جائزة نوبل (أ ف ب).
تبقى الاحتمالات مشرعة على شتّى القضايا والأسماء قبل إعلان الفائز أو الفائزين بجائزة نوبل للسلام اليوم الجمعة، فهل تُكرّم حقوق النساء أو مكافحة التغير المناخي؟ أو القضاء الدولي الذي يُحقّق في جرائم حرب في العالم؟
يكشف معهد نوبل اسم الجهة أو الشخصية الفائزة بالجائزة في الساعة 11,00 (9,00 ت غ)، مع احتمال منحها بصورة مشتركة لثلاثة فائزين كحدّ أقصى.
وكما في كل سنة، تكثُر التكهنات التي ازدادت صعوبة وتشعبا هذه السنة في ظل أزمات العالم ما بين الحرب في أوكرانيا والتوتر بين الولايات المتحدة والصين والانقلابات في أفريقيا.
وما يزيدها صعوبة أنّ الترشيحات التي لا يعرف عنها سوى عددها، وبلغ هذه السنة 350 ترشيحاً ما بين 259 فرداً و92 منظمة، تبقى طيّ الكتمان لمدة خمسين عاماً.
وبعد انتفاضة "امرأة حياة حرية" في إيران، إثر وفاة الشابة مهسا أميني في 16 أيلول 2022 بعد أيام على توقيفها من قبل الشرطة لانتهاكها قواعد اللباس الصارمة، يدعو البعض إلى تكريم الإيرانيات لكفاحهن من أجل قضية المرأة.
وكتب الصحافي في صحيفة "في جي" الشعبية النروجية، بير أولاف أوديغارد، هذا الأسبوع: "أعطوا جائزة نوبل السلام للنساء الإيرانيات".
وشدّد على أنّ "قسماً كبيراً من سكان العالم محروم من الحقوق التي تُشكّل أساساً للسلام والحرية. الإيرانيات يُظهرنَ استعدادهنَّ للكفاح من أجل حقوقهنَّ، حتى لو كان الثمن باهظاً".
ويُرجّح الخبراء منح الجائزة للناشطة الحقوقية الإيرانية نرجس محمدي المسجونة حاليّاً، وربما أيضاً بصورة مشتركة مع الأفغانية محبوبة سراج التي تكافح من أجل القضية ذاتها في بلادها بعدما استعادت حركة "طالبان" السلطة وحدت بشكل صارم من حقوق النساء.
كما يتم تداول اسم الإيرانية الأميركية مسيح علي نجاد التي أطلقت حركة "ماي ستيلث فريدوم" (حريتي الخفية) المعارضة للحجاب.
ومع الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط 2022، توّجت الجائزة العام الماضي ثلاثة "أبطال" في الكفاح من أجل الحقوق والحريات: المنظمة الروسية غير الحكومية "ميموريال" التي حلّتها موسكو رسميّاً، والمركز الأوكراني للحريات المدنية، والناشط البيلاروسي المسجون أليس بيلياتسكي، في خيار يحمل رمزية كبيرة.
هل تحمل الجائزة مفاجأة؟
ويتصدَّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي التكهنات على مواقع المراهنات الإلكترونية، غير أنّ الخبراء يستبعدون منح الجائزة لرئيس دولة في حرب.
وهناك احتمال كبير برأي الخبراء بأن تختار لجنة نوبل هذه السنة تسليط الضوء على منطقة جغرافية أخرى.
وقبل أسابيع من مؤتمر المناخ "كوب28"، وفي وقت تشتد أزمة المناخ في العالم، قد تُمنَح الجائزة بحسب البعض إلى حركة مثل "فرايديز فور فيوتشر" Fridays for future التي أنشأتها الناشطة السويدية غريتا تونبرغ، بالتشارك مع الزعيم القبلي البرازيلي راوني ميتوكتيري المدافع عن حقوق الشعوب الأصلية بمواجهة إزالة الغابات.
كما ترد في أوسلو أسماء الفيليبينية فيكتوريا تولي كوربوز والإكوادوري خوان كارلوس جينتياك والأوغندية فانيسا ناكاتي.
من جهة أخرى، وفي سنة يتم الاحتفال فيها بالذكرى الـ75 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، قد تفوز هيئة مثل المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في ستراسبورغ بالجائزة.
وبين الأسماء المتداولة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومحاكم دولية مثل المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية، وهو خيار قد يطرح مسألة جرائم الحرب في أوكرانيا.
غير أنّ لجنة نوبل قد تخالف كل التوقعات كما تفعل أحياناً كثيرة وتُحدث مفاجأة.
ويمكن لآلاف الأشخاص عبر العالم من برلمانيين ووزراء من كل البلدان وفائزين سابقين وأساتذة جامعيين وغيرهم، طرح أسماء قبل انتهاء مهلة تقديم الترشيحات في 31 كانون الثاني، كما يمكن لأعضاء لجنة نوبل الخمسة طرح أسماء خلال اجتماعهم السنوي الأول.