شكر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف كوريا الشمالية على دعمها الهجوم الروسي على أوكرانيا، وذلك خلال زيارة رسمية إلى بيونغ يانغ التي تتهمها واشنطن بتزويد موسكو بالأسلحة.
ونقلت وكالة الأنباء الروسية ريا نوفوستي عن لافروف قوله "إننا نقدّر بشدة دعمكم المبدئي والواضح لأعمال روسيا في إطار العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا"، مكرّراً المصطلح الذي استخدمته روسيا للإشارة إلى الحرب التي بدأت في شباط 2022.
وشكر بيونغ يانغ على اعترافها بضم روسيا أربع مناطق أوكرانية في أيلول 2022. وكوريا الشمالية الدولة الوحيدة في العالم التي اعترفت بذلك.
من جهة أخرى، أعتبر لافروف أنّ زيارته كانت فرصة "لتحديد التدابير العملية لضمان التنفيذ الكامل لكلّ الاتفاقيات" التي تمّ التوقيع عليها خلال رحلة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون إلى روسيا في أيلول لعقد قمة مع الرئيس فلاديمير بوتين.
وقال متحدث باسم الكرملين لوكالة تاس للأنباء في وقت سابق إن زيارة لافروف التي تستمر يومين ستركز جزئيا على إرساء أسس زيارة يقوم بها الرئيس بوتين في المستقبل.
وخلال زيارته على متن قطار مصفح إلى الشرق الأقصى الروسي في أيلول الماضي، دعا الزعيم الكوري الشمالي فلاديمير بوتين لزيارة بلاده.
وأثارت القمة مخاوف غربية من أن بيونغ يانغ قد تزود موسكو بالأسلحة اللازمة لحربها المستمرة منذ فترة طويلة في أوكرانيا.
وقالت الولايات المتحدة الجمعة إن شحنات الأسلحة جارية بالفعل.
- "أكثر من ألف حاوية" -
وأشار المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي خلال مقابلة مع صحافيين إلى أن كوريا الشمالية سلّمت "أكثر من ألف حاوية" من المعدات العسكرية والذخائر إلى روسيا في الأسابيع الأخيرة.
ولفت إلى أن كوريا الشمالية تسعى في المقابل إلى الحصول على معدات عسكرية روسية و"تقنيات متطورة"، لا سيما طائرات وصواريخ ومركبات مدرّعة ومعدّات تُستخدم لإنتاج الصواريخ الباليستية.
وأظهر رسم بياني نشره البيت الأبيض شحن حمولة حاوية بحراً من ميناء ناجين في كوريا الشمالية إلى دوناي في روسيا بين الأول من أيلول والأول من تشرين الأول.
ونُقلت هذه الحاويات بالقطار إلى مستودع ذخيرة يقع على بعد حوالى 290 كيلومتراً من الحدود الأوكرانية.
لكنّ الكرملين اعتبر الثلثاء أن الاتهامات التي يوجهها الغرب إلى روسيا لا تستند إلى أي دليل.
ونقلت وكالة تاس عن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قوله إن الاستخبارات البريطانية والأميركية توجهان هذه الاتهامات منذ فترة طويلة لكنهما "لم تقدما أي دليل على الإطلاق".
ونشر المحللون في خلية "بيوند بارالل" التابعة لمركز "سي اس آي اس" الفكري في واشنطن، الأسبوع الماضي صوراً ملتقطة بواسطة الأقمار الاصطناعية لما وصفوه بأنه زيادة "غير مسبوقة" في حركة القطارات على طول الحدود بين روسيا وكوريا الشمالية.
وقالت المجموعة إن هذا النشاط المتجدد "يشير على الأرجح إلى أن كوريا الشمالية تزود روسيا بالأسلحة والذخائر".
وأكدت روسيا أنها زادت إنتاجها من القذائف هذا العام لتحقيق الهدف المخطط له وهو 2,5 مليونا قذيفة، لكنّ المحللين أشاروا إلى أن ذلك قد لا يكون كافيا لاحتياجاتها. وتُطلق القوات الروسية 60 ألف قذيفة يومياً، بحسب البيانات الأوكرانية.
تُعد كوريا الشمالية مُنتِجاً كبيراً للأسلحة التقليدية ولديها مخزون من المعدات الحربية العائدة إلى الحقبة السوفياتية، لكن حالتها غير معروفة.
- "الأولوية الأولى" -
وخلال زيارته إلى روسيا الشهر الماضي، قال الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون إنه سيجعل العلاقات بين كوريا الشمالية وموسكو "أولويته الأولى".
وتخضع روسيا وكوريا الشمالية، الحليفتان التاريخيتان، لمجموعة عقوبات دولية، موسكو بسبب هجومها على أوكرانيا وبيونغ يانغ بسبب اختبارها أسلحة نووية.
ويتزامن تعزيز التحالف بينهما مع بلوغ العلاقات بين الكوريتين أدنى مستوياتها على الإطلاق.
ونفذت كوريا الشمالية سلسلة قياسية من عمليات إطلاق الصواريخ هذا العام، وأدرجت أخيراً في دستورها توصيف البلاد كدولة نووية.
وقرّرت كوريا الجنوبية بدورها تعزيز اتفاقياتها الأمنية مع حليفتها التقليدية الولايات المتحدة، وأبرمت اتفاقاً ثلاثياً جديداً يشمل اليابان أيضاً.
وذكرت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء نقلا عن مصدر عسكري أن كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان ستجري مناورة جوية مشتركة في نهاية هذا الأسبوع بمشاركة قاذفة أميركية من طراز بي-52 ذات قدرة على صنع أسلحة نووية.