النهار

الدول تستعدّ لمؤتمر "كوب28" حول المناخ... هدف 1,5 درجة مئوية على المحك
المصدر: أ ف ب
الدول تستعدّ لمؤتمر "كوب28" حول المناخ... هدف 1,5 درجة مئوية على المحك
شخص يمشي في حديقة وادي الموت الوطنية بكاليفورنيا عند غروب الشمس (16 تموز 2023- أ ب).
A+   A-
تنشط الدول التي تواجه تداعيات الاحترار المناخي المتنامية وتضافر أزمات جيوسياسية عدة، لتجاوز خلافاتها حول مصادر الطاقة الاحفورية أو التضامن بين بلدان الشمال والجنوب قبل شهر من انعقاد مؤتمر الأطراف حول المناخ في دبي وهو الأهم منذ  كوب21 في باريس.

قبل أربعة أسابيع من مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب28) الذي ينعقد بين 30 تشرين الثاني و12 كانون الأول في دبي ويفترض أن يؤكد رسميا أن أهداف اتفاق باريس للمناخ غير محترمة حتى الآن، يجتمع وزراء يمثلون حوالى خمسين دولة يومي الاثنين والثلثاء في الأمارات العربية المتحدة في لقاءات تحضيرية مغلقة ستكون محط اهتمام كبير.

مواضيع البحث كثيرة: من التخلي عن مصادر الطاقة الاحفورية إلى تمويل عملية الانتقال في مجال الطاقة وتشارك المسؤوليات بين الدول المتطورة المسؤولة عن القسم الأكبر من التلوث والدول الناشئة التي تلحق بها، فضلا عن التضامن مع أكثر الدول ضعفا أمام تداعيات التغير المناخي. 

وينبغي البت بهذه المسائل الرئيسية المهمة في حين تسعى البشرية لحفض انبعاثات غازات الدفيئة الحالية بنسبة 40 % بحلول 2030 للمحافظة على الأمل بتحقيق أكثر أهداف اتفاق باريس طموحا والمتمثل بحصر الاحترار المناخي ب1,5 درجة مئوية منذ بدء الحقبة الصناعية.

لكن مع الحرب الدائرة بين اسرائيل وحركة حماس يرى ألدن ميير الخبير في مركز E3G في تصريح لوكالة فرانس برس أن "من الصعب معرفة أين سنكون بعد شهر من الآن في الشرق الأوسط" موضحا أن هذا النزاع "قد يزيد من صعوبة التعاون المتعدد الأطراف المعقد أساسا بسبب أوكرانيا وروسيا والتوترات بين الصين والولايات المتحدة وأزمة الديون بين أمور أخرى".

بعد ثماني سنوات على اتفاق باريس، لامس الاحترار في العام 2023، 1,5 درجة مئوية إضافية على مدى سنة فيما تسجل المحيطات مستويات حر قياسية منذ ستة أشهر. وعلى اليابسة تكثر موجات الحر والحرائق والأعاصير والفيضانات مع ما تحمل من تداعيات على المواطنين.

في إطار هذه الظروف، تتركز التطلعات والمعارضات  على اجتماعات كوب28 التي تستضيفها الإمارات العربية المتحدة.

وينتظر مشاركة أكثر من 80 ألف  شخص وخمسة آلاف صحافي وهو أمر غير مسبوق، في المؤتمر، إذ يضاف المشاركون في المعرض الاقتصادي الضخم الذي يقام على هامش المفاوضات المناخية إلى العلماء والمنظمات غير الحكومية والمندوبين من 198 دولة موقعة على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغيير المناخي .

وتأمل الرئاسة الإماراتية للمؤتمر استقطاب عدد قياسي من قادة الدول في الأول من كانون الأول والثاني منه. ويتم الحديث عن حضور الرئيس الصيني شي جيبينغ وهو امر نادر والبابا فرنسيس وهي مشاركة غير مسبوق.

- + 2,8 درجة مئوية -
ومع أن الانبعاثات العالمية الناجمة خصوصا عن الفحم والنفط والغاز لم تبدأ بالانخفاض إلا ان تقدما حصل منذ اتفاق باريس.

ففي تلك الفترة كان العالم متجها نحو احترار يراوح بين 2,9 و3,1 درجات مئوية في 2100. وبوتيرة الانبعاثات الحالية بات الاحترار يتجه راهنا نحو 2,8 درجة بحسب الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ  لا بل 2,4 درجة في حال احترمت الدول التزاماتها.

لكن ينبغي رفع هذه التعهدات لتجنب بعض نقاط التحول الحاسمة ومنها ذوبان الجليد القطبي وتراجع الغطاء الحرجي وو ذوبان التربة الصقيعية الدائمة.

وقال سلطان الجابر رئيس كوب28 في رسالته الأخيرة إلى المفاوضين "توفر كوب28 فرصة لتسريع الانتقال من خلال بناء نظام مستقبلي للطاقة مع إزالة الكربون بسرعة لكي يبقى هدف 1,5 درجة مئوية في متناول اليد".

لكن شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) التي يرئسها تستثمر 150 مليار دولار على خمس سنوات لتوسيع قدرات انتاج المحروقات.

- "انتقال عادل" -
ويشكل النقاش حول التخلي التدريجي عن الطاقة الاحفورية الذي تم تجنبه بعناية في كوب27 في مصر، محورا أساسيا في الأعمال حول حصيلة اتفاق باريس.

وفي حين تطالب دول جزرية بتجميد هذه المصادر والاتحاد الأوروبي بتسريع التخلي عنها، تريد دول كثيرة "انتقالا عادلا" يمنحها مزيدا من الوقت حتى لا يؤثر سلبا على تنميتها. وتروج دول منتجة لهذه المصادر لفكرة "طاقة احفورية نظيفة" تستند على تقنيات حجز الكربون وأرصدة الكربون التي تثير جدلا.

بموازاة ذلك، يشكل ازدهار مصادر الطاقة المتجددة نبأ سارا قليل الحدوث. فيبدو أن التوصل إلى اتفاق لزيادة قدراتها بثلاث مرات بحلول 2030 بات بمتناول اليد. وتعتبر الوكالة الدولية للطاقة أن ذلك واقعي بفضل خطة الاستثمارات الأميركية الكبيرة  والاستثمارات الصينية والأوروبية المعروفة بـ"غرين ديل".

لكن أي اتفاق نهائي رهن بالتقدم الذي سيحرز على الصعيد المالي والتضامن مع الدول النامية وهو أمر تلزم اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية الدول به. إلا ان تعطل المفاوضات حول تشكيل صندوق "للخسائر والأضرار" كان إقراره النجاح الأبرز في كوب27 وتعتبره الدول النامية خطا أحمر، لا يشي بالخير.

وتحذر لولا فاييخو الخبيرة في معهد التنمية المستدامة للعلاقات الدولية أنه في حال حصول تعطل "ثمة خطر أن يتم بيعنا اعلانات وائتلافات رديفة لا تحل مكان الاتفاق الطموح حول حصيلة اتفاق باريس ومن بينها الطاقة الاحفورية والخسائر والأضرار".

الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium