النهار

مهاجرون يعبرون هنغاريا بتكتم قبل مواصلة طريقهم إلى الشمال
المصدر: أ ف ب
مهاجرون يعبرون هنغاريا بتكتم قبل مواصلة طريقهم إلى الشمال
ملابس القيت قرب جسر جديد قيد الإنشاء في دريجليبالانك شمال بودابست، بجانب حدود هنغاريا وسلوفاكيا (10 ت1 2023، أ ف ب).
A+   A-
يخلف المهاجرون علامات كثيرة تدل على عبورهم الحدود الهنغارية مع سلوفاكيا، سواء كان ما تبقى من رماد بعد إيقاد النار وأغلفة ألواح الشوكولا أو حتى جواز سفر فقده صاحبه، لكن قلما يراهم سكان تلك المنطقة.

على امتداد 676 كيلومترًا تفصل بين الدولتين الواقعتين في أوروبا الوسطى، عززت براتيسلافا أخيرًا عمليات المراقبة لمكافحة العبور غير القانوني الآخذ في الازدياد على الرغم من خطاب رئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوربان المعارض للهجرة. 

في مختلف أنحاء أوروبا الوسطى، تتخذ تدابير استثنائية تتطلب موافقة بروكسيل، لتجنب تكرار سيناريو 2015-2016 عندما تدفقت أعداد كبيرة من اللاجئين من الشرق الأوسط. 

لكن، في طريقهم إلى ألمانيا التي تنعم بالازدهار، يتعذر تجنب المرور عبر هنغاريا، بوابة الاتحاد الأوروبي من صربيا. 

وفي قرية هونت عند الحدود مع سلوفاكيا، بادر السكان إلى تنظيم دوريات في نهاية الصيف بعدما لاحظوا تزايد أعداد المهاجرين. 

وقالت فيكتوريا تكنوس، المسؤولة عن المركز المجتمعي المحلي لوكالة فرانس برس "نبقى على مسافة منهم إذا رأيناهم". وأضافت أن بعض السكان "ما عادوا يخيمون بالقرب من النهر أو في الغابة خوفا من الالتقاء بهم". 

وتداركت المرأة البالغة من العمر 30 عاماً "لكن في الواقع، نحن بالكاد نراهم. فالمهربون يوصلونهم ثم يوصونهم بالجري حتى الحدود". وفي الواقع، لم تتمكن وكالة فرانس برس من الالتقاء بأي منهم.

- مصفاة هنغارية؟ - 
في بلدة دريجليبالانك المجاورة، يراقب رئيس البلدية بانتظام شاحنات الشرطة الصغيرة التي تعبر البلدة متحدثًا عن "واحدة أو اثنتين في اليوم". ويوضح ديفيد ريغو أن الوسائل المتوافرة لدى السلطات لتوقيف  المخالفين محدودة.

ولكن هدف هؤلاء هو الفرار من هذا البلد المعادي للهجرة في أسرع وقت ممكن، في حين يحث فيكتور أوربان الشرطة على صد أولئك الذين يتمكنون من عبور السياج المقام في الجنوب. 

لم يعد بإمكان طالبي اللجوء تقديم طلباتهم على الأراضي الهنغارية، ويجب عليهم التوجه إلى سفارات البلدان التي يرغبون في التقدم إليها في الدول المجاورة، وهو ما لا يفعله سوى عدد قليل منهم. 

في العام الماضي، حصل فقط عشرة أشخاص على وضع اللاجئ، وفقًا لآخر الإحصاءات الرسمية. وعلى الرغم من أن هذه السياسة عرضته للإدانة مرات عدة في محكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي، إلا أن الزعيم القومي ماض فيها. 

وأمام التظاهرات المناصرة للفلسطينيين والمخاطر المتزايدة لشن هجمات في أوروبا الغربية، احتفى مؤخراً بنجاحه، بفضل هذه التدابير، في "إبعاد التهديد الإرهابي الذي تضطلع الهجرة بالضرورة بدور فيه، عن هنغاريا" وفق تعبيره. 

لكن فيكتور أوربان متهم بلعب لعبة مزدوجة، إذ تشتبه النمسا المجاورة وبعض أفراد الطبقة السياسية السلوفاكية في أنه يسمح للمهاجرين بالمرور عبر أراضيه عمدا. 

– إطلاق سراح المهربين – 
وقال رودولف بيركس، المحلل في مؤسسة "بوليتيكال كابيتال" البحثية "من مصلحة الحكومة تسهيل عبور طالبي اللجوء، كما فعلت في عام 2015... لأنها تستطيع استخدامهم كورقة ضغط سياسية داخل الاتحاد الأوروبي أو حتى في الانتخابات في سلوفاكيا" حيث فاز روبرت فيكو حليف أوربان، لا سيما بعد حملة مناهضة للمهاجرين. 

ووفقا للخبير، فقد سكبت بودابست الزيت على النار بإطلاق سراح أكثر من 1500 مهرب في الأشهر الأخيرة احتجاجا على سياسة الهجرة التي تنتهجها بروكسيل. 

وعلى الرغم من عمليات المراقبة، يقول المتطوعون الذين يستقبلون الوافدين على الجانب السلوفاكي إنهم يرون عشرات الأشخاص يعبرون الحدود يوميًا.

وذكرت منظمة "مارينا" غير الحكومية لمساعدة المهاجرين، أن معظمهم يحملون الجنسية السورية و"يريدون الذهاب إلى ألمانيا، حيث يعيش أفراد من عائلتهم وأصدقاؤهم"، كما توضح كاتارينا ليفشيكوفا، المسؤولة عن فريق الاستجابة لحالات الطوارئ. 

وقدم أكثر من 250 ألف طلب لجوء في أكبر اقتصاد في أوروبا حتى نهاية أيلول، أي أكثر من العام 2022 بأكمله. 

وفي تحدٍ للأسلاك الشائكة وعمليات التفتيش، يبقى ثابتا تصميم هؤلاء اللاجئين الذين فروا من الحرب أو الأزمة الاقتصادية بعد بقائهم لسنوات في تركيا. يقول ديفيد ريغو "إذا أوقفوا في هنغاريا وأعيدوا إلى الجنوب، فإنهم سيعودون في الأسبوع التالي".
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium