أحيا البابا فرنسيس قداسا جديدا للمصالحة، الخميس، في أقدم مكان للحج في أميركا الشمالية، في اليوم الرابع من زيارة لكندا اقترح خلالها إعادة بناء علاقات الكنيسة بالسكان الأصليين.
وصل البابا في سيارته الخاصة الى سانت آن دو بوبريه في كيبيك، وحيا الحشود التي كانت بشكل أساسي من الهنود الحمر.
قال البابا "نحن أيضًا أمام الفضيحة التي طالت إخوتنا الأصليين وتغلب فيها الشر، نشعر بالمرارة وبثقل الفشل".
وتساءل "لماذا حدث كل هذا؟ كيف يمكن أن يحدث هذا في مجتمع يتبع تعاليم المسيح؟".
داخل الكنيسة أمام المذبح وعلى بعد أمتار من البابا عند بدء القداس، رفع متظاهرون لافتة كتب عليها "إلغوا العقيدة"، في إشارة إلى المراسيم البابوية في القرن الخامس عشر التي سمحت للقوى الأوروبية باستعمار الأراضي والشعوب غير المسيحية.
ولم تكن العبارة ظاهرة سوى من جهة اللافتة المقابلة للبابا وتم سحبها بهدوء.
أ ف ب
هذه الزيارة "رسالة أمل" على ما قالت لفرانس برس دينيج بيتيكي (54 عامًا) من محمية ماناوان التي وضعت وشاحًا برتقاليًا حول عنقها تكريماً لأطفال السكان الأصليين المفقودين. استيقظت في الساعة الرابعة لتصل باكرًا وتكون في الصف الأمامي أمام الكنيسة حيث نصبت شاشات عملاقة.
وأضافت وهي تضع يدها على قلبها "هذا الحبر الأعظم يعرف بوجودنا هنا، يعترف بنا. قرأت سيرته الذاتية بالنسبة الي انه بابا صالح. أمس رأيته عن قرب وقد هز مشاعري".
وكان البابا اعتذر الاثنين في اليوم الأول من زيارته عن تعامل المسيحيين مع الشعوب الأصلية في كندا وعن "الطرق التي تعاون بها العديد من أعضاء الكنيسة" في "المشاريع المدمّرة للثقافات".
وقالت أبيغايل بروكس (23 عامًا) العضو في سانت ماري فيرست نايشن في مقاطعة نيو برونزويك "شخصيًا لم يكن ذلك كافيًا"، آملة أن ترى أفعالا أخرى لاظهار أن الكنيسة تريد مصالحة حقيقية.
تضم مقاطعة كيبيك الناطقة بالفرنسية أكبر عدد من الكاثوليك في كندا، لكن المشاركة بقيت مع ذلك أقل مما كان متوقعًا منذ بداية الزيارة.
بعد الظهر، يلقي البابا البالغ 85 عاما عظة في كاتدرائية نوتردام دو كيبيك، بحضور ممثلين دينيين. والجمعة، في المحطة الأخيرة من رحلته التي تستغرق ستة أيام، سيتوقف البابا لبضع ساعات في إيكالويت (نونافوت)، في أرخبيل القطب الشمالي.