وصل الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إسرائيل الأربعاء لطرح "أسئلة صعبة" على حكومتها والعمل على إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة لكنه اضطر للتخلي عن محطته في الأردن، بعد مقتل مئات الأشخاص في مستشفى في غزة.
ونزل بايدن من الطائرة وسط قوة أمنية كبيرة، وعانق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس إسحق هرتسوغ على المدرج.
وفي السياق، قال بايدن: "حماس ارتكبت فظائع، وأردت الحضور لإسرائيل حتى يعرف الناس فيها وفي العالم بأسره أننا نقف معها".
من جهته، قال نتنياهو: "حماس قتلت 1400 إسرائيلي يوم السابع من تشرين الاول والعالم المتحضّر يجب أن يتحد لهزيمتها".
وكان الرئيس الديموقراطي البالغ من العمر 80 عاماً أعلن الإثنين عن رحلته هذه التي تنطوي على رهان كبير مرتبط بمدى نجاحه في تقديم نفسه ضامناً لأمن إسرائيل في حربها ضد "حماس"، وأفضل أمل للمدنيين الفلسطينيين وسد في وجه مخاطر تصعيد إقليمي.
لكن هذا المسعى لتحقيق التوازن الذي كان يرتكز على توقف في تل أبيب تليه رحلة إلى عمان، انهار قبل أن يغادر بلاده.
فقد ألغى الأردن القمة التي كان من المقرّر أن يحضرها مع الملك عبد الله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
وأكد جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، أن القرار كان "متبادلاً". وأشار إلى أن جو بايدن سيتصل بالزعيم الفلسطيني والرئيس المصري من الطائرة التي ستقله في طريق عودته مساء الأربعاء.
- "غاضب" -
قال الرئيس الأميركي في بيان إنه "غاضب" و"حزين جداً" بعدما ما وصفه بأنه "انفجار". ولم يعلق على مصدر إطلاق النار الذي تسبب بمقتل مئتي شخص على الأقل.
في هذه الأجواء من التوتر الشديد، دعا "حزب الله" إلى "يوم غضب" الأربعاء. لكن جو بايدن أبقى على رحلته وسط إجراءات أمنية مشدّدة جداً لأنه يريد طرح "أسئلة صعبة" على إسرائيل، على حد قول جون كيربي.
وقبل هجوم بري محتمل، يريد الرئيس الأميركي الحصول على شرح لاستراتيجية إسرائيل وأهدافها العسكرية خلال اجتماع مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
أما هدفه الكبير الآخر فهو إيصال المساعدات الخارجية إلى غزة التي تشكل هدفاً لقصف إسرائيلي متواصل وتشهد أصلاً أزمة إنسانية.
وقال جون كيربي إن المساعدة يجب أن تصل "في أسرع وقت ممكن" لتلبية "الاحتياجات الماسّة"، معبّراً عن "تفاؤله" في هذا الشأن.
والأربعاء، أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية أن الوضع في غزة "يصبح خارج السيطرة" بسبب العجز عن إيصال مساعدات إنسانية جاهزة للتسليم.
وقال تيدروس أدهانوم غيبريسوس "مع كل ثانية نتأخر فيها بادخال المساعدة الطبية نخسر أرواحاً"، مشدّداً على أن الإمدادات الطبية عالقة منذ أربعة أيام عند الحدود بين مصر وقطاع غزة.
ويفترض أن يلتقي جو بايدن عائلات رهائن تحتجزهم "حماس".
وفقدت الولايات المتحدة 31 من مواطنيها على الأقل في أعقاب الهجوم الذي نفذته "حماس" في السابع من تشرين الأول، ولدى "حماس" عدد صغير من الرهائن الذين يحملون جوازات سفر أميركية.
سيلقي الرئيس الأميركي الذي لم يكشف البرنامج التفصيلي لزيارته لأسباب أمنية، خطاباً في تل أبيب.