مهاجرون عبر المياه الإيطالية (أ ف ب).
يجتمع قادة الدول المتوسطية التسع الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وبينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، اليوم الجمعة، في مالطا، لإجراء محادثات من المقرر أن تركز على الهجرة.
يأتي ذلك غداة إعلان مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أمس الخميس، أنّ أكثر من 2500 مهاجر قضوا أو فُقدوا أثناء محاولتهم عبور البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا منذ مطلع العام وهو عدد أكبر بكثير مما كان عليه في الفترة نفسها من عام 2022.
كما تأتي القمّة في وقت أحرز وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي أخيراً تقدُّماً، الخميس، بشأن قواعد جديدة تتعلّق بسبل تعامل الكتلة مع طالبي اللجوء والمهاجرين غير الشرعيين وسط توقعات بالتوصّل إلى اتفاق في الأيام المقبلة.
وثمّة دافع جديد للتوصل إلى اتفاق بعد ارتفاع حاد في عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى جزيرة لامبيدوسا الإيطالية الصغيرة في وقت سابق هذا الشهر.
واصطدمت حكومة ميلوني اليمينية المتشدّدة مع كلّ من فرنسا وألمانيا في وقت تضغط فيه على دول الاتحاد الأوروبي الأخرى لتقاسم العبء. وحتى الآن تجاوز عدد الوافدين إلى لامبيدوسا هذا العام 133 ألف شخص.
لكن ميلوني وماكرون سعيا إلى تخفيف التوترات في الأيام الأخيرة واجتمعا الثلثاء في روما على هامش الجنازة الرسمية للرئيس الإيطالي السابق جورجيو نابوليتانو.
وقال مصدر رئاسي فرنسي إنّه "ثمة رؤية مشتركة لإدارة مسألة الهجرة بين فرنسا وإيطاليا".
وذكر المصدر أنّ باريس تأمل في أن تُقدّم قمة "ميد9"، الجمعة، "رسالة واضحة" مفادها أنّ الهجرة تتطلّب استجابة على المستوى الأوروبي.
ويستعد الاتحاد الأوروبي للموافقة على اتفاق مُعدَّل بشأن الهجرة واللجوء، هدفه تخفيف الضغط على الدول الواقعة في خط المواجهة الأمامية مثل إيطاليا واليونان، من خلال نقل بعض الوافدين إلى دول أخرى في أعضاء الاتحاد.
ويريد كل من ميلوني وماكرون أيضاً تجنب انطلاق القوارب من شمال أفريقيا، من خلال العمل بشكل أوثق مع تونس، على الرغم من التساؤلات حول معايير حقوق الإنسان في هذا البلد وتعامله مع المهاجرين.
والتقى وزير الداخلية الإيطالي ماتيو بيانتيدوسي نظيريه التونسي والليبي في صقلية، الخميس، لإجراء محادثات بشأن وقف انطلاق القوارب، وفق ما ذكرت وزارته.