أعلنت السلطات الأميركية، الاثنين، العثور على نحو 50 جثة في مقطورة شاحنة تقل مهاجرين في سان أنتونيو بولاية تكساس في جنوب البلاد بعد يوم حار، مؤكدة أنها اعتقلت ثلاثة أشخاص.
تأتي المأساة وهي واحدة من الأسوأ في السنوات الأخيرة، بعد خمس سنوات من فاجعة مماثلة في نفس المدينة حيث فقد عشرة مهاجرين غير نظاميين حياتهم في مقطورة شديدة الحرارة.
وقال قائد فرق الإطفاء في مدينة سان أنتونيو تشارلز هود "لقد نقلنا حتى الآن حوالى 46 جثة".
وأضاف خلال مؤتمر صحافي في نهاية يوم قاربت فيه الحرارة 40 درجة، أنّ فرق الإسعاف نقلت أيضاً 16 جريحاً هم 12 بالغاً وأربعة أطفال، مشيراً إلى أنّهم جميعاً كانوا "واعين" لدى نقلهم لتلقّي الرعاية الصحية اللازمة.
على الجانب الآخر من الحدود، قال الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز في وقت مبكر الثلثاء إن عدد القتلى وصل إلى 50 معظمهم من دول أميركا اللاتينية بما في ذلك المكسيك.
وأضاف في مؤتمر صحافي صباحي "إنها مصيبة هائلة... حتى الآن هناك 50 قتيلا: 22 من المكسيك وسبعة من غواتيمالا واثنان من هندوراس و19 لا معلومات حتى الآن عن جنسيتهم".
من جهته قال رئيس بلدية سان أنتونيو رون نيرنبرغ "نواجه مأساة إنسانية مروعة الليلة"، وأضاف "نأمل في أن تتم متابعة المسؤولين عن وضع هؤلاء الأشخاص في مثل هذه الظروف غير الإنسانية إلى أقصى حد يسمح به القانون".
ويعد طراز الشاحنة التي عثر عليها في مدينة سان أنتونيو الكبيرة في تكساس على بعد 240 كيلومترًا من الحدود مع المكسيك، وسيلة نقل كثيرًا ما يستخدمها المهاجرون الراغبون في دخول الولايات المتحدة.
مثل هذه الرحلة خطيرة للغاية، خاصة وأن الشاحنات نادراً ما تكون مكيفة الهواء وسرعان ما ينفد الماء لدى ركابها.
وأضاف مسؤول الإطفاء "كانت حرارة المرضى الذين رأيناهم مرتفعة، كانوا يعانون من ضربة شمس وإنهاك حراري ولم يتم العثور على ماء في العربة".
- "نداء استغاثة" - وقال قائد شرطة سان أنتونيو وليام مكمانوس في المؤتمر إن الجثث اكتشفها شخص يعمل في مكان قريب "سمع نداء استغاثة" واقترب ليرى ما يجري نحو الساعة 18,00 الإثنين (23,00 ت غ).
وأضاف أنه "خرج للتحقق فوجد مقطورة أبوابها مفتوحة جزئيًا ففتحها لإلقاء نظرة ووجد بداخلها عددًا من الجثث".
وأكد أنه تم القبض على ثلاثة أشخاص لكن "لا نعرف ما إذا كانوا ضالعين في هذا أم لا".
وأوضح مكمانوس أن التحقيق بات فدرالياً وأوكل إلى محققين من وزارة الأمن الداخلي.
وأورد مسؤول الإطفاء تشارلز هود أنه تم استدعاء نحو 60 عنصر إطفاء لنقل الجثث وسيتلقون دعمًا نفسيًا، وأضاف متحدثا عن الصدمة التي تعرض لها رجاله "ليس من المفترض أن تفتح شاحنة وتجد جثثا متكدسة فيها".
وأعرب وزير الخارجية المكسيكي مارسيلو إبرارد عبر تويتر عن أسفه لحدوث هذه "المأساة".
ولفت إلى أن القنصل المكسيكي في سان أنتونيو زار الموقع وعلم أن اثنين من الأطفال الأربعة الموجودين في المستشفى من الجنسية الغواتيمالية.
وقدّر أن المأساة "ارتكبها على الأرجح تجار بشر".
- "مفجعة" - سارع الحاكم الجمهوري لولاية تكساس غريغ أبوت في تحميل مسؤولية ما جرى للرئيس الديموقراطي جو بايدن.
وقال إن "هذه الوفيات (مسؤولية) بايدن. إنها نتيجة لسياسته المميتة لفتح الحدود".
زاد وصول المهاجرين غير الشرعيين بشكل حاد بعد انتخاب جو بايدن، رغم أنه يحاول منذ وصوله إلى البيت الأبيض وقف تدفق المهاجرين من خلال تكليف نائبته كامالا هاريس بهذا الملف الشائك.
ووصف البيت الأبيض المأساة بأنها "مروعة للغاية ومفجعة"، وقال إنه جرى إطلاع الرئيس بايدن على آخر المستجدات أثناء توجهه إلى قمة حلف شمال الأطلسي في مدريد.
ودعا الخصم الديموقراطي لأبوت، بيتو أورورك إلى "تفكيك قنوات الاتجار بالبشر واستبدالها بمزيد من المسارات القانونية للهجرة التي تعكس قيمنا واحتياجات بلدنا".
وأعرب البابا فرنسيس الثلثاء عن "ألمه" لهذه "المأساة" التي قارنها بمأساة جيب مليلية الإسباني في المغرب حيث لقي ما لا يقل عن 23 مهاجرا حتفهم الجمعة.
في تموز 2017، حدثت مأساة مماثلة لقي فيها عشرة مهاجرين حتفهم في مقطورة شديدة الحرارة في موقف سيارات بمركز تسوف قرب سان أنتونيو.
أشارت حينها إدارة الهجرة إلى أن درجة الحرارة في المقطورة حيث تكدس عشرات المهاجرين ناهزت 65 درجة.
وحُكم في نيسان 2018 على سائق الشاحنة الذي ادعى أنه لم يلاحظ أنه كان ينقل حوالى 100 شخص في المقطورة، بالسجن المؤبد دون إمكانية الإفراج المشروط.