اعلنت صربيا، الأربعاء، يوم حداد رسمي، بحيث ألغت البلاد الأحداث الرياضية ونكست الأعلام، بينما وصف وزير المسلحين الصرب الذين قتلوا في كوسوفو بـ"الشهداء".
وقتل شرطي، الأحد، في كمين تعرضت له دورية قرب الحدود الصربية، ثم تمت مطاردة المسلحين الذين تحصنوا في دير لساعات. ومن بين نحو 30 مسلحا، قُتل أربعة على الأقل وقُبض على ثلاثة. وما زال مصير الآخرين مجهولا.
واتهمت كوسوفو صباح الأحد صربيا بالوقوف وراء الهجوم، وهو ما سارعت بلغراد إلى نفيه، متهمة من جانبها رئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي بدفع صرب كوسوفو إلى أقصى الحدود بسبب "استفزازاته".
ومع نفي المسؤولين دعمهم للمسلحين، أثنى كثيرون في صربيا على أفعالهم.
وأكد وزير الدفاع ميلوس فوتشيفتش أن المسلحين هم من سلسلة طويلة من المقاتلين الذين قتلوا "من اجل حرية كوسوفو وحرية صربيا".
وفي حديث لقناة "ار تي إس" التلفزيونية الحكومية، قال الوزير "انهم ضحايا جدد في سلسلة الأبطال أو الشهداء".
وأشادت صحف صربية عدة بالمسلحين، ووصفتهم العناوين بـ"الأبطال" وقالت إن البلاد "تذرف الدموع" بشكل جماعي عليهم.
وقد تشكل عودة التوتر التي تعد من الأعنف منذ إعلان كوسوفو استقلالها في عام 2008، عقبة أخرى على طريق "تطبيع" العلاقات بين صربيا وكوسوفو.
أعلنت بريشتينا استقلالها عن صربيا في 2008، بعد عقد على مساعدة حلف شمال الأطلسي في طرد القوات الصربية من الاقليم السابق في حرب دامية خلفت نحو 13 ألف قتيل معظمهم من أصل ألباني.
ومنذ ذلك الحين ترفض صربيا بدعم من حلفائها الروس والصينيين، الاعتراف باستقلال كوسوفو حيث تعيش جالية صربية يبلغ عددها نحو 120 ألف نسمة يقيمون بشكل رئيسي في الشمال ويرفض بعضهم اعلان الولاء لبريشتينا.
وأصبحت المنطقة مسرحا لأعمال عنف متكررة، يعود آخرها إلى الربيع عندما قررت سلطات كوسوفو تعيين رؤساء بلديات ألبان في أربع بلديات ذات أغلبية صربية. أثار هذا الإجراء تظاهرات كبرى واعتقلت صربيا ثلاثة شرطيين من كوسوفو اضافة الى أعمال شغب لمتظاهرين صرب، مما أدى إلى إصابة أكثر من 30 جنديا من قوة كفور.
ودعا المجتمع الدولي الطرفين لوقف التصعيد. لكن المحاولات الأخيرة للحوار بين ألبين كورتي وألكسندر فوتشيتش فشلت في منتصف أيلول.
وترغب صربيا في هيئة تجمع بين البلدات الصربية قبل أي نقاش، في حين يطالب الجانب الكوسوفي باعتراف بلغراد باستقلال كوسوفو كشرط أساسي.