النهار

الوكالة الدوليّة للطاقة تطلب من الدول الغنيّة والصين تسريع تحقيق الحياد الكربوني
المصدر: أ ف ب
الوكالة الدوليّة للطاقة تطلب من الدول الغنيّة والصين تسريع تحقيق الحياد الكربوني
صورة نشرها المدير التنفيذي للوكالة الدولية للطاقة فاتح بيرول لأبرز الاقتراحات في خريطة الطريق (26 ايلول 2023- اكس).
A+   A-
قالت الوكالة الدولية للطاقة، الثلثاء، إن على كل الدول الغنية وتلك النامية تسريع وتيرة تحقيق الحياد الكربوني الطموحة أساسا، مشددة على أن ازدهار "مصادر الطاقة النظيفة" يشكل الضمانة الرئيسية للمحافظة على الأهداف المناخية.

ورأت الوكالة في تحديث لخريطة الطريق حول الحياد الكربوني إن هذا التسريع يقوم على تقديم موعد تحقيق الحياد الكربوني في غالبية الدولة المتطورة، خمس سنوات من العام 2050 إلى 2045 مشددة على أن ذلك ضروري لحصر الاحترار المناخي ب1,5 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الحقبة الصناعية.

ومن بين هذه الدول الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة واليابان.
 
 
في المقابل رأت الوكالة التابعة لمنظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي أن على الصين أن تسرع تحقيق هذا الهدف بعشر سنوات ليصبح واقعا في 2050.

إلى ذلك قال المفوض الأوروبي للبيئة فيرجينيوس سينكيفيسيوس الثلثاء خلال مؤتمر صحافي في بيجينغ "نريد أن تصبح الصين (...) محايدة في مجال الكربون بحلول العام 2050"، أي قبل عشر سنوات من الموعد المتوقع. 

وأضاف بعد زيارة استمرت خمسة أيام للدولة الآسيوية "الطريقة الأولى لتحقيق ذلك هي التخلي تدريجياً عن الوقود الأحفوري بدءاً من الفحم". 

وتعد الصين، نظراً لعدد سكانها (1.4 مليار نسمة)، الدولة الأكثر إطلاقاً للغازات المسببة للاحتباس الحراري. وقد التزمت بتحقيق الحياد الكربوني بحلول العام 2060.

وأكد سينكيفيسيوس الثلثاء أن الاتحاد الأوروبي "مستعد للتعاون مع الصين، خصوصاً في مجال السياسات المناخية".

ورأت الوكالة الدولية للطاقة أن "العالم قد أخر لفترة طويلة اتخاذ القرار لتجنب الخيارات الصعبة".

وأوضحت أن "قطاع الطاقة يتطور أسرع مما يظن كثيرون لكن لا يزال أمامنا عمل كثير والوقت يداهم" داعية الدول إلى تسريع جهودها وتعزيز سياساتها العامة لاحتواء الاحترار العالمي ب1,5 درجة مئوية مقارنة بحقبة ما قبل الثورة الصناعية.

وشدد رئيس الوكالة الدولية للطاقة فاتح بيرول على أن الاستثمارات في هذا القطاع يجب أن تزيد من 1800 مليار دولار إلى 4500 مليار دولار بحلول العام 2030، مشيداً بالنمو "الرائع جداً" في مجال الطاقة النظيفة في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والصين والهند. 

وأتى تقرير الوكالة قبل أسابيع من مفاوضات حاسمة خلال مؤتمر الأطراف حول تغير المناخ (كوب28) في دبي حيث يتوقع أن يكون مستقبل مصادر الطاقة الأحفورية محور نقاشات حادة.

ويشكل تقريرها تحديثا لخريطة الطريق للحياد الكربوني في 2050 المعروفة باسم "Net Zero Roadmap". وقد كان لنشر هذه الوثيقة في العام 2021 وقع كبير بدعوتها العالم إلى التخلي "فورا" عن أي مشروع نفطي أو غازي جديد.

- "نهاية حقبة الطاقة الاحفورية" -
وبعد سنتين على صدور الوثيقة، ما الذي تحقق؟ سجل تقدم على أصعدة عدة كما يشهد على ذلك الازدهار السريع للطاقة الشمسية وانتشار السيارات الكهربائية ما يسمح للوكالة الدولية للطاقة بالقول إن أكثر أهداف اتفاق باريس للمناخ طموحا، لا يزال في متناول اليد.

لكن في السنتين الأخيرتين "بقيت انبعاثات قطاع الطاقة مرتفعة وبلغت مستوى قياسيا قدره 37 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون في 2022" أي أعلى بنسبة 1 % مقارنة بالعام 2019 على ما أكدت الوكالة.

وتابعت أن "الطريق باتجاه (هدف) حصر الاحترار ب1,5 درجة مئوية تقلص في السنتين الأخيرتين لكن نمو تكنولوجيا الطاقة النظيفة يترك هذا الطريق مفتوحا".

وأعلن بيرول خلال المؤتمر الصحافي أن "لدينا أسباب للتفاؤل" حتى لو كانت المهمة "صعبة". 

وأكدت الوكالة أن "تطوير مصادر الطاقة النظيفة هو العامل الرئيسي وراء تراجع الطلب على مصادر الطاقة الأحفورية بنسبة تزيد عن 25 بالمئة خلال العقد الحالي" وسيؤدي ازدهارها كذلك إلى تراجع في انبعاثات ثاني اكسيد الكربون في مجال الطاقة بنسبة 35 بالمئة بحلول 2030.

وعلقت لورانس توبيانا رئيسة المؤسسة الأوروبية للمناخ على التقرير بقولها "مع اقتراب موعد انعقاد كوب28، آخر البيانات العلمية لا لبس فيها: شارفت حقبة الطاقة الأحفورية على نهايتها".

وكانت الوكالة الدولية للطاقة أكدت أن ذروة الطلب على كل أنواع الطاقة الأحفورية من نفط وغاز وفحم ستبلغ ذروتها وتبدأ بالتراجع "في السنوات المقبلة" بفضل الزيادة في مصادر الطاقة النظيفة والسيارات الكهربائية.

- لا للتأخير -
وشددت الوكالة على أن ذلك "مشجع لكنه غير كاف لتحقيق هدف حصر الاحترار ب1,5 درجة مئوية"، موضحة أن على "كل الدول تقريبا، تقديم موعد تحقيق الحياد الكربوني".

وأكدت ان "تأخيرا حتى لو كان طفيفا" عن الالتزامات الراهنة لخفض الانبعاثات "سيؤدي إلى احترار عالمي يتجاوز 1,5 درجة مئوية على مدى خمسين عاما تقريبا" فيما حذر تقرير للأمم المتحدة قبل فترة قصيرة من أن أهداف اتفاق باريس للمناخ مهددة بسبب طموحات الدول المتواضعة.

وقالت مديرة الاستشراف في وكالة الطاقة الدولية لورا كوزي لصحافيين إن "الاقتصادات المتقدمة" خصوصاً يجب أن تكون على الخط الأمامي بهدف "تسريع التحول في مجال الطاقة أكثر فأكثر".

وحتى مع الاحترار الحالي البالغ 1,2 درجة مئوية تقريبا مقارنة بالحقبة ما قبل الصناعية، بدأ العالم يشهد ارتفاعا كبيرا في وتيرة الكوارث المناخية المدمرة التي تضرب خصوصا الفئات الضعيفة بقوة.

ورأت الوكالة كذلك أن التأخر في تحقيق الطموحات سيدفع الدول إلى اللجوء أكثر إلى تقنيات التقاط الكربون  وتخزينه "المكلفة" و"التي لم تثبت جدواها على نطاق واسع" داعمة بذلك الانتقادات المتنامية لهذه التكنولوجيا.
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium