تحادث الرئيس جو بايدن ونظيره الصيني شي جينبينغ هاتفيا، الخميس، لأكثر من ساعتين بشأن التوترات المتصاعدة بين البلدين حول تايوان وخلافاتهما التجارية.
وقال البيت الأبيض في بيان إن الاتصال "بين الرئيس بايدن والرئيس شي من جمهورية الصين الشعبية انتهى عند الساعة 10,50" بالتوقيت المحلي الأميركي واستمر بذلك ساعتين و17 دقيقة إذ بدأ عند الساعة 8,33 بتوقيت واشنطن (12,33 ت غ).
رغم كونه التواصل الخامس بين شي وبايدن منذ أصبح الأخير رئيسًا قبل عام ونصف عام، يظهر بوضوح انعدام الثقة الكبير بين البلدين.
وإلى جانب النزاع التجاري بين بيجينغ وواشنطن، تتواجه الدولتان العظميان راهنا بشأن تايوان.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي قبل الاتصال إن "التوترات بشأن السلوك العدواني للصين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ" ستكون على رأس جدول الأعمال.
وتشكل الزيارة المحتملة لحليفة بايدن رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي إلى تايوان، أحدث سبب للتوتر بين البلدين.
وتعتبر الصين أن تايوان جزء من أراضيها ولا تستبعد أن تعيدها إلى سيادتها ولو بالقوة، فيما تتمتع الجزيرة بحكم ديموقراطي.
وتعارض بيجينغ أي مبادرة من شانها منح السلطات التايوانية شرعية دولية واي تواصل رسمي بين تايوان ودول أخرى.
ومع أن مسؤولين أميركيين يزورون بانتظام تايوان التي يفصلها شريط ضيق من المياه عن بر الصين الرئيسي، ترى بيجينغ أن زيارة بيلوسي ستشكل استفزازا كبيرا.
حذرت الصين الأربعاء من أن واشنطن "ستتحمل العواقب" إذا تمت الزيارة التي لم تؤكدها بيلوسي بعد.
وقال الجنرال مارك ميلي رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية للصحافيين إنه إذا طلبت بيلوسي "دعمًا عسكريًا فسنفعل ما هو ضروري لضمان قيامها بمهمتها على أكمل وجه".
- "ضمانات" -
والتوتر حول زيارة بيلوسي غيض من فيض اذ يخشى المسؤولون الأميركيون من أن يفكر شي في استخدام القوة لفرض السيطرة على جزيرة تايوان الديموقراطية.
وكان حصول غزو أو أي تحرك عسكري آخر مستبعدا في السابق، لكن مراقبين باتوا يعتبرون ذلك ممكنا.
ولم تساهم تصريحات بايدن المتناقضة في خفض حدة التوتر. فردا على سؤال حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستدافع عن تايوان، قال الرئيس الأميركي في أيار إنها ستفعل ذلك قبل أن يؤكد البيت الأبيض أن لا تغيير في سياسة عدم التدخل "الاستراتيجية" لواشنطن.
يفاخر بايدن بعلاقة وثيقة مع شي منذ سنوات، لكن لم يلتق الرجلان وجهاً لوجه منذ توليه الرئاسة بسبب قيود السفر جراء وباء كوفيد.
وأكد البيت الأبيض أن الهدف الرئيسي لبايدن هو التوصل إلى "ضمانات" بين القوتين العظميين.
ويهدف هذا إلى ضمان تجنب وقوع نزاع مفتوح، رغم اختلافاتهما والمنافسة المتزايدة بينهما على الساحة الجيوسياسية.
وقال كيربي إن بايدن "يريد أن يتأكد من أن خطوط الاتصال مفتوحة مع الرئيس شي بشأن جميع القضايا سواء كانت قضايا نتفق عليها أو نواجه صعوبة كبيرة حولها وانه لا يزال بإمكانهما التواصل هاتفيا بهدوء".
وردا على سؤال عما إذا سيرفع بايدن بعض رسوم الاستيراد البالغة 25% التي فرضها سلفه دونالد ترامب على منتجات صينية بمليارات الدولارات، قال كيربي إنه لم يتخذ قرار بعد حتى الآن.
واضاف كيربي "نعتبر أن الرسوم الجمركية التي وضعها سلفه كانت سيئة. نرى أنها زادت التكاليف على العائلات الأميركية والشركات الصغيرة وكذلك أصحاب المزارع" متطرقا أيضا إلى "بعض الممارسات التجارية الصينية الضارة".
وتابع "ليس لدي أي قرار من الرئيس أعلنه في ما يتعلق بالرسوم. هو يسعى لتسوية هذه المسألة".