قُتل ما لا يقلّ عن خمسة أشخاص، وفُقد العشرات، بينهم 23 جنديًا، في شمال شرق الهند بعد هطول أمطار غزيرة على بحيرة جليدية تسببت في فيضانات مفاجئة، على ما قال مسؤولون الأربعاء.
وقال الجيش في بيان "بسبب هطول أمطار غزيرة مفاجئة فوق بحيرة لوناك في شمال ولاية سيكيم، حدث فيضان مفاجئ في نهر تيستا"، مضيفا أنه "تمّ الإبلاغ عن فقدان 23 عنصرا"، فيما غمرت المياه بعض المركبات.
وأكد أن "عمليات البحث جارية".
وتحدثت حكومة الولاية عن مقتل ما لا يقلّ عن خمسة أشخاص وانتشال ثلاث جثث.
بالإضافة إلى الجنود المفقودين، فُقد أكثر من عشرة مدنيين، وفق الحكومة.
وتقع ولاية سيكيم الجبلية المعزولة قرب حدود الهند مع النيبال والصين. وتمتد بحيرة لوناك عند أسفل كتلة جليدية قريبة من جبل كانغشنجونغا، ثالث أعلى جبال العالم.
وأوضح الجيش أنه بسبب تفريغ سد في أعلى البحيرة كمية من المياه في وقت سابق، كان منسوب المياه في نهر تيستا أعلى بـ4,5 أمتار من مستواه الاعتيادي.
- جسور مدمّرة -
ودُمّرت ستة جسور، فيما تعرّض الطريق السريع الوطني الذي يربط سيكيم ببقية أنحاء البلد إلى أضرار بالغة، وفق المسؤول في إدارة الكوارث في الولاية براباكار راي.
ويُظهر مقطع فيديو نشره ناطق باسم الجيش سيلًا بنّيًا عنيفًا يتدفق في واد مزروع بالغابات ويغمر طرقات ويجرف خطوط كهرباء.
في صور أخرى نشرها الجيش، تظهر مبانٍ مغمورة بالمياه حتى طوابقها الأولى في إحدى المدن.
وتطالب بيجينغ بجزء من أراضي سيكيم. واندلعت "مواجهة طفيفة"، بحسب نيودلهي، في كانون الثاني 2021 بين جنود هنود وصينيين على ممر ناكو لا الذي يربط سيكيم بمنطقة التيبت في الصين.
وينتشر عشرات آلاف الجنود الهنود والصينيين على جانبَي الحدود المشتركة الطويلة المتنازع عليها.
أ ف ب
وخاض العملاقان الآسيويان حربًا حدودية خاطفة في العام 1962 شهدت هزيمة القوات الهندية بسرعة أمام الجيش الصيني.
- خسارة 80% بحلول نهاية القرن -
وأكد رئيس حكومة الولاية بريم سينغ تامانغ إرسال فرق طوارئ إلى المواقع التي ضربتها هذه "الكارثة الطبيعية".
وقال على منصة "إكس"، "أطلب بكل تواضع من جميع مواطنينا أن يظلوا يقظين وأن يمتنعوا عن أي سفر غير ضروري خلال هذه الفترة الحرجة"، معربًا عن أمله في أن يعود الوضع إلى طبيعته سريعًا.
وأكّد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي "ضمان توفير كلّ الدعم الممكن" للمتضررين.
في ولاية البنغال الغربية المجاورة، أُجلي أشخاص من مناطق كاليمبونغ ودارجيلنغ وجالبايغوري إلى مواقع أكثر أمانًا.
وغالبا ما تسجل الهند فيضانات وانزلاقات تربة تتسبب بأضرار كثيرة ولا سيما خلال موسم الأمطار الذي يمتد من حزيران إلى أيلول.
وبحسب الخبراء، فإن التغير المناخي يزيد وتيرة العواصف الاستوائية وشدتها، ما يؤدي إلى فيضانات مفاجئة.
ويؤدي ذوبان الأنهار الجليدية في جبال الهيملايا إلى تضخم أحجام الأنهار، في حين أن البناء غير المنظم في المناطق المعرضة للفيضانات يمكن أن يعرّض السكان المحليين للكوارث.
بين عامَي 2011 و2020، ذابت الأنهار الجليدية في جبال الهيملايا بنسبة 65% أسرع ممّا كانت عليه في العقد السابق، وفقًا لتقرير نشره المركز الدولي للتنمية المتكاملة للجبال.
استنادًا إلى مسارات الانبعاثات الحالية، قد تفقد الأنهار الجليدية ما يصل إلى 80% من حجمها الحالي بحلول نهاية القرن، وفق المنظمة التي يقع مقرّها في النيبال.