجان مطلع تموز بعدما أغلقت باكو بذرائع مختلفة ممر لاتشين، ما تسبب في نقص كبير في الامدادات. وأثار ذلك مخاوف من تجدد المعارك بين البلدين خصوصا في ظل تعزيز أذربيجان انتشارها العسكري عند الحدود.

- السلام شرط الانسحاب الأرميني "الكامل" -
واعتبرت باكو أن السلام ممكن مع أرمينيا في حال انسحاب أرميني "كامل" من المنطقة، فيما نفت يريفان وجود قوات تابعة لها فيها. وقالت في بيان على تلغرام "أعلنت وزارة الدفاع الأرمنية مرارا، وتعلن مجددا، أن أرمينيا ليس لديها قوات في ناغورنو- كراباخ".

وأفادت السلطات الانفصالية أن ستيباناكرت، عاصمة ناغورنو- كراباخ، وبلدات أخرى في المنطقة تتعرّض "لقصف كثيف" يستهدف أيضًا منشآت مدنية.

وقال باشينيان إن باكو تريد "جرّ" أرمينيا إلى المواجهة، مؤكدًا أن الوضع عند الحدود الأذربيجانية الأرمينية "مستقرّ" وأن يريفان "غير مشاركة في أعمال مسلّحة".

وقال في خطاب تلفزيوني "لا يجب أن نسمح لبعض الأشخاص وبعض القوات أن تنفذ انقلابًا على الدولة الأرمينية. هناك بالفعل دعوات من أماكن مختلفة لتنفيذ انقلاب في أرمينيا"، في حين أفاد التلفزيون الأرميني عن تجمّع مئات المتظاهرين أمام مقر الحكومة الأرمينية في يريفان.

وحاولت المعارضة الأرمينية عدة مرات على مدى ثلاث سنوات إقناع باشينيان بمغادرة السلطة، وألقت عليه مسؤولية الهزيمة العسكرية الأرمينية خلال حرب خريف 2020 في ناغورنو -كراباخ.

- "اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي" -
وأعلن الكرملين الثلثاء أن موسكو "القلقة" من "التصعيد المباغت" للوضع تسعى جاهدة لإعادة يريفان وباكو إلى "طاولة المفاوضات".

من جهتها، نددت فرنسا "بأكبر قدر من الحزم" بالعملية العسكرية، مطالبة بـ"عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة".

واعتبرت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن العملية العسكرية "غير شرعية وغير مبررة وغير مقبولة". 

وقال مسؤول أميركي اشترط عدم الكشف عن هويته إن واشنطن "كانت تأمل في أن نكون قادرين على التكيف مع المشاكل طويلة المدى" بعد استئناف مرور المساعدات الإنسانية إلى المنطقة الاثنين، مضيفًا "يجعل ذلك هذا الحدث فظيعًا ومروّعًا بشكل خاص".

من جهته، دعا رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال في منشور على منصة "إكس" إلى "أن تتوقف التحركات العسكرية لأذربيجان على الفور للسماح بإجراء حوار حقيقي بين باكو وأرمن ناغورنو- كراباخ". 

في وقت سابق الثلثاء، أعلنت أذربيجان أن أربعة شرطيين ومدنيَّين قتلوا بانفجار لغمَين في ناغورنو- كراباخ، واتّهمت الانفصاليين الأرمن بالمسؤولية عن هذه الأعمال "الإرهابية".

وقالت أجهزة الأمن الأذربيجانية في تقريرين منفصلين إن الشرطيين الأربعة قتلوا عندما انفجرت سيارتهم بلغم على الطريق المؤدي إلى بلدة شوشا في ناغورنو- كراباخ. كذلك قُتل المدنيان بانفجار لغم في المنطقة نفسها.

وتنتشر ألغام كثيرة في ناغورنو- كراباخ التي كانت مسرحا لحربين بين أرمينيا وأذربيجان في مطلع التسعينات ومن ثم في خريف العام 2020.

وأتى هذان الحادثان فيما احرزت خطوة نحو التهدئة في ناغورنو- كراباخ مع وصول مساعدات إنسانية إلى المنطقة الانفصالية الاثنين.

دارت الحرب الأولى حول مصير الإقليم عند انهيار الاتحاد السوفياتي في التسعينيات، وقد أودت بحياة 30 ألف شخص، فيما خلفت الحرب الأخيرة في عام 2020 نحو 6500 قتيل من الجانبين.
 

اقرأ في النهار Premium