دعا الرئيس الأميركي جو بايدن، الثلثاء، دول العالم الى "التصدي للعدوان" الروسي على أوكرانيا التي من المقرر أن يعتلي رئيسها فولوديمير زيلينسكي منصة الأمم المتحدة للمرة الأولى الثلثاء مع بدء الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للمنظمة.
وقال بايدن إن "روسيا تعتقد أن العالم سوف يكل وسيُسمح لها بالاعتداء على أوكرانيا دون عواقب".
وأكد أنه "إذا سمحنا بتقسيم أوكرانيا، فهل استقلال الدول سيكون مضمونا؟ الجواب هو لا"، وسط تصفيق الرئيس الأوكراني والحضور.
قبل عام، سُمح لزيلينسكي استثنائياً بإلقاء كلمته عبر الفيديو.
لكنه يحضر شخصيا هذا العام الاجتماع السنوي للمنظمة الدولية حيث من المقرر أن يلقي كلمته في وقت لاحق الثلثاء، قبل أن يشارك الأربعاء أيضا في جلسة خاصة حول أوكرانيا في مجلس الأمن الدولي الذي تحظى روسيا بمقعد دائم فيه.
وبعد نيويورك، سينتقل زيلينسكي إلى واشنطن مع بايدن لزيارة البيت الأبيض.
وردا على سؤال حول هذا الاجتماع خلال زيارته مستشفى في نيويورك يعالج جنودا أوكرانيين، قال زيلينسكي "بالنسبة لنا، من المهم جداً أن يسمع شركاؤنا كلماتنا وجميع رسائلنا".
واشار على منصة "إكس" (تويتر سابقا) إلى أن "أوكرانيا ستقدم مقترحا ملموسا للدول الأعضاء في الأمم المتحدة حول كيفية تعزيز مبدأ سلامة الأراضي وتحسين قدرة الأمم المتحدة على إحباط ووقف العدوان".
- "حوار" -
منذ الغزو الروسي، تبنت الأغلبية الساحقة من الدول قرارات في الجمعية العامة تدعم أوكرانيا وسلامة اراضيها أو تدعو إلى الانسحاب الروسي.
ولكن بعد عام ونصف من الحرب وتأثيراتها المتتالية على العالم، وخاصة على الأمن الغذائي، تطالب بعض دول الجنوب بالتوصل إلى حل ديبلوماسي.
وفي هذا السياق، كانت كلمة الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا منتظرة.
واعتبر لولا أن "الحرب في أوكرانيا تكشف عجزنا الجماعي عن تطبيق أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة".
وأضاف لولا الذي من المقرر أن يجتمع مع زيلينسكي الأربعاء "لن يكون هناك أي حل دائم ما لم يقم على الحوار".
منذ بداية الحرب في أوكرانيا، لم توافق البرازيل على تزويد كييف بالأسلحة أو فرض عقوبات على روسيا. وتحاول البلاد أن تعرض نفسها، على غرار الصين، كوسيط.
من جهته، أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الذي أبقت بلاده على صلاتها بموسكو وكييف خلال النزاع، أنه سيكثّف جهوده الديبلوماسية لوضع حد للحرب.
وقال "منذ بدء الحرب الروسية-الأوكرانية، لقد جهدنا للإبقاء على أصدقائنا الروس والأوكرانيين حول الطاولة (للتفاوض)، استنادا الى مفهوم أن الحرب لن فيها أي رابح والسلام ليس فيه أي خاسر".
الى ذلك، قال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال "أدرك أنه بالنسبة لبعض القادة، من المهم إيجاد حل سلمي" ولكن "لكي يكون هذا السلام دائما، يجب أن يحترم مبادئ" الأمم المتحدة.
من جهتها، أبدت موسكو ثقتها في دعم بيجينغ، مشيرة إلى مواقفهما "المتطابقة" حيال الولايات المتحدة وحل النزاع في أوكرانيا، وذلك إثر محادثات بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الصيني وانغ لي.
- "انقسامات جديدة" -
في كلمته خلال افتتاح الجمعية العامة للأمم المتحدة، رسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس صورة قاتمة لعالم تسوده التوترات الجيوسياسية التي تتفاقم في ظل الاحترار المناخي.
وقال عشية تنظيمه قمة حول المناخ "التغيرات المناخية ليست مجرد تبدل في الطقس. التغيرات المناخية تقلب ما هي الحياة على كوكبنا نفسه رأسا على عقب".
وفي اشارة إلى "تراكم" الازمات التي يواجهها العالم، تحدث عن الفيضانات التي شهدتها مدينة درنة في ليبيا.
وأضاف أن القتلى الذين جرفتهم الفيضانات بالآلاف "كانوا ضحايا عدة آفات. ضحايا سنوات من النزاعات. ضحايا الفوضى المناخية. ضحايا الزعماء الذين لم يحسنوا هنا وهناك إيجاد طريق للسلام".
وقبل انعقاد اجتماع الجمعية العامة، ذكّرت الدول النامية الاثنين بقية دول العالم بوعودها بتحسين مصير البشرية بحلول عام 2030، وأشارت بشكل خاص إلى إصلاح الهيكل المالي الدولي.
وهو طلب لطالما أكد عليه غوتيريس الذي يرى فيه سبباً لتشرذم العالم.
وقال المستشار الألماني أولاف شولتس الاثنين "اليوم نرى انقسامات جديدة في العالم. الإمبريالية تظهر وجهها المثير للاشمئزاز".
وباستثناء الولايات المتحدة، لن يحضر اجتماعات الجمعية العامة أي رئيس لدولة أخرى دائمة العضوية في مجلس الأمن (فرنسا والمملكة المتحدة والصين وروسيا) في هذا الاجتماع السنوي.
كما يعتلي المنصة الثلثاء الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي غداة إبرام بلاده والولايات المتحدة صفقة نادرة تمّ بموجبها إطلاق سراح خمسة أميركيين مسجونين في ايران وخمسة إيرانيين في الولايات المتحدة، مقابل الإفراج عن أرصدة بقيمة ستة مليارات دولار عائدة لطهران كانت جمّدتها كوريا الجنوبية.