تفاقمت حالة الفوضى في صفوف الجمهوريين، الخميس، مع إخفاق مرشحهم لرئاسة مجلس النواب الأميركي في الحصول على عدد كاف من الأصوات وانهيار خطة لتعيين رئيس موقت وتبادل انتقادات حادة واتهامات بالتنمر.
وأعلن الرئيس جو بايدن عن نيته الطلب من الكونغرس هذا الأسبوع تقديم مساعدة "غير مسبوقة" لإسرائيل في نزاعها مع حماس، وهي جزء على ما يبدو من حزمة مقترحة بقيمة مئة مليار دولار لتمويل أوكرانيا وتايوان.
لكن المشرعين يخوضون معارك داخلية مريرة كلفت رئيس مجلس النواب منصبه وأدت إلى إغلاق مجلس النواب لأكثر من أسبوعين.
وواجه جيم جوردان الموالي لدونالد ترامب والمتورط بشكل كبير في جهود الرئيس السابق لإلغاء الانتخابات الرئاسية في 2020، هزيمة مهينة في قاعة مجلس النواب في أول محاولتين له للفوز بالمنصب.
وكان ينوي وقف حملته موقتًا ودعم خطط منح رئيس المجلس بالانابة باتريك ماكهنري، الذي يضطلع بمهام شرفية، كامل صلاحيات المنصب حتى نهاية العام.
لكن النائب عن ولاية أوهايو قال للصحافيين بعد ظهر الخميس أنه ينوي مواصلة جهوده، بعد اجتماع أفشل خلاله عدد من الجمهوريين اليمينيين الخطة بغضب، وتبادلوا الانتقادات اللاذعة مع زملائهم الأكثر اعتدالا.
وقال جوردان للصحافيين بعد انتهاء الاجتماع "عرضنا على الأعضاء القرار كوسيلة لخفض التوتر والعودة إلى العمل". واضاف "قررنا أن هذا ليس هو المكان الذي سنذهب إليه. ما زلت مرشحا لمنصب رئيس مجلس النواب وأنوي الحصول على الأصوات والفوز بهذا السباق".
وأعلن المتحدث باسم جوردان قبيل تأجيل مجلس النواب للجلسة أن المحاولة التالية ستجري صباح الجمعة.
وتأتي هذه الأزمة بينما تخوض اسرائيل حليفة الولايات المتحدة حربا ضد حماس وتتصدى أوكرانيا لغزو روسي في شهره الحادي والعشرين، وتستعد الحكومة الأميركية للإغلاق في أقل من شهر ما لم يوافق الكونغرس على تمويل جديد.
- تقاليد وأعراف -
كان يمكن أن يحظى تعيين ماكهنري "رئيساً موقتاً" بدعم المعتدلين في الحزبين مما يسمح له باتخاذ إجراءات لتقديم المساعدات لإسرائيل وربما أوكرانيا، فضلاً عن معالجة قضية الميزانية.
لكن هذه الخطوة كانت ستقود مجلس النواب أيضًا إلى المجهول إذ يحذر محللون من أن أي تشريع يوافق عليه مجلس النواب بدون رئيس دائم يمكن أن يواجه طعونا في المحكمة.
ودعا العديد من المشرعين جوردان إلى التخلي عن طموحاته كمتحدث خلال تبادل الاتهامات الغاضبة، كما ذكرت شبكة "سي إن إن".
ووبخ كيفن مكارثي الذي أثار عزله من رئاسة مجلس النواب الأزمة، زعيم المتمردين مات غايتس طالبا منه الجلوس عندما توجه إلى الميكروفون، بينما كاد مشرع آخر أن يندفع نحو غايتس، حسب وسائل إعلام.
ورفض جزء كبير من نواب اليمين الجمهوري تمكين ماكهنري من شغل المنصب موقتا، بما في ذلك تشيب روي وهو شخصية بارزة في "تجمع الحرية" المتشدد في مجلس النواب، الذي اعتبر أن ذلك سيشكل "انتهاكا للتقاليد والأعراف".
وأوضح ماكهنري نفسه أنه ضد تولي مزيد من الصلاحيات.
أمضى جوردان (59 عاماً) حياته المهنية التي امتدت 16 عاماً في الكونغرس في عرقلة التشريعات بدلاً من تمريرها، ولم يضع يوما نص مشروع قانون فيما يدفع حزبه نحو مزيد من التشدد.
وأعرب الجمهوريون في مجلس النواب، وعدد كبير منهم في مناطق ضعيفة صوتت لبايدن في الانتخابات الأخيرة، عن غضبهم من السياسات القتالية لبطل المصارعة السابق واشتكوا من تعرضهم للترهيب من قبل المرشح وحلفائه.
وقال درو فيرغسون، البرلماني عن جورجيا "عندما تصاعدت حملات الضغط والهجمات على زملائي الأعضاء، أصبح من الواضح بالنسبة لي أن المؤتمر الجمهوري في مجلس النواب لا يحتاج إلى شخص متنمر ليكون رئيسا"، مشيراً إلى أنه تلقى تهديدات بالقتل.
من جهتها، ذكرت ماريانيت ميلر ميكس من ولاية أيوا في بيان أنها "تلقت تهديدات موثوقة بالقتل ووابلاً من مكالمات التهديد". وقالت "تم إخطار السلطات المختصة ومكتبي يتعاون بشكل كامل. الشيء الوحيد الذي لا أستطيع تحمله أو دعمه هو التنمر".