النهار

بريطانيا: حزب المحافظين يعقد مؤتمره السنوي على أمل الاحتفاظ بالسلطة
المصدر: أ ف ب
بريطانيا: حزب المحافظين يعقد مؤتمره السنوي على أمل الاحتفاظ بالسلطة
وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي يلقي كلمة خلال اليوم الافتتاحي للمؤتمر السنوي لحزب المحافظين في مانشستر شمال إنكلترا (1 ت1 2023، أ ف ب).
A+   A-
بدأ حزب المحافظين البريطاني، بزعامة ريشي سوناك، والذي يشهد تراجعاً كبيراً في استطلاعات الرأي، مؤتمره السنوي في مانشستر الأحد، على أمل التوصل إلى حل لتحويل دفّة الأمور وتجنّب الهزيمة في الانتخابات المقبلة.

ومنذ أشهر، تتوقع استطلاعات الرأي تحوّلاً في البلاد نحو اليسار، مع تقدّم حزب العمّال بنحو عشرين نقطة قبل الانتخابات المتوقّعة العام المقبل.

وقال رئيس الحزب غريغ هاندز أثناء افتتاحه المؤتمر "من المحتمل أن يكون المحافظون في هذه الانتخابات العامة الطرف الأقل حظا".

لكن ريشي سوناك يعتزم إظهار أنّ المحافظين،  بعد 13 عاماً على وجودهم في السلطة، لا يزالون يتمتّعون بالمصداقية "لتغيير الأمور في الاتجاه الصحيح وعلى المدى الطويل"، حسبما أكد لشبكة "بي بي سي" الأحد.

وقال "هذا يعني القيام بالأمور بشكل مختلف واتخاذ قرارات من شأنها أن تحدث فرقاً في حياة الناس، حتى لو تعرّضت لانتقادات بسبب ذلك".
 
وأضاف أن "الناس سيكون لديهم فكرة واضحة عن الوجهة التي أريد أن أقود إليها البلاد".

ويعدّ ذلك تغيراً في لهجة رئيس الحكومة البالغ 43 عاماً والذي وصل إلى داونينغ ستريت قبل أقل من عام بقليل، عبر الإعلان عن سعيه لتحقيق الاستقرار في الوضع الاقتصادي الصعب الذي طغت عليه أزمة تكاليف المعيشة، وذلك بعد الولاية الفوضوية والقصيرة الأمد لليز تراس وبعد الأعوام التي أمضاها بوريس جونسون في رئاسة الحكومة، والذي اضطرّ إلى الاستقالة بسبب فضائح، بعد خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي.

سيتحدّث سوناك منتصف يوم الأربعاء، بعد الشخصيات البارزة في الحكومة، وبينها وزراء الدفاع غرانت شابس والخارجية جيمس كليفرلي والداخلية سويلا برافرمان.

من جهة أخرى، يواجه سوناك المدافع عن السياسات التقليدية في ما يتعلق بالميزانية، ضغوطاً ضمن صفوفه، بينما ستمثل الضرائب 37 في المئة من الدخل القومي بحلول الانتخابات المقبلة، وهو مستوى لم تشهده البلاد منذ فترة ما بعد الحرب، أي بزيادة قدرها 3500 جنيه إسترليني (4000 يورو) لكلّ أسرة مقارنة بنهاية العام 2019، وفق معهد الدراسات المالية.

وتدعو مجموعة من البرلمانيين البارزين، بمن فيهم رئيسة الوزراء السابقة ليز تراس، إلى "تخفيف عبء الضرائب"، فيما قال وزير الإسكان والمجتمعات المحلية مايكل غوف الأحد إنه يأمل في رؤية تخفيض للضرائب "قبل الانتخابات المقبلة".

وردّ رئيس الوزراء عبر "بي بي سي" مسلّطاً الضوء على جهوده لإبطاء التضخم، الذي وصل إلى 6,7 في المئة في آب، واصفاً الأمر بأنه "أفضل تخفيض ضريبي"، خصوصاً للأسر ذات الدخل المنخفض.

- كسب الناخبين-
في كانون الثاني، حدد سوناك خمس أولويات، بدءاً بالاقتصاد وصولا الى مكافحة الهجرة غير الشرعية والصحة، والتي أصبحت مواضيع رئيسية لحملة الانتخابات التشريعية المقبلة، تماماً مثل البيئة.

وفي الآونة الأخيرة، حاول كسب الناخبين المحافظين وسائقي السيارات على وجه التحديد. وكشف الجمعة عن خطة لمنع ما سماها الإجراءات "المناهضة للسيارات" التي تتخذها بعض البلديات، مثل إنشاء مناطق تقتصر فيها السرعة على 30 كيلومتراً في الساعة.

كذلك، قام سوناك أخيراً بتخفيف بعض الأهداف البيئية، مع التأكّد من أنّ ذلك لن يمنع البلاد بأيّ حال من الأحوال من تحقيق هدفها المتمثل في الحياد الكربوني بحلول العام 2050.

ويأتي هذا التراجع الذي استنكرته المعارضة ومنظمات حماية البيئة على نطاق واسع، والذي يؤجّل بشكل ملحوظ الاستغناء عن السيارات الحرارية الجديدة حتى العام 2035، في أعقاب انتصار غير متوقع للمحافظين خلال الانتخابات التشريعية الجزئية في غرب لندن.

وتمّ تفسير هذه النتيجة على أنها رفض واسع لتوسيع رسوم الازدحام على المركبات الأكثر تلويثاً لتشمل لندن الكبرى بأكملها، وهو الإجراء الرئيسي الذي اتخذه رئيس البلدية التابع لحزب العمّال صادق خان.

وفي مانشستر، إلى حيث سيتوجّه "على الأرجح بالسيارة" بسبب إضراب في شبكة السكك الحديد، سيتم التركيز على هذه النقطة بشدّة، بسبب النية المنسوبة إليه المتمثلة في الرغبة في قطع مشروع الخط الثاني للقطار الفائق السرعة في البلاد بين المدينة الشمالية الكبيرة ومدينة برمنغهام.

منذ الانتخابات البرلمانية في كانون الأول 2019، حين فاز المحافظون بقيادة بوريس جونسون بغالبية غير مسبوقة منذ مارغريت تاتشر، تضاءل تقدّمهم تدريجياً في العديد من الانتخابات الفرعية. ومن المتوقع إجراء ثلاث عمليات اقتراع أخرى في الأسابيع المقبلة.

ورغم أنّ حزب العمال يتمتع بتقدّم يتجاوز عشرين نقطة في نوايا التصويت منذ عدّة أشهر، إلّا أنّ استطلاعاً للرأي أجرته مؤسسة "أوبينيوم" ونُشر الأحد، أشار إلى أنّ الفجوة تضيق اذ تفصل الآن عشر نقاط بين الحزبين.

ولحزب المحافظين حالياً 352 مقعداً من أصل 650 في مجلس العموم، متقدماً على حزب العمّال (196 مقعداً).
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium